مناورات تكتيكية وملفات حقوقية.. كيف تغلغل الإخوان بأوروبا؟
حذرت دراسة حديثة من خطورة "تغلغل الإخوان الواسع" في المجتمع البريطاني، ودورهم في نشر التطرف وتبرير الإرهاب في العالم كله.
وأكدت الدراسة التي أعدها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية بالقاهرة (خاص)، أن "هناك نشاطا كثيفا في مجمل أنشطة التنظيم في الملف الحقوقي تحديدا، ببريطانيا منذ مجيء الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن".
- "التمويل الخطر".. أموال أوروبا في جيوب الإخوان الإرهابية
- صحيفة ألمانية: الإخوان تسعى للسيطرة على أوروبا
وأعدت الدراسة، التي جاءت تحت عنوان: شبكات الإخوان في بريطانيا: تطويق المجتمع واختراقه، الدكتورة دلال محمود مديرة برنامج الأمن والدفاع بالمركز، وتعمل أيضا أستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.
مناورة تكتيكية
وبينت الدراسة - التي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها - أن الإخوان في أوروبا يتبعون منهجًا قديمًا أكدته وثيقة كتبها القيادي الإخواني محمد أكرم باسم "نحو استراتيجية عالمية للسياسة الإسلامية: منطلقات وعناصر ومستلزمات إجرائية ومهمات"، يقوم على إيجاد كيان اجتماعي موازٍ، وعمل مناورة تكتيكية بالتكيف مع المجتمع الأوروبي لطمأنة الخطاب الديمقراطي ثم السيطرة التدريجية على الاتجاهات السياسية.
وأبرزت دراسة المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن الجماعة أجادت التكيف مع الظروف المحيطة، وهو ما أوضحته بالقول: "في بلد المنشأ (مصر) يمارسون العنف والإرهاب وينكرونه وينكرون معه القانون ويكفرون المجتمع والدولة، بينما في بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية يتعايشون في سلام ويحترمون القانون والمجتمع والدولة وفي نفس الوقت يحرضون على العنف والإرهاب".
ضالتهم المنشودة
ووفقا للدراسة فإن الإخوان وجدوا في بريطانيا ضالتهم المنشودة لتكون نموذجًا لاختراق المجتمعات الأوروبية، بعد أن وجدت المجال للانتشار والتأثير في المجتمع للانطلاق منه إلى أوروبا بأسرها وتعزيز قوتهم.
وحول آلية تغلغل الإخوان في المجتمع، قالت إن "الجماعة أدركت أن المجتمع البريطاني بمفرداته الديمقراطية يتيح المجال العام لدعم منظمات المجتمع المدني، وهو ما يسمح لهذه المنظمات بالتحرك النشط في المجتمع، وسهولة التواصل مع المنظمات الأخرى والجاليات المسلمة المقيمة في بريطانيا".
الملف الحقوقي
ورصدت في هذا الصدد، أن هناك نشاطًا مكثفًا في مجمل أنشطة التنظيم الإخواني في الملف الحقوقي ببريطانيا في الربع الأخير من العام الماضي، وذلك بالتزامن مع انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية أكتوبر/تشرين الأول 2020، بعد إدراكهم أن الرئيس الديمقراطي جو بايدن يعتزم توظيف ملف حقوق الإنسان في علاقات الولايات المتحدة مع الدول العربية.
واعتمدت الجماعة على تنشيط مؤسساتها الموجودة بالفعل في بريطانيا، ووفقًا للعديد من المصادر فقد أدار الإخواني علاء عبدالمنصف، منظمة السلام الدولية لحماية حقوق الإنسان من لندن، وهي التي تعمل على تدويل القضايا المتهم فيها عناصر الجماعة وتحويلها إلى قضايا حقوقية، بحسب الدراسة.
وأنشأت الجماعة – تضيف الدراسة - مركز الشهاب لحقوق الإنسان بلندن أيضًا، ويترأسه خلف بيومي، محامي إخواني من الإسكندرية (شمال مصر) ومقيم في العاصمة البريطانية حاليًا، وهي مؤسسة تعمل على دعم سجناء التنظيمات الإرهابية. وتكثيف نشاط المنظمة العربية لحقوق الإنسان في مهاجمة الدول العربية وتوجيه الاتهامات لها بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان فيها.
شبكة الإخوان ببريطانيا
واستعرضت الدراسة بشكل مفصل عناصر شبكة الإخوان في بريطانيا وتغلغلها في المجتمع وأبرزها؛ مؤسسة الإغاثة الإسلامية التي أسسها هاني البنا عام 1984، واتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (1989) بمدينة ماركفيلد قرب ليستر في المملكة المتحدة، وتم نقله إلى بروكسل عام 2007 في إطار الاهتمام الكبير بتوسيع وتدعيم مواقعهم في القارة الأوروبية.
كما أسس الإخوان "الرابطة الإسلامية" في عام 1997 بداية الوجود المؤسسي كمنظمة غير حكومية في بريطانيا، وذلك بإشراف من الأمين العام للتنظيم الدولي آنذاك كمال الهلباوي.
ومن بين المؤسسات الأخرى؛ المجلس الإسلامي البريطاني الذي أنشئ عام 1997، والمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية (1998)، إضافة إلى مؤسسة قرطبة لحوار الثقافات في بريطانيا والتي أسسها وأدارها القيادي الإخواني أنس التكريتي عام 2005.
إبراهيم منير همزة وصل
ونوهت الدراسة إلى وجود عدد من قيادات الإخوان في بريطانيا تعمل كروابط فعالة وهمزة وصل بين تلك المؤسسات بسبب تغلغلهم في مؤسسات المجتمع وأبرزهم؛ إبراهيم منير، القائم بعمل المرشد العام للجماعة منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وهو أحد مؤسسي منتدى الوحدة الإسلامية، الذي يمتلك بمفرده حصصا وأسهما في (17) شركة مملوكة للإخوان في أوروبا وآسيا.
ومن القيادات الأخرى المؤثرة في التنظيم؛ محمود الإبياري، الأمين العام المساعد للتنظيم الدولي للإخوان في لندن، ومسؤول الاتصالات رفيعة المستوى للجماعة.
دور تركي ملموس
كما أكدت الدراسة الدور التركي الملموس في دعم المؤسسات الإخوانية ببريطانيا، وقالت: "تلعب أنقرة دورًا محوريًّا في دعم وتوجيه الحركات الإسلامية في بريطانيا وغيرها من دول أوروبا، حيث يملك شبكات علاقات دولية معها، وتتشابك تلك الروابط مع مجموعات دعم حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة".
وفي تحذيرها من خطر الإخوان، نقلت الدراسة تصريحات عن الخبير البريطاني في مكافحة الإرهاب الكولونيل تيم كولينز الذي أكد أن "الجماعة هي العقبة الكبرى أمام محاربة الإرهاب في بريطانيا"، داعيا الحكومة إلى "التعامل الحاسم معها".
ونبه إلى أن "هناك تقديرات بأن الإخوان يديرون أنشطة تتجاوز الـ200 مليون جنيه إسترليني في بريطانيا وحدها".
وفي محاولة للإفلات من الاتهامات الموجهة لبريطانيا بدعم تنظيم الإخوان، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، في وقت سابق، إن "لندن تعمل على التدقيق في الروابط الدولية التابعة للتنظيم".
aXA6IDEzLjU5LjIwNS4xODIg جزيرة ام اند امز