شباب إثيوبي عن معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية: خطوة شجاعة
إثيوبيا كانت قد عبرت رسميا عن ترحيبها بقرار الإمارات بإبرام معاهدة سلام مع إسرائيل، ووصفتها بـ"التاريخية".
لم تكن خطوة الإمارات المتمثلة في معاهدة السلام مع إسرائيل، الخميس الماضي، أمرا جديدا في خارطة جهودها وإنجازاتها لإحلال السلام والتسامح بالعالم وإن كانت المعاهدة هي الأكبر والأشجع.
الخطوة الإماراتية الشجاعة جاءت بعد أن ضاع الطريق نحو السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في الفترة الأخيرة، لتعيد الخطوة فرص إحياء عملية السلام التي أصابها الجمود.
وبذات أهمية وقوة الخطوة الإماراتية، عبرت الأوساط الشبابية بإثيوبيا، خاصة بعدما عبرت الدولة رسميا على لسان رئيس وزرائها آبي أحمد، عن ترحيبها بقرار الإمارات بعقد معاهدة سلام مع إسرائيل، ووصفها بـ"التاريخية".
وأشاد آبي أحمد، في بيان، بقرار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وهنأ حكومتي الإمارات وإسرائيل لاتخاذهما الخطوة الهامة.
واعتبر أن "القرار التاريخي يحقق التقارب الضروري لتعزيز الجهود العالمية في حفظ السلام والاستقرار بالمنطقة".
والخميس الماضي، أعلن عن معاهدة سلام بين الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكية، ضمنت إنهاء خطة إسرائيلية لضم 30% من أراضي الضفة الغربية، وأحيت مسار السلام في الشرق الأوسط.
ومنذ الإعلان عن القرار سارعت عواصم إقليمية ودولية للترحيب بالخطوة التي وصفت بالشجاعة، واعتبرها عدد من الشباب الأكاديميين الإثيوبيين والإعلاميين "خطوة مهمة وقرارا شجاعا ومفيدا للمنطقة".
- معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية.. 3 لاءات ومكاسب لفلسطين والعالم
- المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة يؤيد معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية
واعتبر أرمياس بغاشاو، رئيس رابطة الإعلاميين الإثيوبيين، معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل "أمرًا حاسمًا للسلام الإقليمي"، وقال لـ"العين الإخبارية"، إن "المعاهدة التي قادتها الإمارات تؤكد جليا الإمكانات السياسية والاقتصادية للبلدين في المنطقة".
وأضاف بغاشاو ، وهو أيضا صحفي بقناة "إي بي إس" الإثيوبية، أن "هذه المعاهدة تمهد الطريق للسلام وفتحت آفاقا جديدة للسلام بين إسرائيل وفلسطين".
واتفق معه في ذات المنحى البروفيسور أحمد زكريا، محاضر بجامعة أديس أبابا، معتبرا المعاهدة خطوة مهمة في الوقت الراهن، وقال إن "المعاهدة جاءت لصالح المنطقة حيث سيكون لها ردود أفعال إيجابية لتحقيق السلام في المنطقة ككل.
وأوضح زكريا، لـ"العين الإخبارية"، أن "علاقات إثيوبيا بدولتي الإمارات وإسرائيل جيدة، والمعاهدة سيكون لها مردود إيجابي على العلاقات"، مؤكدا أن "المعاهدة ستسهم في تحقيق السلام بالمنطقة".
وأضاف أن "إثيوبيا ترغب في تأمين منطقة البحر الأحمر والخليج العربي، لذا ستتيح هذه المعاهدة فرصا للعمل معا بشكل إيجابي".
ووصف سلابات ماناي، الصحفي بهيئة فانا الإذاعية، معاهدة السلام الإماراتية بالخطوة الشجاعة، وقال إن "المعاهدة الإماراتية للسلام مع إسرائيل سيكون لها دور فعال في بناء السلام في المنطقة".
وأوضح ماني لـ"العين الإخبارية"، أن "المعاهدة التي قامت بها دولة الإمارات تعتبر قرارا شجاعا ويمكن أن تصبح نموذجا للدول الأخرى وتستفيد منها جميع الدول وتزيل حالة عدم الثقة".
وأوضح أن "الدول التي ظلت تعاتب مصر والأردن حول معاهدتي السلام هي التي بدأت في انتقاد دولة الإمارات لأنها تقدمت بهذه المعاهدة إلى الأمام وأسمعت صوتها في المنابر الدولية وهذا يزعج هذه الدول".
وأضاف الصحفي الإثيوبي، أن "الإمارات من أكثر الدول حرية ويعتبر تجاوبها مع فكرة الديمقراطية الجديدة والمبادرات الاقتصادية الفريدة وغيرها من التوجهات الإيجابية هو أمر طبيعي".
ولفت إلى أن الإمارات وإسرائيل لديهما علاقات جيدة مع إثيوبيا وهذه المعاهدة ستعود بالمنفعة الاقتصادية والازدهار والتطور السياسي فيها، مؤكدا أن معاهدة السلام ستستفيد منها دول منطقة الشرق الأوسط بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
فمعاهدة السلام الإماراتية الأخيرة، هي جزء من المنحى الذي ظلت تعمل فيه دولة الإمارات، وما الدور الإنساني الذي قامت به في فبراير/شباط 2019، ببعيد عن هذا السبيل القويم والحيوي عندما شهدت أرض زايد توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، مطلع العام الماضي".
وأوضح أن "تلك الوثيقة هي الأخرى كانت جسر تواصل ما بين أبناء إبراهيم عليه السلام، وباتت عنوانا للرسالة الإماراتية، بذات روح المعاهدة الأخيرة التي شكلت نقطة انطلاق جديدة وبلا شك سيكون لها ما بعدها في طريق السلام الطويل والحتمي".