أوروبا تكثف الضغط على تركيا لوقف عدوانها بسوريا
الأوروبيون انتقدوا أنقرة وأعربوا عن قلقهم من تداعيات الهجوم العسكري التركي في شمال شرقي سوريا على التصدي لتنظيم داعش الإرهابي.
كثفت دول الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، ضغوطها على تركيا لوقف الهجوم الذي شنته على شمال شرقي سوريا قبل أسبوع، بالتزامن مع وقف تصدير الأسلحة وعقوبات أمريكية،
ففي ألمانيا جددت المستشارة أنجيلا ميركل مطالبتها لتركيا بوقف عدوانها على شمال شرق سوريا، واعتبرته "تقويضاً" لعمليات مجابهة تنظيم داعش الإرهابي.
- منظمات الإغاثة توقف عملها بمناطق "العدوان التركي" في شمال سوريا
- الصين تطالب تركيا بوقف عدوانها على سوريا
كما انتقد أولاف شولتس، نائب المستشارة الألمانية، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لعدم التنسيق قبل قراره فرض عقوبات على تركيا، وقال إن الاتحاد الأوروبي يدرس خياراته وينبغي أن يتخذ موقفاً موحداً.
وقال شولتس خلال مقابلة مع رويترز: "من المهم أن ننسق إجراءاتنا على المستوى الدولي، هذا هو أهم شيء في هذا الموقف، وهذا ينطبق كذلك على الاتحاد الأوروبي".
وشدد نائب ميركل على أن التصعيد العسكري في سوريا يتعين أن يتوقف، وأن ألمانيا لن تجيز أي صادرات سلاح لتركيا في الوقت الراهن.
المخاوف الألمانية من عودة "داعش" أعرب عنها أيضاً الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج الذي قال للصحفيين، الثلاثاء، إن الحلف يشعر بالقلق من تداعيات الهجوم العسكري التركي بشمال شرق سوريا على التصدي لتنظيم داعش.
وأضاف: "أشعر بالقلق من التداعيات على المكاسب التي حققناها في قتال عدونا المشترك داعش".
أما المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني فأكد أن بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبرا، خلال اتصال هاتفي، الثلاثاء، عن مخاوف عميقة إزاء العدوان التركي على سوريا، واتفقا على استمرار التواصل بينهما عن كثب.
وفي البرلمان البريطاني، أعلن وزير الخارجية دومينيك راب أن بلاده ستوقف تصدير الأسلحة لتركيا، ولن تصدر تراخيص جديدة.
وأضاف: "تأخذ الحكومة البريطانية مسؤولياتها بخصوص الرقابة على صادرات السلاح بجدية شديدة، وفي هذه الحالة بالطبع سنخضع صادراتنا الدفاعية لتركيا لمراجعة متأنية جداً ومستمرة".
وتابع الوزير البريطاني: "لن نصدر تراخيص جديدة لتصدير مواد لتركيا يمكن استخدامها في العمليات العسكرية بسوريا لحين إجراء تلك المراجعة".
وأعرب وزير الخارجية البريطاني عن خشية بلاده من أن يفاقم العدوان التركي على الأكراد في سوريا زعزعة الاستقرار بالمنطقة.
الحكومة الروسية كذلك وصفت الهجوم التركي في شمال شرق سوريا بأنه "غير مقبول".
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن ألكسندر لافرينتييف، مبعوث الكرملين إلى سوريا، تأكيده أن موسكو لم توافق على هذه الهجوم مسبقاً.
وأشار لافرينتييف إلى أن روسيا توسطت في اتفاق بين القوات الحكومية السورية والقوى الكردية، مما سمح بدخول القوات السورية منطقة يسيطر عليها الأكراد.
وأضاف المبعوث، في تصريحات للصحفيين، على هامش زيارة الرئيس فلاديمير بوتين الرسمية لأبوظبي، أن المحادثات بين الأكراد ودمشق جرت في قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا وأماكن أخرى.
وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، حظرت عدة دول أوروبية تصدير السلاح إلى أنقرة؛ من بينها فرنسا وهولندا والتشيك والنرويج.
كما طالب برلمان السويد من الحكومة بممارسة أقصى الضغوط على تركيا، كي يفرض التكتل حظراً على تصدير الأسلحة لنظام أردوغان.
في المقابل أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس، أن ترامب فرض عقوبات على تركيا تشمل ثلاثة وزراء، بهدف إرغام أنقرة على إنهاء "هجومها" العسكري على الفصائل الكردية في شمال شرق سوريا.
وقالت الوزارة، في بيان، إن العقوبات شملت وزراء الطاقة والدفاع والداخلية الأتراك الذين باتوا ممنوعين من إجراء أي معاملة مالية دولية بالدولار الأمريكي، وباتت أموالهم في الولايات المتحدة، إذا وجدت مجمدة.
وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى الوزراء الثلاثة فقد شملت العقوبات الأمريكية وزارتي الدفاع والطاقة التركيتين بصفتهما كيانين.
الأربعاء الماضي، أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدواناً عسكرياً على سوريا أوقع العديد من القتلى بصفوف المدنيين، ونزوح الآلاف، وأدانت غالبية دول العالم العدوان التركي، وطالبت أنقرة بالانسحاب الفوري من سوريا.
aXA6IDMuMTM4LjM3LjQzIA== جزيرة ام اند امز