عقود مضت على تأسيس حلف شمال الأطلسي "ناتو"، زال فيها سبب الوجود، لكن الغرب استمر في تعويمه وتوسيعه، رغم الضربات "بنيران صديقة".
ورغم انتقادات للحلف من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والحديث عن موته "سريريا"، توسع الحلف الآن ليضم 32 بلدا مع انضمام السويد وفنلندا.
عام 1949، وقّعت 12 دولة مؤسسة على معاهدة حلف شمال الأطلسي، مع وقوف الولايات المتحدة وكندا ومعظم دول أوروبا الغربية صفا واحدا لمواجهة تهديد الاتحاد السوفياتي الذي كان حليفها سابقا خلال الحرب العالمية الثانية.
وبحسب أول أمين عام للحلف لورد إسماي، فإن هدف الناتو كان «إبقاء الاتحاد السوفياتي في الخارج والأمريكيين في الداخل والألمان مهزومين».
عام 1952، انضمت تركيا واليونان إلى الحلف قبل أن تصبح ألمانيا الغربية عضوا بعد ثلاث سنوات.
وبعد انتهاء الحرب الباردة، توسّع الناتو مرّات عدة نحو الشرق، ليزداد طول حدوده مع روسيا عبر انضمام بولندا ودول البلطيق السوفياتية السابقة.
وبعدما شنت روسيا عمليتها العسكرية على أوكرانيا عام 2022، تراجعت جارتا روسيا الشماليتان عن سياساتهما التاريخية القائمة على عدم الانحياز، ليصل عدد أعضاء الحلف إلى 32 بلدا.
وفي المجموع، تمثّل بلدان الناتو نحو 50% من إجمالي الناتج الداخلي العالمي. وتضم بلدان الحلف ما مجموعه 3,2 مليون رجل وامرأة يخدمون في جيوشها. وتعد أيسلندا الدولة الوحيدة المنضوية في الحلف التي لا تحظى بجيش خاص بها.
المادة الخامسة
ولم يفعّل «الناتو» غير مرّة واحدة المادة الخامسة المرتبطة بالدفاع الجماعي التي تفيد بأن الهجوم على أي من أعضائه يعد هجوما على الجميع، بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة.
واعتُبر هذا القرار تعبيرا عن الدعم للقوة العسكرية التي تقود الحلف ومختلفا إلى حد كبير عن التهديد في أوروبا الذي توقعه مؤسسوه في الأساس.
وأدت تداعيات هجمات 11 سبتمبر/أيلول إلى تدخل «الناتو» في أفغانستان، إذ بقي حتى عام 2021 عندما سمح انسحاب كارثي بقيادة الولايات المتحدة لطالبان باستعادة السلطة.