بريطانيا تغري أوروبا بـ"الأمن" لتهدئة غضبها من بريكست

الاتحاد الأوروبي يعلن أنه من الممكن أن يباشر محادثات تمهيدية حول "علاقته المستقبلية" مع بريطانيا، لكن بشروط

في رسالة استباقية لأي ضغوط أوروبية خلال اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الجمعة، أكد وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، التزام بريطانيا "غير المشروط" إزاء الأمن في أوروبا خلال عملية انسحاب بلاده من الاتحاد الأوروبي المسماة "بريكست". 

وتابع جونسون عند وصوله للمشاركة في اجتماع الناتو في بروكسل أن "المملكة المتحدة لديها التزام إزاء الأمن والدفاع في أوروبا"، وهو التزام "غير مشروط"، و"لن يكون موضوع مساومة في المفاوضات".

وتأتي هذه التصريحات في ظل غضب أوروبي من بدء بريطانيا عملية الانسحاب من الاتحاد، والذي عبّر عنه كل من الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، حينما رفضا أي مباحثات مع بريطانيا حول مستقبل العلاقات الثنائية قبل أن يتضح مستقبل عملية الانسحاب البريطاني من الاتحاد.

• طموحات كبيرة وشروط صعبة مع بدء "طلاق" بريطانيا من أوروبا

وفي هذا الاتجاه أعلن الاتحاد الأوروبي أنه من الممكن أن يباشر محادثات تمهيدية حول "علاقته المستقبلية" مع بريطانيا، لكن بعد انجاز "تقدم كافٍ" في مفاوضات بريكست، حسبما جاء في مشروع توجهات المفاوضات الذي اطلعت عليه وكالة الأنباء الفرنسية.

وجاء في الوثيقة التي سيعرضها رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، الجمعة، في اجتماع مالطا أن الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مستعدة خلال هذه المحادثات التمهيدية لاتخاذ "إجراءات مرحلية" للحد من الغموض في مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي.

ومن المفترض أن يقر رؤساء الدول والحكومات الـ27 "مشروع توجهات المفاوضات" خلال قمة مقررة في 29 إبريل/نيسان المقبل في بروكسل.

ويحدد النص الأولويات السياسية ورؤيتهم لوتيرة المفاوضات والتي يبدو أنها أبرز نقطة توتر منذ أعلنت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، تفعيل بريكست، الأربعاء.

وبحسب المشروع الذي أعده توسك فإن الاتحاد يمكن أن يبدأ "محادثات تمهيدية" حول "العلاقة المستقبلية" مع بريطانيا بعد بريكست، بعد تحقيق "تقدم كاف في هذه المرحلة الأولى من أجل التوصل إلى اتفاق مرض حول شروط الانسحاب المنظم".

وبذلك يكون الاتحاد الأوروبي مستعدا لاحتمال فشل المفاوضات، بحسب مشروع التوجهات.

غير أنه لم يتضح ماذا سيكون عليه الوضع حال فشل المفاوضات وما هي البدائل.

وجاء في الوثيقة أن "الاتحاد الأوروبي سيعمل بشكل موحد طيلة فترة المفاوضات. كما سيتخذ موقفا بنّاء وسيبذل جهودا حثيثة من أجل التوصل إلى اتفاق، لكنه سيظل مستعدا لإدارة الوضع في حال فشل المفاوضات".