بلومبرج لقادة أوروبا: لا يمكن إحياء الاتفاق النووي الإيراني مرة أخرى
وكالة بلومبرج ترى أنه مع "إدراك الشركات هلاك الاتفاق النووي الإيراني، يجب على الاتحاد الأوروبي بدء العمل تجاه اتفاق جديد".
رأت وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن قادة أوروبا يجب أن يواجهوا الحقيقة الواضحة لكل زعماء التجارة والأعمال حول العالم، وهي أن الاتفاق النووي الإيراني لا يمكن إحياؤه مرة أخرى، بل كلما بدأ العمل على اتفاق جديد في وقت أقرب، أصبح الوضع أفضل لكل المشاركين.
وذكرت الوكالة في مقالها الافتتاحي، الثلاثاء، أن "إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني لم يكن احتمالا حقيقيا أبدا"، بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منه، لافتة إلى أنه "بمجرد عودة العقوبات الأمريكية ضد إيران بشكل كامل في نوفمبر/تشرين الثاني لن تجرؤ إلا شركات قليلة فقط على التعامل معها تجاريا".
وكالة بلومبرج ترى أنه رغم ذلك تشبث قادة أوروبا بالفكرة العجيبة التي تعتقد أن "الاتفاق يمكن إنقاذه والعمل به"، متجاهلين ليس فقط نصائح إدارة ترامب، لكن أيضا الرسائل الواضحة من شركاتهم الأوروبية، والتي على غرار نظرائها في أمريكا ألغت كل الخطط التجارية مع إيران.
وتوقف التمسك بإحياء الاتفاق النووي الإيراني على وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موجيريني، التي عقب إعادة فرض المجموعة الأولى من العقوبات الأمريكية ضد إيران في وقت سابق من الشهر الجاري، إذ تعهدت ببذل أقصى جهد للحفاظ على الاتفاق، كما حثت الشركات على تحدي العقوبات، لكن الشركات لم تبال واستمرت في الهروب من إيران.
وأشارت "بلومبرج" إلى أن موجيريني ليست الوحيدة التي تنافت تصريحاتها مع الحقيقة، ففي الهند بعد إعلان وزيرة الخارجية عن التزام بلادها فقط بعقوبات الأمم المتحدة وليس عقوبات أي دولة أخرى، أعلنت أكبر شركة لتصنيع الأدوية "ريلاينس" أنها ستوقف صادراتها إلى إيران إذا عادت العقوبات الأمريكية ضد إيران.
ورغم إعلان روسيا عن رغبتها في بذل أقصى مجهودها لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، فإنها لم تكن قادرة على منع شركة "لوكويل"، ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا، من تعليق كل مشروعاتها في إيران.
كما ذكرت وكالة بلومبرج أنه "مع تجلي إدراك تلك الشركات هلاك الاتفاق النووي الإيراني، يجب على الاتحاد الأوروبي بدء العمل تجاه اتفاق جديد يعالج نقاط ضعف الاتفاق الأصلي، ويلبي رغبات إدارة ترامب والنظام الإيراني".
ونوهت "بلومبرج" بأن الخطوط العريضة لاتفاق جديد واضحة بشكل كاف، حيث يجب أن يمدد فترة حظر إيران من تطوير أسلحة نووية، ويسمح بتفتيش أكثر صرامة للمواقع النووية، ويقيد تطوير برنامج الصواريخ الباليستية، ويكبح النشاطات المدمرة والفتاكة الأخرى لإيران في الشرق الأوسط.
وأكدت الوكالة الأمريكية أن كل هذه الأمور لن تكون سهلة مع عدم تقبل قادة أوروبا غرور ترامب واشتعال غضب الإيرانيين من التعامل الأمريكي، لكن تفاقم الأزمة الاقتصادية في إيران قد تجبرها على تغيير رأيها، وفي الوقت نفسه يبقى ترامب حسب تعهده منفتحا أمام لقاء قادة طهران عندما يريدون ذلك.
واختتمت "بلومبرج" المقال قائلة: إن "كل هذه الآمال الضئيلة التي ستتخللها عملية تفاوض طويلة ومرهقة ما تزال أفضل من الأمل الكاذب الذي يتشبث به قادة أوروبا في الوقت الحالي".
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTE1IA==
جزيرة ام اند امز