دولة الإمارات منذ تأسيسها عام 1971، ترتكز سياستها الخارجية على المصداقية والتفاهم والحوار والمصارحة والحرص على حسن الجوار وإقامة علاقات مع جميع الدول على أساس الاحترام المتبادل والتوازن والمرونة.
وتسعى إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع معظم الدول، بغض النظر عن تباين الأنظمة السياسية أو الثقافية.
حيث حققت دولة الإمارات عبر 53 عاماً إنجازات عالمية ونجاحات كبيرة عززت من مكانتها المرموقة التي تبوأتها على جميع المستويات الإقليمية والدولية بين دول العالم وشعوبه، وعملت على تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.
وقد شاركت في العديد من المبادرات والجهود الإنسانية التي تهدف إلى حل النزاعات وتخفيف آثار الأزمات.
تعتبر دولة الإمارات شريكًا دوليًا فاعلاً يسعى لتعزيز التعاون في قضايا متعددة مثل التنمية الاقتصادية، ومكافحة الإرهاب، وحماية البيئة.
وهو ما يعكس رغبتها في تقوية العلاقات الثنائية، متعددة الأطراف على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وتسير على مبدأ ونهج تعزيز الأمن والسلامة والتنمية المستدامة في مخلف أرجاء العالم.
لقد أرسى دعائمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان –طيب الله ثراه- تختصر في مقولته التي تؤسس لمجتمع قائم على السلام والتسامح والتآزر والتعايش: (إننا نسعى إلى السلام، ونحترم حق الجوار ونرعى الصديق).
وقد سار على خطاه المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، كما استكمل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة المسيرة بجهوده الحثيثة وعلاقاته القوية بين الدول لإحلال السلام والأمن في العالم.
وتواصل الإمارات دبلوماسيتها على صعيد علاقاتها مع الدول الأخرى، حيث تشهد بذلك المواقف والمحطات التاريخية القائمة على دعم قضايا الدول العربية وبالأخص المنكوبة.
وما رأيناه في الآونة الأخيرة من دعم كبير لحملة (الإمارات معك يا لبنان) وتكاتف جميع الأفراد والمؤسسات في المجتمع إنما يدل على دعم الإمارات لباقي الشعوب المنكوبة ومراعاة ظروفها الصعبة في فلسطين والصومال والسودان والبوسنة والهرسك وليبيا والجزائر ودول أفريقيا وغيرها.
لقد كانت الإمارات ولا تزال واحدة من أكبر المانحين الدوليين للمساعدات الإنسانية والتنموية. من خلال هيئاتها مثل "هيئة الهلال الأحمر الإماراتي" و"مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية"، وقدمت مساعدات إلى عدة دول حول العالم لدعم التنمية والتغلب على الكوارث الإنسانية والطبيعية.
تتميز السياسة الخارجية للإمارات بالتفاعل الإيجابي مع كل المنظمات الدولية والإقليمية. فهي عضو نشط في عدة هيئات ومنظمات مثل الأمم المتحدة، منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، وتسعى دائماً لتقديم مساهمات فعّالة في القضايا الدولي.
اليوم يعيش على أرض دولة الإمارات 200 جنسية من مختلف العالم، تحت مظلة قوانين واضحة والجميع ينعمون بالأمن والسلام والمساواة وحق تكافؤ الفرص.
لقد كان توقيع «وثيقة الأخوّة الإنسانية على أرض دولة الإمارات في عام 2019 بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، تأكيداً على دور دولة الإمارات والقيادة الرشيدة لإرساء السلام بين شعوب العالم، ليأتي بعد ذلك اعتمادها من الجمعية العامة للأمم المتحدة وبالإجماع اليوم العالمي للأخوّة الإنسانية في الرابع من فبراير/شباط من كل عام.
كما تعتبر دولة الإمارات حاضنة لقيم التسامح والاعتدال وتقبل الآخرين، لقد أطلقت عدة مبادرات لدعم السلام والتعايش منها البرنامج الوطني للتسامح، وشرعت قانون مكافحة التمييز والكراهية، وأسست عدة مراكز لمكافحة التطرف والإرهاب والأيديولوجيات المتطرفة التي تغذي العنف الذي تمارسه الجماعات الإرهابية وقامت بإصدار العديد من القوانين والتشريعات لتجريم أي عناصر ترتبط بالتنظيمات الإرهابية.
لقد نجحت الإمارات في إقامة شراكات استراتيجية قوية مع دول كبرى مثل الولايات المتحدة، الصين، روسيا، والقوى الأوروبية وتوسيع شبكتها الدبلوماسية لتشمل الدول الأفريقية وأمريكا اللاتينية، مما يعزز دورها في الساحة الدولية لقد تبنت سياسة خارجية قائمة على حل النزاعات عبر الحوار والدبلوماسية بدلاً من استخدام القوة.
وقد ساهمت في مبادرات وساطة لحل الكثير من الأزمات في المنطقة، بما في ذلك النزاعات في اليمن وليبيا والصومال والسودان ولعبت دورًا كبيرًا في مكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في العالم مثل داعش والقاعدة.
إن جولات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات تمثل جزءاً أساسياً من سياسة دولة الإمارات الرامية إلى تعزيز موقعها على الخارطة الدولية كدولة تسعى لتكون فاعلة في تحقيق التنمية المستدامة، والسلام، والاستقرار والأمن العالميين.
إن هذه الزيارات الرسمية إلى الدول وبالأخص في الفترة الأخيرة تهدف لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية والعسكرية مع شركاء الإمارات مثل الأردن ومصر وأمريكا وبريطانيا وروسيا.
لقد أصبحت دبلوماسية دولة الإمارات نموذجًا للدول التي تسعى لتحقيق مكانة مؤثرة على الساحة العالمية. إنها تجمع بين البراغماتية والمبادئ الإنسانية، وبين القوة الناعمة والتوازن الإقليمي والدبلوماسية والحوار لحل مختلف الأزمات وتحقيق الاستقرار والتنمية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة