تعزيز الحلف الدفاعي.. بوليصة تأمين أوروبية في سنوات ترامب المحتملة
"بوليصة تأمين ثانية على الحياة بجانب الناتو".. هكذا اعتبر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، التعاون الأوروبي في مجال الدفاع.
تصريحات تأتي في وقت تتنامى فيه المخاوف بشأن التزام الولايات المتحدة تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو) حال إعادة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب هذا العام.
- «التزام مقدس» حيال «الناتو».. بايدن يشحذ «سيف الغضب» على عنق ترامب
- بعد كرة لهب ترامب بشأن «الناتو».. رسائل مغازلة أوروبية وخطوات للخلف
ودعا سيجورنيه، في مقابلة مع صحيفة دي فيلت الألمانية اليومية، إلى "توحيد أنظمة الأسلحة على المستوى الأوروبي" بشكل أكبر، وتبني استراتيجية دفاعية "ذات مصداقية" وأقل اعتمادا على الولايات المتحدة.
وقال إن "ذلك لا يعني إقامة معايير متنافسة داخل الناتو، بل تعزيز الركيزة الأوروبية للحلف العسكري".
وأضاف الوزير أن "تطوير الصناعة الدفاعية الأوروبية لا ينبغي أن يكون بديلا، بل مكملا" لحلف شمال الأطلسي.
وتابع: "علينا أن نستصدر بوليصة تأمين ثانية على الحياة إلى جانب حلف شمال الأطلسي".
وأكد الوزير الفرنسي أن "واشنطن ستظل شريكا دفاعيا قويا، لكن أوروبا بحاجة إلى تطوير سيادتها واستقلالها الاستراتيجي".
وكرّر ستيفان سيجورنيه الرسالة التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب ألقاه بجامعة السوربون في باريس، الخميس.
وحذّر ماكرون في خطابه من أن أوروبا تواجه تهديدا وجوديا من العدوان الروسي في أعقاب غزو أوكرانيا.
كما أعلن ماكرون أنه سيطلب من الشركاء الأوروبيين تقديم مقترحات في هذا الصدد في الأشهر المقبلة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي إن مقترحات ماكرون ستناقش "بشكل مكثف" مع المسؤولين في برلين.
واعتبر أن "فرنسا وألمانيا تتحملان مسؤولية مشتركة لتحديد الأهداف والتحرك بسرعة وحزم".
وأشار إلى التقدم المحرز في مشروع الدبابة القتالية المشترك، مع توقيع وزيري دفاع البلدين اتفاقا الجمعة.
لكن سيغورنيه أقر أيضا بأن ألمانيا تسلك طريقا منفصلا عن فرنسا في ما يتعلق بالدفاع الجوي، إذ تمضي برلين قدما في تنفيذ مبادرتها "درع السماء الأوروبية".
وقال إن "المشروع الألماني يتطلع إلى الخارج لشراء الصواريخ، في حين أن فرنسا لديها معدات دفاع جوي خاصة بها وليست هناك نية ولا حاجة لشراء معدات أجنبية".
وأكد في الوقت نفسه أن فرنسا تدعم الجهود الرامية إلى تعزيز الدفاع الجوي "لكننا نشجعهم على شراء المعدات الأوروبية على المدى الطويل".
ونبّه ستيفان سيغورنيه أنه "من خلال التحول إلى التبعية، يزرع الأوروبيون بذور مشاكل الغد".
ويشعر حلفاء الناتو بالقلق بشكل متزايد من احتمال عودة ترامب إلى البيت الأبيض بانتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ومؤخرا، قال ترامب إنه سيشجّع روسيا على مهاجمة أي دولة منضوية في الناتو لا تنفق ما يكفي على الدفاع.
وعندما كان في السلطة، فكّر في الانسحاب من الحلف إثر اتهامات بأن الدول الأخرى لا تفي بالتزاماتها المالية.
aXA6IDMuMTQ0LjguNjgg جزيرة ام اند امز