سياسة
أوروبا تشيد مخبأ محصنًا ضد الجواسيس.. ماذا نعرف عنه؟
في محاولة للحفاظ على سرية المعلومات التي يضر نشرها أو اختراقها بمصالح أوروبا، اتخذت بروكسل خطوة لإجراء محادثات سرية وآمنة في آن.
تلك الخطوة أماطت صحيفة "التايمز" البريطانية اللثام عنها اليوم الثلاثاء، قائلة إن الاتحاد الأوروبي يخطط لإنشاء مخبأ محصن ضد التجسس في بروكسل بقيمة 8 ملايين يورو، بحيث يتمكن القادة من عقد محادثات سرية، دون أن يسترق الروس السمع، وفقا لمذكرة للاتحاد تصف المشروع.
وبحسب المذكرة التي اطلعت عليها "التايمز"، نقلا عن صحيفة "إي يو أوبزرفر" التابعة للاتحاد الأوروبي، فإنه يُحظر على القادة اصطحاب هواتفهم وساعاتهم والساعات الذكية والمفاتيح الإلكترونية إلى قاعة الاجتماعات، وتركها في خزانات عازلة للصوت.
ملامح المخبأ
وقالت "إي يو أوبزرفر" إن المشروع الذي صمم لاستيعاب نحو 100 شخص، بينهم 34 زعيما والفرق المعاونة لهم، من المقرر أن يتم الانتهاء منه بحلول عام 2024 في مكان ما بمجمع المجلس الأوروبي في بروكسل، الذي يستضيف بالفعل القمم المعتادة.
وبحسب "إي يو أوبزرفر"، فإن قاعة الاجتماعات ستكون غير متصلة بالإنترنت، لكنها ستحتوي على ميكروفونات متصلة بكبائن الترجمة، مشيرة إلى أن الغرفة الجديدة ستكون محاطة بقفص عازل من الدرجة العسكرية معتمد من قبل حلف شمال الأطلسي (الناتو)؛ ما سيؤدي إلى منع الروس أو الصينيين أو غيرهما من اعتراض الموجات الكهرومغناطيسية والراديوية الصادرة عن الشاشات وأسلاك الميكروفون.
ووفقًا لمذكرة الاتحاد الأوروبي فإن أي شخص يريد الدخول بمن فيهم عمال النظافة، سيحتاج إلى تصريح أمني، فيما سيتم تطهير المنشأة قبل وبعد الاجتماعات لاكتشاف وتحديد موقع وتحييد جميع أجهزة التجسس.
ترتيبات أمنية
"الزخارف والأواني الفخارية بالغرفة" لن تسلم هي الأخرى من الترتيبات الأمنية؛ فستخضع أيضاً لفحص الإجراءات الأمنية المضادة، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أن "المخبأ" سيتضمن أيضا مستوى مناسبا من الراحة والخصوصية لكبار الشخصيات.
ووفقا لـ"إي يو أوبزرفر"، فإن "المخبأ سيحافظ بشكل كبير على سرية المعلومات التي يمكن أن يضر نشرها أو اختراقها بمصالح الاتحاد الأوروبي بشكل خطير، أو تثير التوترات الدولية أو تهدد الحياة أو النظام العام".
وكانت مصادر بالمخابرات البلجيكية طلبت عدم الكشف عن هويتها، قالت إن جاسوسين روسيين اثنين كانا تظاهرا بكونهما دبلوماسيين طردتهما بلجيكا في إبريل/نيسان، ثبت أنهما تخصصا في اعتراض ”الإشارات والموجات الكهرومغناطيسية والراديوية الصادرة عن اجتماعات الاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة.
وأوضحت المصادر أن أحدهما هو فاديم أرتيوشوف، 46 عامًا، هو أحد المخضرمين الذين عملوا وتدربوا في مديرية المخابرات الرئيسة الروسية، فيما الثاني كان أليكسي كوزيفنيكوف، 36 عامًا، والذي عمل أيضا في الجهاز ذاته وكان تخصصه هو اعتراض إشارات الأقمار الصناعية الأوروبية والأمريكية.