خبراء: تحذيرات ألمانيا من الإخوان تعري دعم تركيا للإرهاب بأوروبا
في تصريحات لـ"العين الإخبارية"
تركيا تستخدم المنظمات الخيرية ستارا للتوغل والانتشار داخل المجتمعات الأوروبية وبخاصة ألمانيا، بحسب خبراء
قال خبراء ومراقبون لـ"العين الإخبارية" إن التحذيرات التي أطلقتها ألمانيا ضد تنظيم الإخوان الإرهابي تعري الدعم التركي الخفي للإرهاب في أوروبا، مؤكدين أن تركيا تستخدم المنظمات الخيرية ستارا للتوغل والانتشار داخل المجتمعات الأوروبية وبخاصة ألمانيا.
كان مسؤول ألماني لوّح، الأربعاء، بإجراءات تجاه تنظيم الإخوان وعناصره في البلاد، مؤكدا أن "الإخوان تتبنى مواقف لا يمكن التوفيق بينها وبين مقتضيات الدستور الألماني، ويتعين على الدولة أن تكون يقظة بهذا الشأن".
وألمحت وزارة داخلية ولاية بافاريا الألمانية إلى أنها لم تعد تستبعد وضع الاتحاد الإسلامي التركي (ديتيب) تحت مراقبة هيئة حماية الدستور، وذلك بعد مشاركة ممثلين عن تنظيم الإخوان في ندوة لديتيب نظمت مؤخرا في مدينة كولونيا.
ورأى الخبراء أن "توالي التحذيرات الأمنية الألمانية بشأن خطورة نشاط الإخوان، من شأنه أن يضيق الخناق على التنظيم والجمعيات التابعة له، بعد كشف أدلة عن دوره في تفريخ العناصر الإرهابية".
وقال مصطفى صلاح، الباحث بالمركز العربي للبحوث والدراسات، والخبير في الشأن التركي، لـ"العين الإخبارية" إن "الدعم الذي تقدمه تركيا للإخوان في منطقة الشرق الأوسط لا يختلف عن الدعم الذي تقدمه لهم في أوروبا، حيث تستغل تركيا المناخ الديمقراطي في أوروبا وتستخدم العديد من المنظمات الخيرية للتوغل والانتشار داخل المجتمعات الأوروبية وبخاصة في ألمانيا".
ونوه صلاح بأن "التخوفات الألمانية تأتي من أن تلك الجمعيات قد تستخدم اللاجئين وغيرهم في نشر الأفكار المتطرفة، ومن ثم فإن تلك الجهود في مراقبة أنشطة تلك الجماعات قد يكون بمثابة الدافع الأول لتصنيف تلك الجماعات على قوائم الإرهاب".
واعتبر أن "الجهود الأوروبية قد تكون متأخرة، لكنها مهمة، وبخاصة مراجعة العلاقات مع الدول التي تقدم الدعم المادي لها خاصة تركيا وقطر".
وكان تقرير نشره موقع "فوكوس" الألماني، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أكد أن "سلطات الأمن الألمانية تعد تنظيم الإخوان على المدى المتوسط أخطر من تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين على الحياة الديمقراطية في ألمانيا".
واستند التقرير إلى مصادر من أجهزة استخبارات ألمانية، والتي أكدت أن "الإقبال على منظمات أو مساجد مقربة من الإخوان أصبح ملموسا، خاصة في ولاية شمال الراين فيستفاليا"، كما أن السلطات الأمنية ينتابها قلق من حصول تأثير كبير من قبل الإخوان على "المجلس الأعلى للمسلمين" ببرلين.
بدوره قال أحمد بان، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، إن التحركات الألمانية تعد بمثابة "يقظة متأخرة"، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان موجودة في ألمانيا من قبل خمسينيات القرن الماضي، وتعمل في الوقت الراهن بدعم تركي قوي.
وشدد "بان" على خطورة الإخوان وتغلغلها في الدول الأوروبية، مؤكدا أن "خطر الإخوان على الدولة الوطنية هو خطر واضح.. ومن يعرف أدبيات الإخوان يدرك أنها في تناقض واضح مع الدولة الوطنية، فهي تستخدم خطابا مزدوجا، وجهه الأول أنه خطاب متصالح مع الغرب والحداثة وقيم الديمقراطية ويدعي احترام الدستور والقانون، لكن من وجهه الآخر: مشروع سياسي وأهداف خفية للتمكين".
وقال إن "تجربة الإخوان في مصر أكبر دليل على تلك الخطابات المزدوجة".
وتوقع بهاء الإلياذة محمود، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والمتخصص في الشأن الأوروبي، أن تسهم التحذيرات الألمانية المتزايدة "في تضييق الخناق على تنظيم الإخوان في أهم دولة أوروبية".
وتكشف التحذيرات الألمانية عن الدعم التركي لتنظيم الإخوان الإرهابي في أوروبا، الذي أصبحت تركيا ملاذا آمنا للآلاف من عناصره الفارين من مصر عقب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013.
ويخضع المركز التركي "ديتيب"، الذي يتخذ من مدينة كولونيا الألمانية مقرا له، لإشراف رئاسة الشؤون الدينية التركية (ديانت) في أنقرة.
وسبق أن أكدت الحكومة الألمانية أنها راجعت آلية الدعم المعمول بها ولم توافق منذ عام 2017 على طلبات جديدة لدعم مشاريع تابعة له.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي أعلن مشرعون ألمان، ينتمون إلى الحكومة الائتلافية، أنهم يعتزمون طرح قانون "ضريبة المسجد" على المسلمين الألمان، مشيرين إلى أن ذلك الاقتراح مماثل لضريبة الكنائس.
وجاءت تلك المقترحات بعدما أثير في ألمانيا مؤخرا من تحركات مشبوهة للاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية، الذي يُعَد ذراع الحكومة التركية في ألمانيا، والذي يؤثر على الجالية المسلمة هناك، وتحريكها وفقا لأجندتها.
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuOTMg جزيرة ام اند امز