أوروبا تواجه "أكبر وباء إنفلونزا الطيور".. إعدام 48 مليون طائر
تعيش القارة العجوزة حالة من الاستنفار بعد اجتياح فيروس إنفلونزا الطيور مئات مزارع الدواجن والطيور، في أكبر وأخطر وباء مسجل في أوروبا.
وكشفت السلطات الصحية إعدام أكثر من 47.7 مليون حيوان في المزارع الأوروبية منذ الخريف الماضي بسبب فيروس H5N1 المسبب لإنفلونزا الطيور، وفقًا لأحدث الأرقام.
إنفلونزا الطيور يمكن أن تصيب البشر أيضا وتؤدي إلى أمراض خفيفة أو شديدة جدًا، لكن السلطات الصحية لم تسجل أي انتقال من الطيور إلى البشر في السنوات الأخيرة في الاتحاد الأوروبي.
أرقام ضحايا إنفلونزا الطيور في أوروبا
أعلنت هيئة سلامة الأغذية الأوروبية (EFSA) والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) والمختبر المرجعي للاتحاد الأوروبي لأنفلونزا الطيور، الإثنين، أحدث الأرقام الخاصة بالجائحة في القارة العجوز.
وقالت الجهات مجتمعة، في تقريرها، إن رقعة الإصابات بإنفلونزا الطيور امتدت من البرتغال في جنوب أوروبا إلى أرخبيل سفالبارد النرويجي في المحيط المتجمد الشمالي، وجرى إعدام 47.7 مليون طائر وحيوان في المؤسسات المتضررة.
سجلت السلطات الصحية ما يقرب من 2500 حالة تفش لإنفلونزا الطيور في مزارع الدواجن خلال العام الماضي، بينما تم تسجيل 190 حالة أخرى في الحيوانات المحفوظة في أماكن أخرى مثل حدائق الحيوان.
ووصل الفيروس إلى مستعمرات تكاثر طيور البحر على الساحل الشمالي للمحيط الأطلسي وقتل أعدادا كبيرة وصلت إلى 3500 حالة في الطيور البرية.
وقالت الجهات الرسمية إن "ما مجموعه 37 دولة سجلت حالات إصابة بإنفلونزا الطيور في الفترة من أكتوبر/تشرين الأول 2021 إلى 9 سبتمبر/أيلول".
سلالة قاتلة من إنفلونزا الطيور
وفقا لتقرير المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، فإنه رغم تسجيل حالات مصابة بإنفلونزا الطيور خلال فصل الصيف، لكن النطاق "غير المسبوق" للتدخلات يعني أن الفيروس يمكن أن ينتشر الآن على مدار السنة.
في السنوات الماضية، انخفض تفشي إنفلونزا الطيور مع ارتفاع درجات الحرارة وانتهاء هجرة الطيور البرية في الخريف والشتاء.
لكن تفشي المرض استمر في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأماكن أخرى في أوروبا هذا الصيف مما أدى إلى مخاوف من أن الأنواع شديدة العدوى من إنفلونزا الطيور أصبحت الآن متوطنة في الطيور البرية وتزيد من خطر الإصابة طوال العام، وفق صحيفة "الجارديان".
من يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول 2022، كان عدد حالات تفشي الطيور الداجنة أعلى بـ5 مرات من نفس الفترة من العام الماضي، ويعتقد الخبراء أن جميع أنواع الطيور أصيبت بالعدوى الآن ما تسبب في بقاء الفيروس.
ففي الفترة بين 11 يونيو/حزيران و9 سبتمبر/أيلول من هذا العام، تم الإبلاغ عن 788 حالة اكتشاف فيروسات في 16 دولة في الاتحاد الأوروبي أو المنطقة الاقتصادية الأوروبية (EEA) والمملكة المتحدة، كان 56 منها في الدواجن و22 في الأسر الأخرى والباقي (711) في الطيور البرية.
وذكرت الصحيفة أن "حالات تفشي المرض عبرت المحيط الأطلسي وانتشرت من أوروبا إلى أمريكا الشمالية على طول طرق الهجرة، وأدت إلى إعدام ملايين الدواجن في الولايات المتحدة وكندا".
قال جيلهام دي سيز، رئيس تقييم المخاطر في الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية: "مع بدء هجرة الخريف وزيادة عدد الطيور البرية التي تقضي فصل الشتاء في أوروبا، فمن المرجح أن تكون أكثر عرضة للإصابة بعدوى إنفلونزا الطيور شديدة الإمراض [HPAI] مقارنة بالسنوات السابقة بسبب استمرار الفيروس الملحوظ في أوروبا".
قد تؤدي الإصابات على مدار العام في المملكة المتحدة وأوروبا إلى إجبار الدجاج الذي يعيش في المراعي الحرة على السكن في الداخل.
بدأت التجارب البيطرية لاختبار لقاحات إنفلونزا الطيور في فرنسا وهولندا، لكن هناك علامات استفهام حول فعالية اللقاحات ضد إنفلونزا الطيور وما إذا كانت الطيور المحصنة لا تزال قادرة على نشر المرض إذا أصيبت.
وقالت المفوضية الأوروبية إنها تريد السماح للبيض المنتج في الاتحاد الأوروبي بأن يوصف بأنه "مرعى حر" حتى لو تم الاحتفاظ بالطيور بالداخل.