الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.. رؤيتان متناقضتان للتجارة بعد بريكست
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يرفض إصرار الاتحاد الأوروبي على احترام بلاده لقواعد التكتل في مقابل وصول تفضيلي للأسواق.
كشف الاتحاد الأوروبي وبريطانيا عن رؤيتين متناقضتين لعلاقاتهما التجارية المستقبلية الإثنين، حيث رفض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إصرار الاتحاد على احترام بلاده لقواعد التكتل في مقابل وصول تفضيلي للأسواق.
وبعد مشاعر الفرح أو الأسف لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد عضوية استمرت 47 عاما، بات يتوجب على الطرفين الاتفاق على الأساس الجديد لهذه العلاقات وخصوصا في الشق التجاري، النواة الصلبة للمحادثات.
ووفقا لرويترز، أمام الطرفين الآن حتى نهاية العام للتوصل لاتفاق بشأن علاقتهما المستقبلية، في مجال التجارة، فضلا عن التعاون الأمني وفي مجال السياسة الخارجية.
وتعني المرحلة الانتقالية أنه لن يكون هناك تغير كبير في العلاقات بين الجانبين حتى هذا الوقت.
وقال كبير مفاوضي الاتحاد ميشيل بارنييه، إن التكتل يمكنه أن يقدم لبريطانيا اتفاقا تجاريا "طموحا للغاية" يشمل إلغاء التعريفة الجمركية وتحديد حصص، بما في ذلك العديد من الخدمات، بشرط أن توقع بريطانيا على معايير الاتحاد الأوروبي الآن وفي المستقبل.
وأكد بارنييه: "نحتاج إلى التأكد من أن المنافسة لا تزال مفتوحة ونزيهة"، مشيرا إلى أنه يجب أن يوافق كل من الطرفين على "ضمانات محددة وفعالة لضمان ساحة أداء متكافئ على المدى الطويل".
وأشار إلى أن "هذا يعني آليات لدعم المعايير العالية التي نملكها فيما يتعلق بالنواحي الاجتماعية والبيئية والمساعدات الحكومية والضرائب اليوم ومع التطورات في المستقبل".
وكشرط آخر، يتعين على بريطانيا أيضا الموافقة على منح الاتحاد الأوروبي إمكانية الاستخدام المستمر لمياه الصيد الخاصة بها، والعكس بالعكس، بما في ذلك تحديد الحصص، حسبما يقول بارنييه.
وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين: "كلما أرادت المملكة المتحدة الاقتراب أكثر (من المعايير)، يكون نفاذها للسوق الموحدة أسهل، لكن لا شيء مجانيا.. أظن احترام القواعد مسألة إنصاف".
وذكّرت فون دير لايين أن بوريس جونسون وقّع الإعلان السياسي الذي رافق اتفاقية الخروج. وقالت بخصوص هذا الإعلان الذي يذكر خاصة مبدأ المنافسة العادلة بعد بريكست "نحن متأكدون أنه سيلتزم بها".
ويجب على المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي الاتفاق على صيغة جديدة للعلاقات بينهما، خاصة فيما يتعلق بالشق التجاري الذي يمثل محور النقاشات.
ومن جهته، قال جونسون الإثنين إن لندن ستلتزم بمعايير عالية "دون أن تكون مجبرة بسبب معاهدة ما" وإنها يجب أن تضغط من أجل التوصل إلى اتفاق للتجارة لا يلزمها بتعديل كامل لأنظمتها، مثلما فعلت بروكسل مع كندا.
وقال رئيس الوزراء البريطاني: "لا حاجة لأن يشمل أي اتفاق تجارة حرة قبول القواعد الأوروبية بشأن سياسة المنافسة والمساعدات الحكومية والحماية الاجتماعية والبيئة، أو أي شيء مماثل أكثر مما يتعين على الاتحاد الأوروبي قبول القواعد البريطانية".
وتابع أن بريطانيا سوف تجري تغيرا مماثل للتحول إلى الرجل الخارق لتصبح بطلا خارقا" للتجارة الحرة.
وأضاف جونسون، أنها ليست في حاجة للقبول بقواعد الاتحاد الأوروبي خلال مفاوضاتها بشأن العلاقة التي سوف تجمعها ببروكسل بعد خروجها رسميا من الاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن التجارة العالمية في حاجة لدولة على استعداد لتصبح "بطلا خارقا" للتجارة الحرة يدافع عن حق سكان الأرض في البيع والشراء بحرية فيما بينهم".
وقال: "المملكة المتحدة على استعداد للقيام بهذا الدور".
وغادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي الساعة 23:00 بتوقيت جرينتش الجمعة، بموجب اتفاق انتقالي مؤقت يبدأ فترة مدتها 11 شهرا يأمل خلالها جونسون في التفاوض حول اتفاق للتجارة الحرة مماثل لما أبرمته كندا والاتحاد الأوروبي.
ودخل البريطانيون بعد مغادرتهم الاتحاد الأوروبي في 31 يناير/كانون الثاني 2020، في فترة انتقالية حتى 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل يواصلون خلالها تطبيق القوانين الأوروبية، وستناقش تفاصيل العلاقة الجديدة خلال تلك الفترة.
aXA6IDUyLjE0LjEwMC4xMDEg جزيرة ام اند امز