أسهم أوروبا تتكبد أكبر خسارة أسبوعية منذ مارس
ارتفعت أسهم أوروبا، في جلسة الجمعة المتقلبة، بدعم من أسهم بعض البنوك، وشركات الطاقة، وبيانات إيجابية لاقتصاد منطقة اليورو.
ورغم الارتفاع تكبدت الأسهم الأوروبية أشد خسائرها الأسبوعية والشهرية منذ عمليات البيع العنيفة التي شهدها مارس/آذار الماضي، بعدما نالت جولة جديدة من الإغلاقات الرامية إلى مكافحة فيروس كورونا من فرص تعاف اقتصادي مستدام.
ورصد بنك أوف أمريكا، معاناة الأسهم الأوروبية من أكبر خروج أسبوعي للتدفقات في 5 أشهر، بلغ إجماليها 3.4 مليار دولار خلال الأسبوع الماضي.
ووفقا لرويترز، تدعم المؤشر ستوكس 600 الأوروبي، في جلسة الجمعة، بمكاسب في سهم عملاق الطاقة توتال وبعض البنوك الإسبانية بعد نتائج تبعث على التفاؤل ليغلق مرتفعا 0.2% في ختام جلسة متقلبة.
وأظهرت البيانات انتعاش اقتصاد منطقة اليورو على نحو أقوى مما كان متوقعا مما ساعد الأسواق أيضا، لكن المخاوف من أن التعافي لن يعمر طويلا في ظل إعادة بعض الدول فرض القيود لاحتواء موجة ثانية من الجائحة كبحت المكاسب.
وبعد أن أعلنت إسبانيا، إحدى أسوأ بؤر كوفيد-19 في أوروبا، حالة طوارئ حتى أوائل مايو/أيار المقبل، وإعادة ألمانيا وفرنسا فرض قيود صارمة هذا الأسبوع، فقد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي أكثر من 5% على مدار الأسبوع، مما كبده خسائر شهرية.
وقال كريس بوشامب، كبير محللي السوق لدى آي.جي للتداول عبر الإنترنت، "بعد الضربات التي تلقتها في وقت سابق من الأسبوع، تفادت أوروبا تكبد خسائر أكبر".
وأضاف: "لعل تحسن أرقام الناتج المحلي الإجمالي يساعد.. لكن الأرجح أن الأمر يرجع إلى مشاعر الامتنان بعد إدراك أنه حتى إذا كان الربع الرابع بالغ السوء، فإن البنك المركزي الأوروبي سيتدخل في الوقت المناسب ببرنامج إنقاذ ما".
كان البنك المركزي أعطى الخميس أقوى مؤشر حتى الآن على أنه سيعمد إلى تيسير السياسة النقدية في ديسمبر/كانون الأول المقبل لدعم الاقتصاد في خضم الأزمة الصحية.
عزوف عن أسهم أوروبا
قال بنك أوف أمريكا، الجمعة استنادا إلى بيانات من إي.بي.إف.آر إن المستثمرين ضخوا 6.7 مليار دولار في السندات الأسبوع الماضي وسحبوا 2.1 مليار دولار من الأسهم إذ تراجعت أسواق الأسهم عقب إجراءات عزل عام جديدة لمكافحة جائحة كوفيد-19.
وأضاف البنك أن الأسهم الأوروبية عانت من أكبر خروج أسبوعي للتدفقات، ما إجمالية 3.4 مليار دولار، في 5 أشهر.
وقال البنك في تقرير أسبوعي، إنه في ظل عمليات بيع عالمية في شتى أسواق الأسهم هذا الأسبوع، ضخ المستثمرون أيضا مليار دولار في الذهب واستردوا 1.5 مليار دولار من أدوات النقد في الأسبوع المنتهي في 28 أكتوبر /تشرين الأول الجاري.
نمو منطقة اليورو
وحسب وكالة الأنباء الألمانية، كشفت تقديرات أولية رسمية أن منطقة العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) حققت نموا بنسبة 12.7% خلال الربع الثالث من العام الجاري، بعد تعرضها لتراجع اقتصادي خلال الربع الثاني بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19.
ومع ذلك، حذر الخبراء من أن تجديد عمليات الإغلاق لاحتواء موجة ثانية من الفيروس في جميع أنحاء القارة قد يشهد انكماش الاقتصادات مرة أخرى.
وذكرت وكالة إحصاء الاتحاد الأوروبي (يوروستات) أن الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة العملة الأوروبية الموحدة حقق نموا بنسبة 12.1% بعد الأخذ بالمتغيرات الموسمية في الاعتبار.
وأضافت الوكالة أن "هذه هي أكبر نسبة زيادة يتم رصدها" منذ أن بدأت الكشف عن إحصائياتها في عام 1995.
وبالمقارنة بالربع الثالث من عام 2019، انخفض الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو والاتحاد الأوروبي بنسبة 4.3%، و3.9%على الترتيب.
وخلال الربع الثاني من 2020 انخفض الناتج الاقتصادي بمقدار 11.8% في منطقة اليورو، وبنسبة 11.4% في الاتحاد الأوروبي.
وأعلن عدد من زعماء الاتحاد الأوروبي في الأيام القليلة الماضية عن إعادة فرض بعض القيود وسط عودة حالات كورونا للزيادة مجددا.
وشهدت الاقتصادات الكبرى مثل فرنسا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا تعافيا "على شكل حرف V تقريبا" في الربع الثالث مما جعلها تقترب من النسبة التي وصل لها معدل الإنتاج في نفس الفترة من العام الماضي.
لكن المحللين في جميع المجالات حذروا من أنه بينما الانتعاش، مدفوعا باستهلاك قوي، كان أفضل من المتوقع، فمن غير المرجح أن تستمر المكاسب.
وقال الخبير الاقتصادي أندرو كينينجهام في بيان: "هذه المكاسب على وشك أن تتلاشى بسبب الموجة الثانية من كوفيد -19 وجولة جديدة من الإغلاق الوطني".
aXA6IDMuMTQ3Ljc1LjQ2IA== جزيرة ام اند امز