الجماعة السياسية الأوروبية.. أساس الفكرة والأهداف

جرت مياه كثيرة في نهر السياسة الأوروبية منذ فبراير/شباط 2022، رسمت معادلات جديدة على صخور القارة العجوز، وغيرت الواقع الجيوسياسي.
وأحد التغيرات الرئيسية في القارة الأوروبية هو تدشين ما يعرف بـ"الجماعة السياسية الأوروبية" في مايو/أيار ٢٠٢٢، التي تعقد اجتماعها الثالث في غرناطة الإسبانية اليوم الخميس.
ويضم اجتماع الجماعة السياسية الأوروبية (EPC)، زعماء الاتحاد الأوروبي الـ27، بالإضافة إلى 17 قائدا لدول القارة خارج التكتل مثل بريطانيا وتركيا والنرويج وأوكرانيا.
وبناءً على عمل الاجتماعات السابقة للمجموعة السياسية الأوروبية، سيناقش القادة كيفية جعل أوروبا أكثر مرونة وازدهارًا وأمنا في إطار تحولات جيوستراتيجية عالمية متسارعة.
واللافت أن الجماعة السياسية الجديدة تضم جميع دول القارة الأوروبية باستثناء بيلاروسيا وروسيا، ما يظهرها في صورة محاولة التعاون بين دول القارة في مواجهة الدولتين.
أسباب التدشين
ووفق تقرير سابق كتبه الخبيران دانيلا شفارتزر ويان فيري، فإن الجماعة السياسية الأوروبية تهدف، على النحو الذي اقترحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مايو/أيار ٢٠٢٢، إلى أن تكون بمثابة منتدى للقادة الأوروبيين "لإيجاد مساحة جديدة للتعاون السياسي والأمني"، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل سياسة الطاقة والبنية التحتية.
وبحسب التقرير "سلطت الحرب في أوكرانيا الضوء على الحاجة إلى إعادة تشكيل علاقة الاتحاد الأوروبي مع جيرانه.. لقد فشلت سياسة الجوار الأوروبية، وهي إطار مصمم لتعميق العلاقات مع جيران الاتحاد الأوروبي في الشرق والجنوب، بشكل مريع".
وأضاف: "كما أن عملية التوسع في التكتل الأوروبي بطيئة بشكل مؤلم"، لافتا إلى أنه "من خلال منح وضع المرشح لأوكرانيا ومولدوفا في يونيو/حزيران، أظهر قادة الاتحاد الأوروبي نوع العمل الحازم الذي يتطلبه المشهد الجيوسياسي الجديد".
الخبيران قالا أيضا: "لكن هذا القرار أدى أيضا إلى معضلة: يمكن للاتحاد الأوروبي إما تسريع عملية التوسع وإما الحفاظ على المعايير والجدول الزمني الحاليين، أي انتظار المرشحين فترة زمنية تصل إلى عقد لإتمام الانضمام".
لكنهما حذرا من أن "السماح لعملية التوسيع بالتحرك بوتيرة بطيئة، وإجبار أوكرانيا ومولدوفا على الانتظار حتى تنتهي العملية، من شأنه أن يحول التزاما مهما سياسيا إلى مسار محبط".
أساس الفكرة
وفي هذا الإطار، تبرز الجماعة السياسية الأوروبية كمحاولة للتغلب على هذه المشكلة، لكنها ليست فكرة جديدة وليست من ابتكار ماكرون، إذ جرى طرح الفكرة لأول مرة من قبل رئيس الوزراء الإيطالي السابق إنريكو ليتا (بين ٢٠١٣ و٢٠١٤).
ومع بداية الحرب في أوكرانيا، تبنى ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الفكرة، ثم أيدها المجلس الأوروبي في يونيو/حزيران ٢٠٢٢.
ورغم الوتيرة السريعة لتبني الفكرة وتحويلها إلى واقع، إلا أن الجماعة السياسية الأوروبية لا تزال تفتقر إلى مهمة محددة بوضوح وتملك تعريفا واضحا.
وبصفة عامة، تهدف الجماعة السياسية الأوروبية إلى تعزيز الحوار السياسي والتعاون لمعالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز أمن واستقرار وازدهار القارة الأوروبية.
وقبل قمة اليوم، اجتمعت الجماعة السياسية الأوروبية مرتين. في الاجتماع الأول في أكتوبر/تشرين الأول 2022، ناقش القادة بشكل رئيسي قضايا السلام والأمن، وخاصة حرب روسيا في أوكرانيا، وأزمة الطاقة.
وفي الاجتماع التالي في يونيو/حزيران 2023، ناقش قادة الدول المشاركة، الجهود المشتركة من أجل السلام والأمن ومرونة الطاقة والاتصال والتنقل في أوروبا.
ومن المقرر عقد الاجتماع الرابع للمجموعة السياسية الأوروبية في المملكة المتحدة في وقت يحدد لاحقا.
aXA6IDMuMTUuMTQ4LjE4OSA= جزيرة ام اند امز