العيش تحت القصف.. جحيم الحوثي يفتك بنازحي مأرب اليمنية
تواصل مليشيات الحوثي الإرهابية، فرض حياة المطاردة والتشرد على المواطنين اليمنيين، وتحديدًا أولئك النازحين في محافظة مأرب، شرقي البلاد.
ولم تكتفِ المليشيات بطرد النازحين من مدنهم وقراهم في صنعاء ومحافظات يمنية أخرى؛ بسبب حربها العبثية، بل جعلت مخيمات النازحين في مأرب، حيث لجأ اليمنيون، هدفًا لهجماتها الوحشية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.
وبات النازحون في مأرب يعيشون حياةً قاسية تحت القصف الممنهج والمركز على المخيمات، دون أدنى اهتمام لأي اعتبارات إنسانية، بحسب ما يقوله مساعد مدير الوحدة التنفيذية، مدير إدارة مخيمات النازحين بمأرب، خالد الشجني.
يشير المسؤول الحكومي لـ"العين الإخبارية" إلى أن المخيمات كانت باستمرار هدفًا مفتوحًا لقصف المليشيات، لافتًا إلى أن ما تعرضت له عدة مخيمات في الثامن والعشرين من مارس/آذار الماضي، كان ضمن سلسلة هذا الاستهداف الممنهج.
وأضاف أن الحوثيين قصفوا عدة مخيمات بقذائف وصواريخ "متنوعة"، ما يؤكد انتهاج سياسة التعمد في استهداف النازحين.
وأكد الشجني أن قصف مخيمات "الميل، الخير، والتواصل" ألحق أضرارًا وإصابات وآثارا نفسية ومعنوية في أوساط النازحين.
والأمر المثير الذي كشفه مدير مخيمات النازحين بمأرب، هو أن الحوثيين نفذوا قصفهم عقب زيارة قام بها المنسق المقيم للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ديفيد جيرسلي.
واعتبر المسؤول اليمني ذلك تحديًا سافرًا للقوانين الدولية الخاصة بحماية النازحين وحقهم في الحياة.
ضحايا وآثار نفسية
التقارير الميدانية التي تلقتها "العين الإخبارية" من إدارة مخيمات النازحين تكشف حجم الممارسات الإرهابية واللا إنسانية للمليشيات الحوثية بحق مخيمات النازحين.
وكشفت التقارير إصابة 6 نساء، و3 رجال، بالإضافة إلى جرح طفل واحد، نتيجة القصف الحوثي على مخيمات النازحين أواخر مارس/آذار المنصرم.
كما أدى القصف إلى احتراق وتضرر أجزاء واسعة من الخيام، ومواد الإيواء، وخزانات المياه، في المخيمات التي تحوي 580 أسرة، وأكثر من 4300 شخص.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تعداه ليشمل التسبب بآثار نفسية ومعنوية، نتيجة لاستهداف المخيمات.
وأشارت التقارير إلى أن القصف أسفر أيضا عن إجهاض 4 نساء حوامل لأجنتهن، ووقوع 2600 صدمة نفسية لدى نزلاء المخيمات، وانقطاع 720 طفلا عن التعليم، بالإضافة إلى حدوث 85 حالة إغماء، و3600 حالة قلق، في دلالة على مخاطر العيش تحت القصف.
الاستهداف الحوثي لمخيمات النازحين، رافقه تحريض من قبل الانقلابيين، الذين ادعوا أن مقاتلي القوات الحكومية والقبائل يتحصنون بالمخيمات ويتخذون النزلاء بالمخيمات دروعًا بشرية، وهو ما رفضته الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، وعبرت عن قلقها الكبير على حياة سكان المخيمات، بعد حملة المليشيات، التي أسقطت الحقوق المكفولة دولياً وإنسانياً للنازحين.
واعتبرت الوحدة التنفيذية أن هذا التحريض الحوثي يأتي بعد سلسلة استهداف بالصواريخ والمدفعية خلال الأيام والأسابيع الماضية، وهو ما يجعل إدارة المخيمات تنظر لهذا التحريض كتغطية مباشرة على جرائم استهداف النازحين.
وأشارت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين إلى أن المنظمات الأممية والدولية تشارك في الإشراف على هذه المخيمات، وتشهد واقعيًا استهداف المليشيات الإرهابية الحوثية المتكررة، وما يسفر عن ذلك من ضحايا، داعيةً جميع المعنيين والمهتمين إلى إدانة واضحة لهذه التحريضات التي وصفتها بـ"الإرهابية"، والضغط على المليشيات لإيقافها عند حدها، ومنع هذه الجرائم الممنهجة والمتعمدة بغطاء سياسي ودعائي غير مسبوق في تاريخ الجرائم الإنسانية.
كما طالبت المنسق الأممي المقيم للشؤون الإنسانية في اليمن بشكل خاص، للتحرك والضغط من أجل توفير الحماية المطلوبة للنازحين، حيث كان قد اطلع على أوضاعهم والانتهاكات بحقهم بشكل مباشرة، خلال زيارته الأخيرة.
نزوح جديد
الهجوم العسكري والصاروخي الحوثي الأخير تسبب بنزوح جديد، من خلال إعادة تشريد 3130 أسرة، منهم 360 أسرة جديدة، بواقع 2475 شخصا، يحتاجون إلى مأوى، وتأمين غذائي ومياه شرب ومرافق صرف صحي، وفصول دراسية، ومستلزمات طبية.
وقالت منظمة الدولية للهجرة في تقرير حديث إن 2600 أسرة فرّت خلال 3 أشهر بسبب التصعيد العسكري الحوثي في محافظة مأرب.
وأكدت المنظمة في التقرير، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، عجز الخدمات العامة والبنى التحتية عن التعامل مع التدفق الكبير للنازحين إلى مدينة مأرب.
وأوضحت أن غالبية الأسر نزحت من مديرية صرواح، أو داخلها، حيث تهرب العائلات للمرة الثانية أو الثالثة، من أكبر مواقع الاستضافة، وهي الزور، وذنة، والهيال.
وأشارت إلى تزايد الاحتياجات الإنسانية في مأرب، مع تصاعد المواجهات العسكرية التي تؤثر على المدنيين وتؤدي إلى عمليات نزوح جديدة في مديريات ماهلية، وجبل مراد، ومدغل، ورغوان، والجوبة، وصرواح، مؤكدة عجز الخدمات العامة والبنى التحتية عن التعامل مع التدفق الكبير للنازحين داخليًا.
وكانت منظمات أممية حذرت في وقت سابق من آثار القصف الحوثي والهجوم العسكري للمليشيات على الوضع الإنساني في مأرب التي يقطنها أكثر من 5.5 مليون نازح، حسب تقديرات أممية.
aXA6IDUyLjE0LjE2Ni4yMjQg جزيرة ام اند امز