دان دريكسول.. نجم صاعد في البنتاغون يهدد هيغسيث
عندما عُرضت على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في بلاده، لم يلتقِ ببيت هيغسيث بوزير الدفاع الأمريكي، بل التقى شابًا غير معروف نسبيًا يبلغ من العمر 38 عامًا يُنظر إليه اليوم كأبرز النجوم الصاعدة في البنتاغون: دان دريكسول.
وبات دريسكول وزير الجيش الأمريكي الآن أكبر مسؤول في إدارة ترامب يزور أوكرانيا، في إشارة إلى تزايد مكانته داخل المؤسسة العسكرية، بحسب صحيفة "التليغراف" البريطانية.
ففي الوقت الذي يغرق فيه البنتاغون تحت قيادة هيغسيث في دوامة من الفوضى والجدل المستمر منذ أشهر، نجح دريسكول في البقاء بعيدًا عن كل هذه المعارك. ومع تراجع أسهم رئيسه، تبدو أسهم دريسكول في صعود مستمر.
ويُعد جيه دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، من الأصدقاء المقربين لوزير الجيش، أما الرئيس دونالد ترامب فيطلق عليه لقب “رجل الطائرات المسيّرة” نظرًا لدوره في دفع تحديث القوات الأمريكية بتقنيات عسكرية جديدة والابتعاد عن الأنظمة الدفاعية الثقيلة والقديمة. ويتولى دريسكول، بصفته وزيرا للجيش، قيادة جهود البنتاغون في مواجهة تهديد الطائرات المسيّرة.
كما يُنظر إليه حاليًا باعتباره المرشّح الأبرز لخلافة هيغسيث في قيادة البنتاغون إذا شغر المنصب.
وقال مسؤول كبير سابق في البيت الأبيض لصحيفة التلغراف إن دريسكول هو “العامل المؤثر” الذي يحقق تمامًا ما يبحث عنه ترامب، ويستطيع الإنجاز في الملفات التي فشل فيها هيغسيث.
نشأ دريسكول في “حياة مريحة من الطبقة الوسطى”، كما وصفها، في جبال مدينة بون بولاية كارولاينا الشمالية، وقضى معظم طفولته في الهواء الطلق.
والده كان ضابط مشاة شارك في حرب فيتنام، فيما شارك جده في الحرب العالمية الثانية.
وبينما كان في الـ18 من عمره، شعر أنه لا يمكنه تفويت “حرب جيله”، فالتحق بالتدريب العسكري الأساسي في سبتمبر/أيلول 2007 ثم أُرسل إلى العراق في أواخر فترة التعزيزات العسكرية الأمريكية هناك.
بعد مغادرته العراق، التحق بكلية ييل للحقوق عام 2011 وتخرّج بعد 3 سنوات. وهناك التقى طالبًا أكبر منه بعام خدم في قوات المارينز واعتاد اصطحاب قدامى المحاربين لتناول البيتزا ومساعدتهم على التأقلم. كان هذا الطالب هو جيه دي فانس.
كان الرجلان متقاربين في العمر، ولكل منهما جذور في منطقة الأبالاتش، رغم أن دريسكول كان أصغر سنًا ونشأ في بيئة أكثر راحة، لكن كلاهما وصل إلى ييل عبر بوابة الجيش. واليوم، وصل الاثنان سريعًا إلى المناصب العليا في إدارة ترامب.
عمل دريسكول في شركات استثمارية، وخاض غمار السياسية لفترة قصيرة عندما ترشّح لمقعد في الكونغرس عن كارولاينا الشمالية عام 2020.
وبعد 4 سنوات، كان في إجازة صيفية في زيورخ عندما اتصل به فانس ليخبره بأنه اختير مرشحًا لمنصب في إدارة ترامب.
وقد ساعدته صداقته مع نائب الرئيس في الحفاظ على موقعه عندما أصبح وزيرًا للجيش، في وقت طغت فيه الفوضى على البنتاغون منذ تولي هيغسيث منصبه وإقالته عشرات الجنرالات والأدميرالات وكبار المساعدين.
خارجيًا، حافظ دريسكول على العمل بهدوء بعيدًا عن الأضواء، مركزًا على إصلاح منظومة التعاقدات العسكرية واستخلاص الدروس من حرب أوكرانيا، التي يصفها بأنها “سيليكون فالي الحروب”.
وقد لاحظ البيت الأبيض ذلك. فقد كان دريسكول الشخصية التي اختيرت للقاء الرئيس الأوكراني زيلينسكي، حاملاً الخطة الأمريكية المكوّنة من 28 نقطة لإنهاء الحرب، ما زاد التكهنات بشأن خلافته المحتملة لهيغسيث.
وقال مسؤول سابق في البيت الأبيض: “دان دريسكول هو نقيض بيت هيغسيث - إنه جاد، وذكي، ويحظى بثقة البيت الأبيض. إنه عامل يجتهد ويحقق نتائج، وليس مجرد صانع عروض.”
وأضاف: “بعد عام من الدراما المستمرة في البنتاغون، القيادة الهادئة والفعالة التي يقدمها دان هي بالضبط ما يحتاجه ترامب لإعادة أجندته الإصلاحية إلى مسارها.”
وسبق لًحيفة التليغراف أن أشارت إلى وجود توتر بين البنتاغون والبيت الأبيض، حيث يُنظر إلى مساعدي هيغسيث الكبار على أنهم غير موثوقين.
وقالت مصادر إن سوزي وايلز، رئيسة موظفي البيت الأبيض، “لا تشكك في ولاء بيت”، لكنها “تشكك في حكمه على الأمور”. وقد نفت الإدارة باستمرار وجود أي توتر.
وفي تقرير لشبكة "سي إن إن"، قيل إن ترامب يستعد لإجراء تعديل وزاري بعد عام واحد في الحكم، لكن كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، نفت ذلك.