إيران.. احتجاجات وإضرابات في مجمع صناعي والملالي يعتقل العمال
احتجاجات عمالية في مجمع صناعي بإيران، ومقترح ينتظر الموافقة الحكومية بعد تهاوي معدلات السياحة.
تجددت موجة احتجاجات وإضرابات عمالية داخل إحدى مصانع إنتاج السكر في إيران، اعتراضاً على تدهور الأوضاع المعيشية، وعدم تلقى الرواتب الشهرية لفترة طويلة إضافة إلى إهدار حقوق تأمينية للعمالة المؤقتة وسط أزمات اقتصادية عاتية تعصف بالبلاد.
وسلطت صحيفة "كيهان" اللندنية الضوء على احتجاجات عمال مجمع صناعى متخصص بالإنتاج الزراعي يُدعى "هفت تبه" أو "السبع تلال"، الواقع بمحافظة خوزستان جنوبي غرب إيران، والتي تتواصل لعدة أيام.
ولفتت الصحيفة الإيرانية المعارضة، إلى أن شرارة الاحتجاجات اندلعت بعد أن أقدم عدد من عمال المصنع المفصولين تعسفياً على التجمع داخل مقار عملهم؛ ما أدى إلى وقوع اشتباكات لفظية مع أحد المدارء.
وذكرت صحيفة "كيهان" أن قوات أمنية إيرانية لفض الشغب تدخلت لتشتيت تلك الاحتجاجات باستخدام الهراوات وقنابل الغاز المسيلة للدموع، قبل أن يعتلقوا بعض العمال المضربين وهم "كريم آل كثير، وعلي آل كثير، يحيى سعدي، حمزة آل كثير، فارس سعدي"، حيث وجهوا لهم اتهامات "الإخلال بالنظام".
وتُقدر أعداد العمال المضربين في "هفت تبه" بالمئات؛ احتجاجاً على عدم تلقي رواتب لأكثر من 3 أشهر، وكذلك المطالبة بالحصول على حقوق تأمينية، من بينها عدم الفصل التعسفي.
وذكر عمال مُضربون لوكالة الأنباء العمالية الإيرانية "إيلنا"، أن هناك مخاوف تسود داخل هذا المجمع الصناعي بعد توارد أنباء حول تقسيم محتمل لحصص أراضٍ وأملاك زراعية وصناعية بين الشركاء التجاريين.
وأشار أحد العمال المحتجين، بحسب "إيلنا"، إلى أن نحو 1500 عامل مؤقت في هذا المصنع يواجهون أوضاعاً معيشية صعبة، ويتعرضون لخطر الفصل التعسفي، مطالبين بتوقيع عقود دائمة.
واعترفت وكالات أنباء رسمية إيرانية من بينها "إرنا" و"إيسنا" مؤخراً، باندلاع إضرابات عمالية متكررة داخل مصنع "هفت تبه" للإنتاج الزراعي على مدار الأشهر الماضية، احتجاجاً على سوء الإدارة وتدهور أوضاعهم الوظيفية والمعيشية إلى جانب تزايد حالات الفصل التعسفي.
وعلى صعيد متصل، تعتزم إيران الموافقة على مقترح يقضى بإلغاء الأختام على تأشيرات الدخول بجوازات سفر السياح الأجانب، في محاولة يائسة للتخلص من نزيف تناقص عوائد السياحة.
- "المحسوبية" تثير غضب الإيرانيين ومطالبات بالكشف عن ثروات المسؤولين وأبنائهم
- مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس: السقوط مصير الملالي الحتمي
واعتبر "علي أصغر مونسان"، رئيس منظمة التراث والسياحة الإيرانية، خلال جلسة عمل مع عدد من مدراء الفنادق، إن القرار المقترح يقضي بإلغاء تسجيل أختام الدخول في جواز السفر للسياح، بدعوى تبديد قلق البعض منهم حول احتمالية حظر دخول الولايات المتحدة دخولهم أراضيها؛ بسبب زيارتهم طهران.
ولفت "مونسان"، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، أن المقترح يلقى قبولاً ومتابعة من وزارة الخارجية الإيرانية والأجهزة الأمنية في البلاد، مشيراً أنه ينتظر الموافقة الحكومية بعد إرساله إلى "إسحاق جهانجيري" النائب الأول للرئيس الإيراني حسن روحاني.
ويبدو أن المقترح الجديد يأتي بالفعل بعد اعتراف المسؤول الإيراني بتهاوي معدلات إشغال الفنادق، وكذلك تناقص نسب الرحلات السياحية وخاصة القادمة من أوروبا بنسبة 24 % مؤخراً، الأمر الذي أثر سلبياً على القطاع السياحي، بحسب قوله.
واعترف "حسن سيادتان" رئيس جمعية مالكي الفنادق بمحافظة فارس، أن قرابة 70 % من الجولات السياحية المقررة في فصل الخريف قد تم إلغاؤها بالكامل؛ فيما أشار "مهدي عبادي" الخبير السياحي وصاحب إحدى وكالات السفر لدى ألمانيا أن العام الحالي يُعد الأقل في نسب رحلات السياح الألمان إلى إيران.
ولفت "عبادي"، في مقابلة مع النسخة الفارسية لشبكة "دويتشه فيله" الإخبارية، أن هناك مخاوف تنتاب السياح القادمين إلى إيران من دول مثل ألمانيا، والنمسا، وسويسرا في ظل الأوضاع الراهنة، مؤكداً أن الحجوزات قد تقلصت مؤخرا.
واعتبرت صحيفة "كيهان" اللندنية، أن هناك أسباب أخرى تدفع السياح الأجانب للحذر من زيارة إيران في ظل العقوبات الأمريكية الحالية، وهي احتمالية تعرضهم لخطر الاحتجاز كـ "رهائن" لدى أجهزة الأمن الإيرانية، ومطالبة حكوماتهم بدفع فدية نظير الإفراج عنهم.
aXA6IDMuMTQ1LjgxLjI1MiA= جزيرة ام اند امز