انتصار أوروبي.. حصة قياسية من رؤوس الأموال الخاصة
استحوذت أوروبا هذا العام على حصة قياسية من رؤوس الأموال الخاصة، مع تزايد إقبال المستثمرين العالميين على الاستفادة من موجة الإنفاق الحكومي الموجّه لمشاريع البنية التحتية.
وجمعت الصناديق المتمركزة في المنطقة 311 مليار دولار، أي ما يزيد قليلاً على ثلث إجمالي السيولة النقدية المخصصة للصناديق الخاصة عالميًا خلال الأشهر التسعة المنتهية في سبتمبر/أيلول، وهي أعلى حصة لها في البيانات منذ ما يقرب من عقدين.
وكان اهتمام صناديق التقاعد والأوقاف وغيرها من المستثمرين المؤسسيين بالبنية التحتية والموارد الطبيعية عاملاً رئيسيًا وراء استحواذ أوروبا على حصة سوقية، حيث بلغت الالتزامات تجاه هذه الصناديق في القارة 57 مليار دولار، وفقًا لبيانات PitchBook.
ويضع هذا تمويل البنية التحتية الأوروبي على المسار الصحيح لتجاوز 75 مليار دولار بنهاية هذا الشهر، أو أكثر من ضعف إجمالي عام 2024.
وتقدم البيانات أحدث مؤشر على أن المستثمرين العالميين يتجهون أكثر نحو أوروبا، في عام أعلنت فيه الحكومة الألمانية عن خطط إنفاق شاملة، وهزت فيه رسوم إدارة ترامب الأسواق.
وأعلنت كبرى شركات رأس المال الخاص الدولية، التي تدير صناديق تستثمر في الأسهم الخاصة والائتمان الخاص والبنية التحتية والعقارات، عن التزاماتها بنشر استثماراتها في أوروبا، وأفادت باهتمام متزايد بالقارة من جانب داعمي أدواتها.
واستثمرت شركة KKR أكثر من 20 مليار دولار في أوروبا هذا العام، باستثناء الديون الخارجية المستخدمة لشراء الأصول، وهو أعلى إجمالي لها، بينما تخطط منافستها بلاكستون لنشر 500 مليار دولار خلال العقد المقبل، بما في ذلك الديون الخارجية.
وكشفت الحكومة الألمانية عن صندوق للبنية التحتية بقيمة 500 مليار يورو في وقت سابق من هذا العام، كما أبدى المستثمرون حماسًا لتوصيات ماريو دراغي لتعزيز القدرة التنافسية للمنطقة، الواردة في تقرير بتكليف من الاتحاد الأوروبي.
وعادةً ما تجذب الصناديق في أوروبا حوالي ربع إجمالي تمويل رأس المال الخاص العالمي.
وبلغت نسبة الاستثمارات التي فازت بها أوروبا 34% في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، بزيادة قدرها 6 نقاط مئوية عن أعلى مستوى سابق لها في أوروبا والبالغ 28% في عام 2010.
كما نمت الصناديق التي تستثمر في البنية التحتية، مثل محطات الطاقة ومراكز البيانات، والموارد الطبيعية، في أمريكا الشمالية هذا العام، حيث من المتوقع أن تجمع أكثر من 80 مليار دولار بحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول. لكن هذه الزيادة ستكون أقل بكثير مقارنة بأوروبا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، جمعت شركة أرديان الفرنسية 20 مليار دولار لاستراتيجيتها الرائدة في مجال البنية التحتية، والتي من المقرر أن تستثمر بشكل رئيسي في أوروبا، مع تضاعف عدد المستثمرين الأمريكيين مقارنة بصندوق الشركة السابق.
كما أن صناديق العقارات الأوروبية في طريقها إلى مضاعفة حصتها إلى حوالي 25 مليار دولار هذا العام، في حين أن التدفقات النقدية إلى الأدوات المماثلة في أمريكا الشمالية في طريقها إلى الانخفاض بنحو الخمس إلى ما يزيد قليلاً عن 50 مليار دولار.
كما أدى نضج الأسواق الأوروبية للائتمان الخاص وأصول رأس المال الخاص المستعملة، مثل الحصص في الصناديق القائمة، إلى تعزيز حصة القارة المتنامية من سوق الأصول البديلة.
وإن رأس المال الذي كان من المفترض أن يذهب إلى صناديق الاستثمار في أمريكا الشمالية قد عبر المحيط الأطلسي بدلاً من ذلك.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNCA= جزيرة ام اند امز