إجلاء من الغوطة الشرقية على وقع حمام من الدماء
حافلات تقلّ مقاتلين معارضين، ومدنيين تم إجلاؤهم من حرستا في الغوطة، وصلت إلى محافظة إدلب في شمال غرب سوريا
وصلت الحافلات التي تقلّ مقاتلين معارضين ومدنيين تم إجلاؤهم من حرستا في الغوطة الشرقية، المحاصرة قرب دمشق، إلى محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
جاء ذلك في الوقت الذي شهد مقتل 37 مدنياً في قصف قال المرصد إن "طائرات روسية نفذته" ليلاً، واستهدفت بلدة عربين في الغوطة الشرقية.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة الأنباء الفرنسية، أن "القصف الروسي بالغارات والقنابل الحارقة تسبب بمقتل هؤلاء المدنيين في الأقبية حرقاً أو اختناقاً"، وهو ما لم تعلق عليه موسكو حتى الساعة، رغم نفيها في أوقات سابقة، استهدافها المدنيين.
وأشار إلى أن فرق الإنقاذ لم تتمكن من انتشالهم سوى في وقت لاحق خلال الليل وفجر الجمعة.
وفي أول عملية إجلاء من الغوطة الشرقية، خرج خلال الساعات الماضية، 1580 شخصاً بينهم أكثر من 400 مقاتل من حركة أحرار الشام.
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية رسمت ملامح المشهد في منطقة قلعة المضيق في محافظة حماة، التي تشكل نقطة عبور بين مناطق سيطرة قوات النظام ومناطق سيطرة الفصائل المعارضة، قائلة إن: حافلات تقلّ مقاتلين ومدنيين تجمع حولها عناصر من الدفاع المدني التابع للمعارضة.
وذكرت الوكالة الفرنسية أنه لم يُسمح للمقاتلين بدخول مخيم في قرية معرّة الإخوان في ريف إدلب الشمالي، لأنه مخصص للمدنيين فيما دخلت عوائلهم فقط.
وكانت عمليات إجلاء سابقة تشهد انتقال أعداد كبيرة من المدنيين والمقاتلين الذين تم إخراجهم من مناطقهم إلى مخيمات في إدلب، ومنهم من بقي فيها، ومنهم من غادرها لاحقا.
ويختار بعض المقاتلين ترك السلاح فيما ينضم آخرون إلى فصائل موجودة في المنطقة.
وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع قوات النظام السوري، إثر حصار وهجوم عنيفيْن، أبرزها الأحياء الشرقية في مدينة حلب في نهاية عام 2016.
وتشنّ قوات النظام منذ 18 فبراير/ شباط الماضي، هجوما عنيفا على الغوطة الشرقية، بدأ بقصف عنيف ترافق لاحقا مع هجوم بري تمكنت خلاله من السيطرة على أكثر من 80% من هذه المنطقة التي تتعرض منذ 2012 لحصار وقصف جوي منتظم تسبب بمقتل الآلاف.