أوروبا على المحك.. هل يحظر الاتحاد "حزب الله"؟
صحيفة ألمانية تتوقع أن تسير دول أوروبية أخرى في نفس مسار ألمانيا وهولندا وبريطانيا وتحظر مليشيا حزب الله اللبنانية في الفترة المقبلة.
خلال أشهر قليلة، اتخذت عدة دول أوروبية مواقف قوية ضد حزب الله اللبناني، بالتزامن مع تنامي الضغوط على الاتحاد الأوروبي لحظر المليشيا الإرهابية، لكن يبقى السؤال: كيف تخطط بروكسل لمواجهة حزب الله؟ وهل تلجأ لحظره؟
بصفة عامة، تحظر 3 دول أوروبية فقط حزب الله، وهي هولندا وبريطانيا وألمانيا فيما تدرس سويسرا اتخاذ خطوة مماثلة، وقررت ليتوانيا منع عناصر المليشيا اللبنانية من دخول أراضيها.
أما الاتحاد الأوروبي فيفصل منذ يوليو/تموز 2013، بين جناحي الحزب السياسي والعسكري، حيث يصنف الأخير إرهابيا ويحظره، لكن لا يصف الجناح الأول بنفس الوصف، بداعي الحفاظ على قنوات اتصال مع حكومة لبنان التي يعد الحزب جزءا منها.
لكن هذا الموقف يضع بروكسل في مرمى انتقادات وضغوط لا تنقطع، ومطالبات مستمرة بحظر حزب الله بشكل كامل.
ومؤخرا، أرسل 236 من النواب البرلمانيين في الولايات المتحدة وكندا، خطابا مفتوحا إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، يدعونها إلى إلغاء التمييز بين الذراع السياسية لحزب الله، المسموح لها بالعمل عبر القارة، وذراعه العسكرية، المصنفة منظمة إرهابية.
وطالب النواب الاتحاد الأوروبي بإدراج حزب الله بأكمله منظمة إرهابية وحظر أنشطته بالكامل في دول القارة العجوز.
ولم تكن هذه أول الضغوط على بروكسل، حيث دعا نائب رئيس البرلمان الأوروبي نيكولا بير، مؤسسات التكتل إلى حظر حزب الله بالكامل.
وفي تصريحات صحفية مايو/أيار الماضي، قال بير: "حظر ألمانيا لحزب الله اللبناني خطوة طال انتظارها، والآن يجب أن يتبع تلك الخطوة بشكل سريع، حظر كامل لأنشطة الحزب في كل الاتحاد الأوروبي".
وتابع: "من غير المقبول أن يواصل حزب الله الظهور والتحرك بحرية في أوروبا.. لا يزال الاتحاد الأوروبي يفصل بين الجناحين العسكري والسياسي لحزب الله، وهذا يمنح مؤسسات ومنظمات الحزب الثقافية الفرصة للتحرك بحرية في أوروبا، ونشر الكراهية وممارسة التحريض".
فيما قالت الجمعية الألمانية الإسرائيلية، وهي منظمة غير حكومية معنية بالعلاقات بين الطرفين، في بيان في 4 مايو/أيار الماضي: "حظر أنشطة حزب الله في ألمانيا، يجب أن يؤدي لحظرها أيضا في جميع أنحاء أوروبا".
وفي 22 يناير/كانون الثاني الماضي، طالب ريتشارد غرينل السفير الأمريكي السابق في برلين والسياسي المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاتحاد الأوروبي بحظر حزب الله بالكامل ووقف التعامل معه نهائيا.
إعلاميا، ذكرت صحيفة "دي فيلت" الألمانية في تقرير نشرته مؤخرا، أن "مكافحة خطر حزب الله في أوروبا تكسب زخما جديدا يوما بعد يوم"، متوقعة أن تسير دول أوروبية أخرى في نفس مسار ألمانيا وهولندا وبريطانيا، وتحظر الميلشيا اللبنانية في الفترة المقبلة، لكنها لفتت إلى أن موقف المؤسسات الأوروبية لا يزال غير واضح.
وفي هذا الإطار، قال مسؤول أوروبي لـ"العين الإخبارية" فضل عدم ذكر اسمه: إن "الاتحاد الأوروبي لا يزال يعمل بقراره الصادر في 2013، والذي يحظر الجناح العسكري في الأراضي الأوروبية ويفرض عليه عقوبات، ولا ينطبق نفس الأمر على الجناح السياسي".
وتابع: "وفي الوقت الحالي، لا توجد مناقشات موضوعية داخل أروقة المجلس الأوروبي من أجل تغيير هذا الوضع".
أما لورا براراد، المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية والمعنية بقضايا الأمن الداخلي والهجرة، فقالت إن المفوضية تتعاطى مع كل المنظمات المتطرفة، ومنها الإخوان وحزب الله، وفق استراتيجية موحدة.
وذكرت في هذا الإطار: "تتصدى المفوضية مع السلطات المحلية في الدول الأعضاء، للتنظيمات الإسلامية المتطرفة بشكل استباقي"، لافتة إلى أهمية الدور الذي تقوم به شبكة التوعية ضد التطرف في الاتحاد الأوروبي لأنها تعمل على نشر الوعي بخطر المنظمات الإرهابية.
وتضم شبكة التوعية ضد التطرف العديد من الأكاديميين وصانعي السياسات لتبادل المعرفة والخبرات المباشرة بهدف منع ومكافحة التطرف العنيف.
وتعمل شبكة التوعية ضد التطرف تحت قيادة المفوضية الأوروبية وتعد ركنا أساسيا في استراتيجية الاتحاد الأتحاد الأوروبي في مكافحة التطرف في الفترة بين 2020 و2025.
وقبل أيام، ذكرت تقارير صحفية سويسرية أن سويسرا تدرس حظر حزب الله، فيما حظرت ليتوانيا عناصر المليشيا من دخول أراضيها لمدة 10 سنوات.
وفي مايو/أيا الماضي، أصدر البرلمان النمساوي توصية غير ملزمة للحكومة باتخاذ إجراءات قوية ضد حزب الله.
aXA6IDE4LjIyNS45Mi42MCA= جزيرة ام اند امز