كانت الأولى في بروكسل والقادمة بالسعودية، وهي ليست المرة الأولى لعقد القمم بالسعودية التي ستبقى موطنًا للاجتماعات وتلاقي الآراء وإيجاد الحلول.
تُعد قمة بروكسل، الأولى على مستوى رؤساء الدول والحكومات منذ تدشين العلاقات الرسمية بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي عام 1989، وتقام بمشاركة 33 رئيس دولة ورئيس وزراء، ضمن حرص دول مجلس التعاون على تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع الدول والتكتلات العالمية.
هيمنت الشراكة الاستراتيجية وفرص الاستثمار وتوسيع التعاون في مجال الطاقة بين دول الخليج وأوروبا على القمة الأولى التي عُقدت بين قادة دول الخليج وزعماء 33 دولة من الاتحاد الأوروبي. شهدت بروكسل هذه القمة التي تجمع زعماء وقادة دول الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، وتهدف إلى إعادة إطلاق العلاقات بين الطرفين على مستوى استراتيجي.
وشهدت القمة مشاركة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ما يعزز سبل التعاون مع دول الاتحاد الأوروبي عبر الاستفادة من الفرص التي تتيحها رؤية السعودية 2030، والاتفاق الأخضر الأوروبي خصوصاً في مجالات التصدي للتغير المناخي والطاقة النظيفة.
تعكس القمة الخليجية الأوروبية التزام كلا الجانبين بتعزيز العلاقات في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة، حيث تناولت ملفات مهمة سياسية وأمنية واقتصادية، وناقشت سبل تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مناقشة التطورات الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة، وتبادل وجهات النظر حيالها. ومن أهم القضايا ما تتعرض له فلسطين في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية من انتهاكات خطيرة ومتواصلة من قبل إسرائيل.
يُلفت القارئ للأحداث والمتابع لجدول الأعمال ومساحة النقاشات في هذه القمة أن الأجندة لهذه القمة مليئة بالتفاصيل السياسية والاقتصادية، أولاً أوكرانيا، والحرب الدائرة هناك حيث يسعى الاتحاد الأوروبي إلى التقارب في وجهات النظر مع دول مجلس التعاون الخليجي لا سيما العلاقات الجيدة بروسيا وإمكانية حل النزاع.
وفي التجارة، ترى الدول الأوروبية وتعقد آمالًا على القمة رغبة منها في إعادة إطلاق عجلة التعاون التجاري بشكل أوسع، خاصة أن مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة التي انطلقت قبل 35 عامًا تم تعليقها عام 2008، لذا تسعى من أجل عودتها.
من الأشياء التي خُتمت بها القمة البيان الختامي، وكان من أهمها ضرورة الالتزام بمواصلة مفاوضات إعفاء مواطني دول الخليج من تأشيرة الشنغن، والتأكيد على استضافة السعودية للنسخة الثانية من القمة في عام 2026، والتأكيد على أهمية إطلاق حوار إقليمي بين الجانبين لتعزيز الأمن والاستقرار.
إضافة إلى ضرورة وقف النار في غزة ولبنان، فضلًا عن التشديد على أهمية حل الدولتين باعتباره الطريق الوحيد لضمان السلام في المنطقة، فيما أدان القادة والرؤساء المشاركون في أعمال القمة التي شهدتها بروكسل الهجمات ضد المدنيين والبنى التحتية في قطاع غزة.
حمل البيان الختامي جملة إشادات بالجهود السعودية من أجل دفع الأطراف اليمنية للوصول إلى حل سياسي للأزمة، فضلًا عن الإشادة بمبادرة السعودية بإطلاق تحالف دعم حل الدولتين، فضلًا عن التأكيد على أهمية حرية الملاحة في البحر الأحمر، في المقابل أكد البيان الختامي أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701.
وهنا نقول، موعدنا في القمة المقبلة في المملكة العربية السعودية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة