المنبوذ وجد في جوارديولا الأب الذي لم يعرفه في حياته الخاصة الذي يقوم بتوجيه ابنه، ويسانده في الفترات الصعبة
خطف رحيم سترلينج الأضواء خلال الموسم الحالي بتسجيله 4 أهداف وصناعة 6 أخرى خلال 8 مباريات فقط شارك فيها. ويبقى هدفه الأخير في مرمى حارس سوانزي سيتي البولندي لوكاس فابيانسكي، "تحفة" بأتم معنى للكلمة بعدما جمع فيه بين المقدرة الفنية وهدوء الأعصاب.
من الجلي، أن قدوم بيب جوارديولا للسيتي ساهم في هذا التطور المذهل لأداء النجم صاحب الأصل الجامايكي الذي كان، إلى وقت قريب، واحدا من أكبر خيبات كرة القدم الإنجليزية، إلى الحد الذي جعل بعض المتعصبين يقومون بحجز تذكرة له من أجل العودة إلى لندن أثناء مسابقة يورو 2016.
في الحقيقة سترلينج ساهم بنفسه في جعل الجماهير تكرهه من خلال بعض التصرفات غير المسئولة على غرار الفيديو الذي نشره بعد اليورو والذي تفاخر فيه بحالة البذخ التي يعيشها أو من خلال صوره وهو بصدد تدخين النارجيلة.
فضلا عن ذلك، فراتبه الأسبوعي الخرافي المقدر بـ 250.000 جنيه أسترليني جعل الجميع يترصد هفواته.
من حسن حظ الجناح الطائر أن جوارديولا تعاقد مع مانشيستر سيتي خلال الموسم الحالي، فهذا الأخير، لم يتردد في مساندته بعد الحملة التي تعرض لها إثر مسابقة اليورو، كما دفعه إلى الاشتغال بجد لاستعادة أفضل مستوياته، وهو ما نجح فيه إلى حد الآن ليصبح من جديد لاعبا مؤثرا وحاسما، كما كان عليه في السابق مع ليفربول.
ويجدر الاعتراف إلى أن سترلينج سعى هو الآخر للتغير نحو الأفضل كما ترجمت تصرفاته فوق الميدان. فعلي عكس ما كان عليه الحال في الموسم الفارط، تخلى عن أنانيته المبالغ فيها وأصبح يبحث عن زملاءه المتواجدين في مركز أفضل منه عوضا عن التسديد على المرمى بصفة أوتوماتيكية.
تكتيكيا أيضا، لم يعد ذلك اللاعب الذي لا يغادر رواقه أبدا، بل أصبح متحررا يخترق من جميع المراكز الهجومية ويقوم بالضغط الدفاعي في النصف الثاني من الملعب، عندما تدفعه الضرورة لذلك.
يمكن القول أن "المنبوذ" وجد في جوارديولا الأب الذي لم يعرفه في حياته الخاصة (والد سترلينج توفي وهو في سن السابعة في جامايكا خلال عملية تصفية حسابات مع بعض الأشخاص)، الذي يقوم بتوجيه ابنه، ويسانده في الفترات الصعبة و يساعده على تطوير نفسه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة