مسحوق الصراصير "في الأسواق".. هل يجد طريقاً لمائدتك؟ (خاص)
قبل أيام، أصدر الاتحاد الأوروبي قرارًا باستخدام "مسحوق الكريكيت" منزوع الدهن والمستخلص من الصراصير، في مجال الصناعات الغذائية.
وحدد القرار استعمال مسحوق الصراصير ضمن الأغذية التي يدخل في تركيبها الدقيق، وهو ما جاء بعد مراجعة أجرتها هيئة سلامة الغذاء الأوروبية قبل 3 أعوام، انتهت إلى أن استهلاك المادة من جانب السوق آمن، وفقًا لمعدلات الاستخدام المقترحة.
وقالت شركة "Cricket One" إن الحشرات تعتبر مصدرًا موثوقًا للبروتين بشكل أكبر من الماشية، ما يدعم مكانتها في الصناعات الغذائية.
بموجب القرار سالف الذكر، من المنتظر استعمال مسحوق الصراصير في إنتاج عدد واسع من الأطعمة، منها على سبيل المثال لا الحصر البسكويت، الصلصة، الخبز والشوكولاتة.
حظي هذا التوجه باهتمام واسع من جانب وسائل الإعلام الأوروبية، حتى بلغت أصداؤه المنطقة العربية، وفتحت بابًا للنقاش حول احتمالات الاعتماد على الحشرات في صناعات الأغذية في الشرق الأوسط، وهو ما حاولت "العين الإخبارية" الكشف عنه خلال السطور التالية.
قبول الفكرة صعب
اعتبر الدكتور مجدي نزيه، استشاري التثقيف والإعلام الغذائي، أن فكرة استخدام مساحيق الحشرات في الأطعمة توجه لا يتماشى مع العادات والتقاليد الغذائية التي نشأت عليها معظم المجتمعات العربية.
وأضاف "نزيه" لـ"العين الإخبارية" أن الوطن العربي غني ببدائل غذائية من مصادر حيوانية ونباتية عديدة، تغني عن فكرة استخلاص مساحيق الحشرات.
وضرب "نزيه" عدة أمثلة على بعض مصادر البروتينات التي لا يمكن الاعتماد عليها: "الضفادع بروتينها عال لكن لا تتماشى مع ثقافتنا رغم تناول الفرنسيين لها، كذلك الخيول بروتينها عال ولحمها عديم الدهون، لكن لم نعتد على تناولها".
ما سبق، اتفق معه الدكتور أشرف عبدالعزيز، خبير التغذية العلاجية، مؤكدًا أن "الدول العربية لها عاداتها وتقاليدها التي تختلف عما هو شائع على الصعيد الأوروبي".
وأضاف: "نحن لا نهتم بهذه الحشرات ولا يمكن أن نستخدمها، وبالتالي لم نجر عليها تجارب بيولوجية، كما لم نبحث عن قيمها الغذائية".
الأمر في حاجة إلى بحث
في السياق، صرح الدكتور هاني أبوالنجا، أستاذ التغذية العلاجية، أن فكرة الاعتماد على مساحيق الحشرات ما زال في طور البحث، معتبرًا أن دول الاتحاد الأوروبي هي "منطقة تجارب"، خاصةً أن الانتشار العالمي لهذا الأمر يحتاج لموافقات عديدة.
وأكد "أبوالنجا" لـ"العين الإخبارية" ضرورة انتظار نشر الأبحاث التي أجراها الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن للحكم على الأمر برمته، مرجحًا أن يكون هناك دافع اقتصادي وراء إقرار هذا الأمر.