"أزمة تجراي".. الجيش الإثيوبي يكشف آخر التطورات بالإقليم
قال الجنرال باتشا دبلي، إن قوات جبهة تحرير تجراي استغلت وقف إطلاق النار من طرف واحد لمهاجمة وحدات الجيش والقوات الإقليمية.
وأضاف باتشا دبلي، وهو مسؤول تطوير القدرات العسكرية بوزارة الدفاع الإثيوبية، أن وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإثيوبي كان بهدف إعطاء فرصة للمزارعين وإيصال المساعدات إلا أن جبهة تجراي حشدت المدنيين وسلحتهم ونشرتهم في المناطق التي انسحب منها الجيش الإثيوبي.
وأوضح الجنرال باتشا دبلي، في مؤتمر صحفي، أن "الجيش الإثيوبي كان قد انسحب من إقليم تجراي لإنفاذ قرار وقف إطلاق النار الأحادي، واختار مكانا استراتيجيا عسكريا لمنع أي هجمات عليه.
لكن قوات جبهة تحرير تجراي وقادتها في الخارج اعتبروا ذلك فرصة وهاجموا وحدات الجيش الذين كانوا في الحراسة والقوات الإقليمية.
ولفت إلى أن الجيش الإثيوبي، كان قد انسحب عن طريق جنوب إقليم تجراي بمنطقة رايا، التي وضع فيها بعض وحدات الجيش، لكن جبهة تجراي شنت هجمات على هذه الوحدات من الجيش الإثيوبي.
وتابع المسؤول العسكري، قائلا:" نعلم تماما أن جبهة تحرير تجراي لا تقبل وقف إطلاق النار فقادتها لا يعرفون العيش إلا في الصراع الحرب، وأن السلام لا يلائم حياة هذه المجموعة على امتداد تاريخهم"، وفق تعبيره.
وقال إن الحكومة الإثيوبية تعلم وتدرك أن جبهة تحرير تجراي لن تقبل وقف إطلاق النار إلا أنها "الحكومة" أرادت أن تظهر للمجتمع الدولي في وقت مناسب بوقف إطلاق النار ولتكشف الرغبة الحقيقية لجبهة تحرير تجراي التي لا تريد وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن العالم شاهد جبهة تحرير تجراي وهي تجند الأطفال في أعمار الـ 13 والـ14 عاما وجعلوهم في مقدمة المواجهة.
حماية الحدود
وأكد باتشا دبلي استعداد الجيش الإثيوبي لاستخدام قواته في الوقت والمكان المناسب لمواجهة قوات جبهة تحرير تجراي.
وأضاف :" نحن نحارب من أجل حماية حدود إثيوبيا وسنحارب كل من يعتدي ويخلق الصراع في المنطقة حتى هزيمة هذه المجموعة (قوات جبهة تحرير تجراي)، داعيا جميع المواطنين بالوقوف مع الجيش الإثيوبي كما كان في السابق وعدم الالتفات لما أسماه الأكاذيب التي تقوم بها جبهة تحرير تجراي.
وأضاف أن "الحكومة والجيش الإثيوبي يعملان بمسؤولية تامة من أجل إثيوبيا ن بخلاف جبهة تحرير تجراي التي لا تعرف المسؤولية ولا تخضع للمساءلة".
صمت المجتمع الدولي
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، وعد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بصد هجمات "جبهة تحرير تجراي"، منتقدا صمت المجتمع الدولي بشأن المساعدات الإنسانية في الإقليم.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، في بيان، إن المجتمع الدولي نسى أنه كان يتحدث عن المساعدات والمجاعة واختار أن يلتزم الصمت أمام ما تقوم به جبهة تحرير تجراي من تجنيد الأطفال وتسليحهم.
وأوضح آبي أحمد أن الحكومة الإثيوبية توصلت إلى وقف إطلاق نار من أجل القضية الإنسانية، فيما تخلت جبهة تحرير تجراي عن أجندة المجاعة والمساعدات الإنسانية وبدأت في شن الحرب.
واتهم جبهة تحرير تجراي بتجنيد الأطفال ونشر المخدرات بينهم، قائلا إن جبهة تحرير تجراي بدأت تجند الأطفال وهو ما يجعل من الصعوبة على الجيش الإثيوبي التصدي لهؤلاء الأطفال.
وأضاف: "جبهة تحرير تجراي لا تستطيع أن تعيش بدون الصراع والحرب".
وتوعد رئيس الوزراء الإثيوبي، في بيانه، بأنه سيتصدى لعدوان جبهة تحرير تجراي و"سننتصر ونقلب الموازن، نحن سنغير الوضع الحالي بحشد شعبنا، بجانب عملنا لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى الإقليم، سنتصدى للهجوم الخارجي الذي ينسق مع الداخل".
وأمس الثلاثاء، دعت حكومة إقليم أمهرة شركاءها بالحكومة الفيدرالية الإثيوبية للتصدي لجبهة تحرير تجراي بعد رفضها دعوات وقف إطلاق النار.
وقالت حكومة إقليم أمهرة، في بيان، إن "جبهة تحرير تجراي المصنفة إرهابية من قبل البرلمان الإثيوبي، استغلت إعلان وقف إطلاق النار الأحادي من الحكومة الفيدرالية، لشن هجمات ضد الشعب الإثيوبي وإقليم أمهرة".
وأوضحت أن "الحكومة والشعب الإثيوبييْن يدركان بوضوح أن إقليم أمهرة وشعبه هم خط الضحايا الأول لهجمات هذه المجموعة الإرهابية"، في إشارة منه إلى جبهة تحرير تجراي.
وأضافت أن "جبهة تحرير تجراي الإرهابية تقوم بعمليات توغل وهجمات واسعة النطاق في جميع الاتجاهات على الحدود مع إقليم أمهرة".
ودعت حكومة الإقليم من سمتهم بـ"الشركاء" إلى محاربة العدو المشترك "والتأكيد على أن كفاحهم هو من أجل بقاء شعبهم وسيادة بلادهم".
وفي الـ28 من يونيو/حزيران الماضي، أعلنت الحكومة الإثيوبية موافقتها على وقف إطلاق النار في إقليم تجراي من جانب أحادي، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية، بعد طلب من الإدارة المؤقتة في الإقليم.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، قال إن انسحاب الجيش من إقليم تجراي يرجع إلى حقيقة أن "جبهة تحرير تجراي" لم تعد تشكل تهديدا للبلاد، وهناك أولويات أخرى.
وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أمر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بتنفيذ عملية عسكرية ضد "جبهة تحرير تجراي"، بعد مهاجمتها القاعدة العسكرية الشمالية.
ونجح الجيش الإثيوبي في توجيه ضربات متتالية لجبهة تحرير تجراي وهزيمتها في الكثير من المواقع حتى وصل إلى عاصمة الإقليم "مقلي"، في 28 من الشهر نفسه، لكن منظمات إنسانية وحقوقية تتهم أديس أبابا بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في الإقليم، وهو ما تنفيه إثيوبيا.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuNDAg جزيرة ام اند امز