فعاليات متنوعة تحول التسامح إلى عمل مستدام في الإمارات
المبادرات الإنسانية والخيرية التي أعلن عنها خلال شهر أبريل/نيسان جسدت صورة مشرقة عن مبادئ التسامح الراسخة في ثقافة الإمارات
شهدت دولة الإمارات خلال شهر أبريل/نيسان 2019 العديد من الأحداث والفعاليات التي رسخت عملية تحول "التسامح" من قيمة مجتمعية إلى عمل مؤسسي مستدام يسير وفق آليات واستراتيجيات واضحة المعالم.
وشكلت استضافة مؤتمر "مفهوم التسامح في سياق النظم التشريعية والقضائية"، وافتتاح مشروع "حي التسامح" في إمارة أم القيوين، والإعلان عن المبادرات الخيرية الخاصة بشهر رمضان التي تشمل مواطني عشرات الدول العربية والأجنبية، أبرز الأحداث التي أكدت من خلالها دولة الإمارات في شهر أبريل مكانتها كمرجعية عالمية للتسامح ودورها الكبير في خلق قنوات للتواصل مع الشعوب كافة.
فقد شهد مطلع الشهر، إعلان مجلس أمناء "المعهد الدولي للتسامح" في دبي عن اعتماد خطته الاستراتيجية للسنوات الخمس المقبلة التي تشمل 6 أهداف رئيسية سيتم تنفيذها من خلال مجموعة محاور تسعى جميعها إلى بث روح التسامح والألفة بين أفراد المجتمع وترسيخ مكانة الدولة نموذجا يحتذى للتسامح والتعددية والثقافة الدينية وتشجيع حوار الأديان.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، خلال الشهر، أن المنظمة الدولية ستبذل أقصى ما بوسعها لكي تضمن أن تصل وثيقة "الأخوة الإنسانية" التي وقعها قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في فبراير/شباط بأبوظبي إلى كل مكان حتى يكون باستطاعة الجميع الاطلاع عليها.
وجسدت المبادرات الإنسانية والخيرية التي أعلن عنها خلال شهر أبريل/نيسان صورة مشرقة عن مبادئ التسامح الراسخة في ثقافة الإمارات وقيم أبنائها والمقيمين فيها، حيث أعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أن مليوني شخص داخل الإمارات وفي 83 دولة سيستفيدون من برامج ومشاريع حملة رمضان هذا العام التي تتضمن إفطار الصائم وزكاة الفطر وكسوة العيد والمير الرمضاني بتكلفة مبدئية تقدر بنحو 41 مليون درهم.
وكشف صندوق الفرج الإماراتي عن تقديمه مساعدات إلى 11 ألفا و154 من نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية يمثلون ما يزيد على خمسين جنسية، وأعلن عن مجموعة من المبادرات التي ينفذها بمناسبة عام التسامح 2019 ومن أبرزها مبادرة فك كربة مائة نزيل معسر من مختلف الجنسيات خلال شهر رمضان المبارك، ومبادرة الإفراج عن 48 نزيلا معسرا في الذكرى 48 لتأسيس دولة الإمارات.
وشهدت إمارة أم القيوين افتتاح مشروع "حي التسامح" الذي يضم 32 مسكنا ويقع في منطقة السلمة، وتكفل بتشييدها أحد رجال الأعمال المحسنين بالتعاون مع مؤسسة سعود بن راشد المعلا للأعمال الخيرية والإنسانية.
وأطلقت مؤسسة نور دبي حملة "رؤية التسامح" الصحية التوعوية التي تهدف إلى توفير فحوص طبية مجانية لأكثر من 3000 مصل في مختلف بيوت العبادة الدينية من مساجد وكنائس في جميع أنحاء الدولة، وذلك بمناسبة عام التسامح 2019.
وتأكيدا على دور المرأة الإماراتية في إعلاء قيم التسامح وزرعها في نفوس أجيال المستقبل، وجهت الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي الإماراتي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات"، بأن يكون شعار الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية هذا العام "المرأة رمز للتسامح".
وأكدت أن المجتمع الإماراتي متسامح بفطرته وأن المرأة فيه رمز حقيقي للتسامح بما تتحلى به من صبر وحنان وقدرة على تربية النشء والانجاز في مهام العمل التي توكل إليها في الميادين كافة.
وواصلت دولة الإمارات رعايتها وتنظيمها للأحداث والمؤتمرات الدولية التي تعزز من نشر قيم التسامح والتعايش السلمي بين جميع شعوب العالم، وفي هذا الإطار استضافت العاصمة أبوظبي فعاليات المؤتمر الدولي "مفهوم التسامح في سياق النظم التشريعية والقضائية" الذي شارك فيه أكثر من 200 من الخبراء في القانون وحقوق الإنسان والقضاء من كل أنحاء العالم.
وسلط المؤتمر الضوء على المبادئ الواردة في وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك التي قام بتوقيعها مؤخرا في أبوظبي فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وإعلان بونتا ديل إستي بشأن الكرامة الإنسانية للجميع في كل مكان؛ لتتحول إلى أطروحات قانونية يمكن لكل دول العالم الاستفادة منها.
وشهدت ميادين الثقافة والفنون العديد من الفعاليات التي أسهمت في إغناء الوعي المجتمعي بقيم التسامح والتعايش السلمي، وفي هذا الإطار استضافت دبي ملتقى "إثراء المحتوى المعرفي في مجال التسامح" بمشاركة نخبة من الكتاب والناشرين والباحثين والمؤثرين والمبدعين الشباب ووسائل الإعلام التقليدية والحديثة، والفنانين، فيما نظم المركز الثقافي لمسلمي كيرالا في الإمارات المهرجان السنوي السادس عشر لبطولة كرة القدم على استاد القطارة في نادي العين بمناسبة "عام التسامح" بمشاركة 17 فريقا من أبناء الجالية الهندية على مستوى الإمارات.
ونظم مجلس زايد لأصحاب الهمم التابع لجمعية الفجيرة الثقافية الاجتماعية مخيم التسامح لأصحاب الهمم تحت شعار "معا نبني المستقبل" الذي شهد العديد من الورش الفنية التي شملت الرسم والتلوين ومسابقة الألغاز والأمثال الشعبية وتصميم بطاقات التسامح بمناسبة "عام التسامح"، بالإضافة إلى مسابقات رياضية متنوعة.
وفي بيروت وبدعم من السفارة الإماراتية تم إطلاق عمل فني مشترك بقالب وطني غنائي جمع الفنانين الإماراتي حسين الجسمي واللبناني مروان خوري يتم التبرع بعائداته بعد سنة من إطلاقه إلى مركز سان جود لسرطان الأطفال.
وحقق برنامج "فرسان التسامح" نجاحات كبيرة خلال دوراته الست، واستطاع تخريج أكثر من 200 شخص من مختلف إمارات الدولة ليصبحوا فرسانا، وفارسات للتسامح، ويتحول كل منهم في بيئته المحلية ومقر عمله وجامعاته وبين أفراد أسرته إلى سفير للتسامح يمكنه تعزيز القيم السامية في نفوس من حوله.
وأدانت دولة الإمارات سلسلة التفجيرات الإرهابية التي استهدفت كنائس وفنادق في العاصمة السيريلانكية كولومبو التي أسفرت عن مئات القتلى والمصابين، مؤكدة موقفها الثابت والرافض لمختلف أشكال العنف والإرهاب الذي يستهدف الجميع دون تمييز بين دين وعرق وأيا كان مصدره.
ودعت الإمارات أمام هذه الجريمة النكراء إلى تكثيف الجهود الدولية لمحاربة التعصب والإرهاب الذي لا دين له، ومواجهة كل أشكال العنف والتطرف بجانب تعزيز ونشر قيم التسامح والتعايش والسلام بين شعوب العالم.
واكتسى عدد من المؤسسات الحكومية والصروح والمعالم العمرانية في العاصمة أبوظبي بعلم جمهورية سريلانكا؛ وذلك تضامنا مع ضحايا التفجيرات الإرهابية، وتأكيدا على موقف دولة الإمارات الثابت الرافض لمختلف أشكال العنف والإرهاب.
واستقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إمامي مسجد النور ومسجد لينوود في مدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا اللذين شهدا هجوما إرهابيا أسفر عن سقوط عشرات من الضحايا الأبرياء، حيث أكد حرص دولة الإمارات على تعزيز قيم التسامح والتعايش الحضاري والسلم بين مكونات شعوب ودول العالم كافة.
ووصف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عبر تغريدة على حسابه في "تويتر" احتراق المبنى العريق لكاتدرائية نوتردام بـ"الليلة الحزينة"، الأمر الذي اعتبره كثير من المراقبين تجسيدا لرسالة الإمارات الحضارية والإنسانية التي تنظر إلى هذه النوعية من المعالم الدينية التاريخية باعتبارها إرثا إنسانيا مشتركا؛ لما ترمز إليه من قيم التسامح وقبول الآخر والتعايش المشترك بين الأديان والثقافات.
aXA6IDE4LjIxOS4xNS4xMTIg جزيرة ام اند امز