العقوبات تضرب الملالي في الداخل.. اعتقالات وإضرابات وتهديدات بالإعدام
الأزمات تضرب الداخل الإيراني بالتزامن مع العقوبات الأمريكية الجديدة، التي تستهدف سلوك طهران العدائي في المنطقة والعالم.
ضربت العقوبات الاقتصادية الأمريكية الجديدة عمق النظام الإيراني، والتي تهدف واشنطن من خلالها إلى الضغط على طهران لتغيير سياساتها العدائية بالمنطقة، بينما تتواصل حالة التذمر الشعبي.
وتتزامن عقوبات واشنطن مع انهيار قيمة عملة طهران المحلية (الريال) إلى أكثر من 120 ألفا أمام الدولار الأمريكي الواحد، وسط تردي الأوضاع المعيشية، غير أن غلام حسين ايجئي، الناطق باسم القضاء الإيراني، خرج متوعدا مَن وصفهم بـ"المخلين بالاقتصاد" بالإعدام، دون تقديم حلول واضحة إزاء التدهور المطرد.
وأعلن "إيجئي"، بحسب وكالة أنباء "ميزان" المقربة للسلطة القضائية الإيرانية، أن السلطات اعتقلت في الفترة الأخيرة نحو 45 شخصا في سوق طهران الكبير أو "البازار"، بدعوى إخلالهم بالاقتصاد المحلي، ملمحا إلى أن طهران تعتزم إعدام الأشخاص المتورطين بجرائم وانتهاكات اقتصادية تمس سوق العملات الأجنبية، على حد قوله.
وفي محاولة تعكس مدى تأثر نظام الملالي بالعقوبات الأمريكية الجديدة التي تدخل حيز التنفيذ خلال الساعات المقبلة، لفت الناطق باسم السلطة القضائية، إلى أنه قد يجري الإفراج عن البعض منهم مقابل "دفع كفالة مالية"، مدعيا أن الادعاء العام في طهران كان يراقب ويرصد ملفات هؤلاء المعتقلين بشكل يومي، على حد قوله.
- واشنطن تتصدى لإرهاب إيران.. عقوبات أغسطس ليست الأخيرة
- "الإثنين الأسود" في إيران.. غضب شعبي ضد الملالي جراء "خراب" الاقتصاد
وتفاقمت أزمة الاقتصاد الإيراني بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، في مايو/أيار الماضي، بالتزامن مع إعادة فرض العقوبات على طهران، إذ ارتفعت أسعار العملات بنسبة 120٪، فيما ارتفعت معدلات التضخم والكساد، ومشاكل قطاع الصناعات لاستيراد المواد الخام.
ودفع تهاوي معدلات الاقتصاد الإيراني، سكان العديد من المدن الكبرى خلال الأيام الأخيرة، إلى الخروج في احتجاجات عارمة ضد نظام الملالي والحكومة، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وكذلك التدخلات العسكرية بالخارج.
وعلى صعيد متصل، تواردت أنباء عن اندلاع موجة إضرابات مجددا لعمال السكك الحديدية في مناطق متفرقة في إيران، بسبب عدم الحصول على أجور منذ أكثر من 4 أشهر، وسط موجات الغلاء التي تعصف بالأسواق في البلاد.
وذكر "راديو فردا" الناطق بالفارسية، نقلا عن أحد المجالس النقابية المستقلة، أن قرابة 7 آلاف عامل من المضربين ماضون في احتجاجاتهم حتى تحقيق مطالبهم بالكامل، والتي تشمل تلبية حقوق تأمينية مهدرة، وكذلك إنهاء حالات الفصل التعسفي لزملائهم.
وبعد أيام من استدعاء البرلمان الإيراني الرئيس حسن روحاني، على خلفية التدهور الاقتصادي غير المسبوق في البلاد، بعث نحو 38 خبيرا اقتصاديا برسالة مفتوحة أشبه بتحذير إلى "روحاني" انتقدوا خلالها أغلب السياسات المصرفية التي اتخذتها حكومته بالآونة الأخيرة.
واعتبر الخبراء الإيرانيون، بحسب وكالة أنباء "إيلنا" الإيرانية، أن الوضع الاقتصادي الراهن يزيد من حدة الأزمات المتفاقمة بفعل اضطراب سوق النقد الأجنبي، مطالبين بغل يد مجموعات بعينها عن التدخل في الشؤون الاقتصادية، وبخاصة تحديد أسعار العملات الأجنبية.
وتستهدف العقوبات الأمريكية، التي دخلت حيز التنفيذ صباح الثلاثاء، المشتريات الإيرانية بالدولار وتجارة المعادن وغيرها من التعاملات والفحم والبرمجيات المرتبطة بالصناعة وقطاع السيارات الإيراني.
وتندرج العقوبات التي يعاد العمل بها منذ اليوم، ضمن عقوبات تم تعليقها في إطار الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية الكبرى عام 2015.