إشارات كثيرة يطلقها علي عبدالله صالح، كل يوم يخرج بتصريح أو بيان أو حديث صحفي
إشارات كثيرة يطلقها علي عبدالله صالح، كل يوم يخرج بتصريح أو بيان أو حديث صحفي، يستجدي، يريد أن يُلتفت إليه، فهو مازال يعتقد أنه يمسك خيوط اللعبة اليمنية، هذا اعتقاده، حوّل اليمن بشعبه وأمنه وسلامة أراضيه إلى لعبة يتقاذفها علها تحقق له هدفاً، فإما أن يكون هو اليمن أو لا يكون هناك يمن.
آخر شطحات علي صالح دعوته إلى مفاوضات مباشرة مع المملكة العربية السعودية، وهي ليست المرة الأولى التي يطلب فيها ذلك، سيموت ويحقق هذه الأمنية، فهو مقتنع بقدراته، يظن أن جلوسه على طاولة مفاوضات واحدة مع السعوديين ستخرجه من المتاهة التي وضع نفسه فيها، وستعيد له بعضاً من السلطة يستخدمها أو يسلمها لأبنائه وأتباعه المخلصين، وما جعله يجدد هذا الطرح، أي المفاوضات المباشرة، هو الاعتقاد أن السعودية ودول الخليج تريد أن تخرج بأسرع ما يمكن من المأزق اليمني، كما تشيع إيران، خاصة وأن حلفاءه الحوثيين قدموا مقترحاً متزامناً يدعو إلى وقف عمليات التحالف العربي في اليمن مقابل توقفهم عن إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي السعودية.
يعيش علي صالح في أوهام الماضي، ومعه عبدالملك الحوثي الذي يعتقد أنه يستند إلى إنجازات ببضعة صواريخ إيرانية، بينما هو في الميدان يهزم كل يوم، وتندحر قواته تحت أقدام المقاومة الشعبية والجيش الشرعي لليمن، وما عادت أمامهم إلا الفرصة التي أعلن عنها الرئيس هادي، وهي عدم إقصاء أحد، ومقدرة اليمن على استيعاب كل الفئات، بعيداً عن الطائفية والاستقواء بالخارج، وهذه فرصة أخيرة للحوثي وليس لصالح. أمام الحوثي طريق المفاوضات مع الشرعية، مع الحكومة التي تمثل الشعب اليمني، ليعودوا إلى الصف الوطني، بحجمهم داخل وطنهم، وليس بمكاسب اغتصبوها من شعبهم، وعلي عبدالله صالح مازال أمامه الخيار الوحيد، وهو أن يبحث عن مكان يقبل استقباله لاجئاً، فهو ليس موثوقاً به في اليمن، وليس موثوقاً به في الخليج، ولا قيمة له ليقترح ويجاب على اقتراحاته.
نقلا عن / البيان
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة