اليأس يغزو البورصات مع تنامي كورونا.. انهيار أسهم أمريكا وأوروبا
هوت الأسهم الأمريكية، والأوروبية في ختام جلسة الأربعاء، مع تزايد الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم.
وأغلق المؤشر داو جونز الصناعي عند مستويات بالغة التدني لم يشهدها منذ أواخر يوليو/ تموز الماضي، مع تخوف المستثمرين من نزاع محتمل على نتائج انتخابات الرئاسة المقررة في الولايات المتحدة الأسبوع القادم.
وانخفضت مؤشرات الأسهم الرئيسية الثلاثة، بنحو 3% بفعل الجائحة الآخذة بالاتساع وعدم التوصل إلى اتفاق على تحفيز مالي جديد قبل انتخابات 3 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
مستويات قياسية
وسجلت 12 ولاية أمريكية مستويات قياسية مرتفعة لأعداد مرضى كوفيد-19 في المستشفيات يوم الثلاثاء، في حين أعلنت ألمانيا وفرنسا خططا لتجميد العديد من أوجه الحياة العامة لشهر في ظل تنامي الجائحة في أنحاء أوروبا.
وقال إريك كوبي، مدير الاستثمار لدى نورث ستار إنفستمنت مانجمنت في شيكاجو، "من الواضح أن الفيروس خارج السيطرة. يشهد طفرة، وهذا سيء.. مفهوم أنه سيختفي هو افتراض خاطئ".
وتراجع المؤشر داو جونز الصناعي نحو 939.13 نقطة بما يعادل 3.42% إلى 26524.06 نقطة.
وهبط المؤشر ستاندرد أند بورز 500 بمقدار 119.26 نقطة أو 3.52% ليسجل 3271.42 نقطة.
وانخفض المؤشر ناسداك المجمع 426.48 نقطة أو 3.73% إلى 11004.87 نقطة.
خسائر حادة بأوروبا
وعانت الأسهم الألمانية في جلسة الأربعاء، من أسوأ أداء يومي لها منذ أوائل يونيو/ حزيران الماضي، بعد أن وافقت الحكومة على إغلاق عام للتصدي لتنامي حالات الإصابة بمرض كوفيد-19، ليقتفي سائر الأسواق الأوروبية أثرها بفعل المخاوف من مزيد من القيود في أنحاء القارة.
وهوى المؤشر داكس الألماني ما يصل إلى 5% ثم قلص خسائره ليغلق منخفضا 4.2% عند أدنى مستوياته في 5 أشهر.
ومازالت تفاصيل الإجراءات الألمانية قيد التفاوض، وتقول مصادر إن الحكومة قررت إغلاق الحانات والمطاعم من 2 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
ونزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي، 3% في أشد خسائره اليومية خلال خمسة أسابيع.
وهبط المؤشر الفرنسي الرئيسي 3.4% قبيل كلمة تلفزيونية للرئيس إيمانويل ماكرون في الساعة 19:00 بتوقيت جرينتش من المتوقع أن يصدر فيها أوامر بلزوم المنازل.
وقال محمد كاظمي، مدير المحفظة في يو.بي.بي، "أنباء تجدد إجراءات الإغلاق... ستؤجج المخاوف حيال النمو في المنطقة".
وتابع: "من المرجح أن يدفع هذا (كريستين) لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي إلى لزوم جانب التيسير النقدي في تصريحاتها خلال المؤتمر الصحفي الخميس، ممهدة لمزيد من إجراءات التيسير في المستقبل".
بورصات آسيا والنفط
وقد أثرت المخاوف الأوروبية والأمريكية من ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد بشكل أقل على أسواق المال في آسيا التي سجلت تراجعا طفيفا.
وهذا القلق أثر أيضا على أسعار النفط. فقد انخفض سعر برميل الخام الأمريكي لغرب تكساس الوسيط تسليم ديسمبر/ كانون الأول أكثر من 5% بينما انخفض سعر برميل نفط بحر الشمال بنسبة أقل بقليل من 5%.
تاريخ كورونا المرعب
أدى وباء كوفيد-19 بحياة مليون و168 ألفا و750 شخصا في جميع أنحاء العالم منذ أن أعلن مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2019، وفقًا لأرقام جمعتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية حتى الساعة 11,00 بتوقيت جرينتش من الأربعاء.
وتفيد هذه الأرقام أنه تم تشخيص إصابة أكثر 44 مليونا و56 ألفا و470 إصابة بالعدوى رسميا منذ بداية الوباء، شفي منها 26 مليونا و694 ألفا ومئة. وهذا العدد من الإصابات التي تم تشخيصها لا يعكس سوى جزء بسيط من العدد الفعلي للمصابين.
وسُجلت في الإجمال 516 ألفا و898 إصابة جديدة و7723 وفاة. ويُفسّر ارتفاع عدد الإصابات اليومية جزئيا بزيادة الفحوص منذ الموجة الوبائية الأولى في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان من العام الجاري.
وتدرس ألمانيا إمكانية فرض تدابير جديدة صارمة لاحتواء الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد، تشمل إغلاق الحانات والمطاعم والمؤسسات الرياضية والثقافية لمدة شهر، وفق ما جاء في مقترحات لحكومة المستشارة أنجيلا ميركل تناقشها الأربعاء مع المناطق.
من جهتها، أعلنت فرنسا الأربعاء إعادة فرض حجر عام في البلاد، أقلّ صرامة من الحجر الأول خلال الربيع، وذلك لمواجهة عودة التفشي الواسع لكوفيد-19 الذي أودى بحياة 300 شخص في المستشفيات خلال 24 ساعة.
وتشهد إيطاليا تزايدا في التظاهرات ضد القيود الجديدة التي تؤثر على أعمال فئات مهنية محددة.
وفي أوج الموجة الأولى من الوباء قدمت الحكومات والمصارف المركزية للاقتصادات الكبرى في العالم دعما هائلا للحد من الركود الذي يلوح في الأفق. وقد سمح هذا لأسواق الأسهم بالتعافي من أهوال فبراير/ شباط ومارس/ آذار والانتعاش حتى نهاية الصيف.
- إمكانيات الدعم؟
قال مايكل هيوسون المحلل في مجموعة "سي إم سي ماركيتس" إنه "ليس من الواضح على الفور أن دعم الميزانية سيكون كبيرا جدًا في المرة الثانية وهذا هو سبب تراجع أسواق الأسهم".
وأضاف أنه كدليل على ذلك، في الولايات المتحدة وقبل أسبوع واحد من الانتخابات الرئاسية "يبدو أنه ليست هناك رغبة في إطلاق خطة للتحفيز المالي قبل نهاية الربع الأول من العام المقبل".
ووعد دونالد ترامب يوم الثلاثاء ببرنامج "أفضل" لمساعدات اقتصادية لكن بعد الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 03 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، متهما زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي بعدم التفاوض بحسن نية.
وتتعثر المناقشات حول قيمة خطة الدعم الجديدة.
من جهته، لا يزال الاتحاد الأوروبي في طور تنفيذ ميزانيته وخطة الإنعاش الأولى البالغة 750 مليار يورو التي تم تبنيها في يوليو/ تموز الماضي وتحتاج إليها إيطاليا وإسبانيا بشدة.
وستترأس رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد الخميس اجتماعها الثامن للسياسة النقدية في هذه الهيئة المالية الأوروبية لدراسة أي معلومات جديدة حول تمويل الاقتصاد بشكل خاص.
وقال ميلان كتكوفيتش المحلل في مجموعة "أكتيف تريدس" إنه "من المحتمل ألا يعلن البنك المركزي الأوروبي عن أي تغييرات غدا"، لكن "هذه فرصة لرئيسته لاجارد لتهدئة الأسواق وتمهيد الطريق لإجراءات جديدة في ديسمبر/ كانون الأول".
في الوقت نفسه، تستمر عمليات إلغاء الوظائف. فيوم الأربعاء وحده شهد إعلان مجموعة "سيليو" إغلاق 102 متجر في فرنسا وإلغاء بوينغ سبعة آلاف وظيفة إضافية حتى نهاية 2021.
وبمعزل عن الوباء يراقب المستثمرون موسم أرباح الشركات.
وقد مني قطاع تكنولوجيا المعلومات بخسائر شديدة. ففي أدنى شركات مؤشر "كاك 40" هبط سعر سهم "أتوس" 6,58% إلى 58,50 يورو. كما تراجعت أسعار أسهم "ألتن" (13,7%) و"سوبرا ستيريا" (13,60%).
ويتصدر قطاع السياحة الشعور بالقلق من تشديد القيود. فقد خسرت أسهم مجموعة فنادق إنتركونتيننتال 1,04% من قيمتها و "إيه آي جي" الشركة الأم لـ"بريتش إيرويز" 3,34%.
aXA6IDMuMTM3LjE2OS4xNCA= جزيرة ام اند امز