صحف أوروبية: كتابات معتقل تركي رصاصات في قلب نظام أردوغان
أحمد ألتان المعتقل في سجون تركيا يصدر من محبسه كتاباته في شكل حزم صغيرة يبعث بها لمحاميه لتتحول إلى كتب تكشف قمع نظام أردوغان.
شغلت قضية الكاتب التركي أحمد ألتان المعتقل منذ 3 سنوات، وسائل الإعلام الغربية التي سلطت الضوء على قضيته، معتبرة أن كتابات ألتان المعتقل مدى الحياة بسجون أردوغان رصاصات في قلب النظام الظالم.
وتحت عنوان "أحمد ألتان في سجون أردوغان"، قالت مجلة "لوبوان" الفرنسية "رغم الحكم على الكاتب التركي أحمد ألتان بالسجن مدى الحياة بتهمة التدبير لمحاولة الانقلاب المزعوم عام 2016 ظلماً بسبب سوء فهم، إلا أن كتاباته من داخل محبسة رصاصة في قلب النظام المارق".
وأضافت المجلة الفرنسية أن مؤلفاته التي يبعث بها عبر رسائل لمحاميه تتهافت عليها دور النشر في أنحاء العالم وتترجم بجميع اللغات.
ووفقاً للمجلة، فإن الرواية الأخيرة التي لم تخرج إلى النور، وكتبها ألتان من داخل زنزانته ستكون بمثابة رسالة سامية للعالم، واصفة إياه بـ"المثقف الواعي والكاتب والصحفي اللامع الذي لا يهاب القمع".
وروت المجلة ملابسات اعتقال ألتان، موضحة أنه اعتقل عام 2016 بسبب سوء فهم؛ حيث أعلن خلال برنامج تلفزيوني مع شقيقه الذي يعمل صحفياً أيضاً، أن "الانقلاب يمكن أن يحدث في تركيا"، ولكن أسيء فهم التصريحات وبعد يومين وجهت إليه وشقيقه اتهامات التدبير لمحاولة الانقلاب في 16 يوليو/تموز 2016، وهو مسجون منذ ذلك الحين.
وأضافت المجلة أنه حتى سبتمبر/أيلول 2018 كان يساوره الأمل الخروج للحياة يوماً ما، حتى تم التصديق على الحكم ضده بالسجن مدى الحياة، ورغم ذلك أيضاً فهو يخرج للعالم من خلال كتاباته، على حد تعبيره، في كتابه الأخير "لن أرى العالم مرة أخرى من وراء القضبان".
ويصدر ألتان من محبسه كتاباته في شكل حزم صغيرة يبعث بها لمحاميه ويمكن إيجادها بالمكتبات في صورة كتب، وحول معاناته داخل السجن وتعرضه للظلم والقمع من قبل النظام التركي، والحراسة المشددة التي يعاني منها داخل السجن.
وفي سبتمبر/أيلول 2018، عقب صدور الحكم عليه بالمؤبد، قال ألتان "لن أرى العالم مرة أخرى من وراء القضبان.. قد تكون لديهم القدرة على سجني لكن لا أحد يملك القدرة على إبقائي في السجن، لأنه أينما تسجنوني سأسافر حول العالم بأجنحة عقلي.. مثل جميع الكُتاب لدي سحر يمكنني من المرور عبر الجدران بسهولة".
وكانت دار النشر "أجرانتا بوكس" حصلت على حق ترجمة ونشر مذكرات ألتان في بريطانيا وترجمت المذكرات لعدة لغات.
القمع السياسي
ومن جانبها، نشرت إذاعة "إر.بي.تي" البلجيكية في 10 سبتمبر/أيلول الماضي، مقتطفات من روايته الأخيرة، التي وصف فيها زنزانته الصغيرة بأنها لا تتعدى بضعة أمتار داخل سجن مشدد يحظى بإجراءات أمنية عالية على بعد 70 كيلومتراً من إسطنبول، وطرح ألتان خلال الرواية عدة أسئلة منها، ماذا سيفعل بعد؟ وماذا كان عليه أن يفعل؟، ومن المقرر نشرها في فبراير/شباط 2020.
وتحت عنوان "درس في القدرة على التكيف لأحمد ألتان داخل السجون التركية"، قالت صحيفة "لوتون" السويسرية إن: "الكاتب التركي المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة أحمد ألتان يتحدث بقوة وموهبة عن القمع السياسي في بلاده والمقاومة والحرية".
وأشارت الصحيفة السويسرية إلى مقتطفات من مذكراته كقوله: "لست محبوساً تماماً.. أنا خلف ذلك الرجل الذي يضطر كل يوم أن يمسك سرواله بيديه طوال النهار حتى لا يتعرى بسبب مصادرة إدارة السجن الرباط الذي يشده حول الخصر كنوع من أنواع التعذيب والإهانة، رجل آخر صامد في مواجهة ظلم النظام التركي".
وتابعت "لوتون": "إن ذلك الرجل الذي لا يتوقف عن الملاحظة، يروي قصصاً تعطيه حياة أخرى على حياته".
وينحدر ألتان (69 عاماً) من أسرة مثقفة لعائلة ذات ثقل اجتماعي، إذ إن والده الصحفي المرموق شيتين آلتان وللكاتب عدة روايات بينها "الخريف" و"الأثر" و"تاريخ الوحدة" و"حكايات خطيرة" و"تمرد يوم الحب"، و"الموت أسهل ما في الحب".