حين دفع نادي داروين لانكشير المال لمكافئة اللاعب الاسكتلندي فيرجي سوتير في أواخر القرن التاسع عشر تحولت تلك الجنيهات إلى فضيحة هزت الوسط الكروي في بريطانيا التي وضعت قانونا يحدد أجور لاعبي الكرة
حين دفع نادي داروين لانكشير المال لمكافئة اللاعب الاسكتلندي فيرجي سوتير في أواخر القرن التاسع عشر؛ تحولت تلك الجنيهات إلى فضيحة هزت الوسط الكروي في بريطانيا التي وضعت قانونا يحدد أجور لاعبي الكرة.
خبير أمني يكشف لـ"العين الإخبارية" حقيقة التآمر القطري على الجزائر
اتساع نطاق محاكمة شقيق أمير قطر بأمريكا
لكن في عام 1961 تمكن رئيس رابطة اللاعبين المحترفين في إنجلترا جيمي هيل بعد التهديد بالإضراب أن يلغي قانون الأجور هذا، وبدأت رحلة الملايين ومئات ملايين الدولارات التي تدفعها نوادي كرة القدم ثمنا لضم هذا النجم أو ذاك.
نادي باريس سان جرمان اشترى المهاجم كيليان مبابي البالغ من العمر 21 عاماً بـ231 مليون دولار أمريكي، ونيمار انتقل من برشلونة إلى باريس سان جيرمان بعد أن سدد النادي ثمنه 222 مليون دولار.
يا ترى، ما أسباب دفع هذه المبالغ ثمناً لأقدام اللاعبين؟ ومن يتحكم فيها؟
يُقال إن تزايد أرباح البث التلفزيوني جرّاء بثّ الإعلانات أثناء المباريات هو من أهم الأسباب التي تؤمّن مواردَ لدفع أثمان اللاعبين الباهظة، والأمر الثاني هو أن البيع والشراء أصبح حالة تجارية، واللاعبون هم السلعة التي تتنافس عليها الأندية لزيادة أرباحها.
أغلب عمليات شراء اللاعبين بمبالغ عالية تتم في أوروبا، وهذا يعني أن الأوروبيين يقومون بجذب رؤوس الأموال إليهم من دول خارج القارة، ومن يمكن أن يبذّر المال أكثر من آل ثاني في قطر.
العائد المالي للغاز القطري لم يكُنْ ولن يكون للشعب القطري، بل هو لآل ثاني الذين ينفقونه لإرضاء هذه الدولة أو تلك، يدلل على ذلك أن عبدالله بن ناصر آل ثاني اشترى عام 2010، نادي مَلَقَا الإسباني بـ25 مليون يورو، وفي عام 2011 تم وضع شعار الخطوط الجوية القطرية على قمصان لاعبي برشلونة مقابل دفع 300 مليون يورو، ووقعت هيئة السياحة القطرية عقداً دعائياً مع نادي باريس سان جيرمان لمدة 4 سنوات من 2012 إلى 2016 مقابل 200 مليون يورو سنوياً، وهذا غيض من فيض محاولات آل ثاني التّزلُّف والتقرب من السلطات الأوروبية.
ولا تقل فضائح تجنيس اللاعبين داخل قطر عن سواها، حتى بات الإعلام يتندَّر على الفريق القطري بالقول: فريق المجنَّسين، ومن اللاعبين الأجانب الذين لعبوا ويلعبون في الدوري القطري، ومنهم الأيسلندي أرون غونارسون، والإيراني مرتضى كنجي والألماني لاسوغا وثلاثتهم في نادي العربي، وضم نادي الريان إلى صفوفه الكاميروني فرانك كوم، والهولندي ويسلي شنايدر يلعب مع نادي الغرافة.
أغلب الأندية في العالم تُشهر أسعار اللاعبين الذين تضمهم إلى صفوفها إلا عند آل ثاني في قطر، فهذه أسرار لا يمكن لأحد الاطلاع عليها؛ لأن الفساد الذي ينخر الإمارة ينتشر كالأخطبوط في كل النواحي والمجالات، وفضائح قطر الرياضية تجلّت في الكشف عن الرشاوى التي دفعتها الإمارة لشراء تنظيم كأس العالم.
ومع ذلك فإن الصغير يبقى صغيرا.