أكد وزير الداخلية الأمريكي دوغ بورغوم أن استراتيجية إدارة الرئيس دونالد ترامب تقوم على مبدأ تسخير موارد الطاقة الهائلة في الداخل، وتعزيز الشراكات الدولية مع الحلفاء، وإطلاق العنان لرأس المال والاستثمار من خلال إزالة القيود التنظيمية وتوفير طاقة موثوقة.
جاء ذلك في مقابلة خاصة مع هادلي غامبل، كبير مذيعي IMI الدوليين، في أولى حلقات برنامج "في الحقيقة"، حيث قدم بورغوم صورة شاملة عن ملامح السياسات الاقتصادية للإدارة الأمريكية، بدءا من فريق "الهيمنة على قطاع الطاقة"، ووصولا إلى مستقبل الذكاء الاصطناعي، وأثره المتوقع على سوق الطاقة العالمي، مرورا بعلاقات الولايات المتحدة مع شركائها الاستراتيجيين، وفي مقدمتهم دولة الإمارات.
وأكد الوزير أن إدارة ترامب أدركت مبكرا أن الطاقة ليست فقط محركا للنمو الاقتصادي، بل ركيزة للأمن القومي والسلام الدولي. وكشف عن صفقات طاقة ضخمة مع الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية، تهدف لتقليص الاعتماد على الغاز الروسي، وتمكين الشركات الأمريكية من الوصول إلى أسواق حيوية، مستعرضا أرقاما غير مسبوقة عن الموارد الطبيعية المكتشفة حديثا، والتي تقدر قيمتها بمئات التريليونات من الدولارات.
وعلى صعيد التجارة العالمية، أشار بورغوم إلى أن ترامب كان يشرك أعضاء حكومته في مراحل التفاوض الأولى، لتحقيق توازن حقيقي في العلاقات التجارية، خصوصا مع دول آسيا والمحيط الهادئ، مؤكدا أن صادرات الطاقة والزراعة ستكون حجر الزاوية في تلك العلاقات.
أما في ملف الذكاء الاصطناعي، فقد شدد الوزير على أن هذا القطاع سيكون المحرك الرئيسي للطلب العالمي على الكهرباء خلال العقد القادم، ما يجعل من أمن الطاقة أولوية قصوى.
ودعا بورغوم إلى تسريع إنتاج الكهرباء محليا، وفتح الأراضي الفيدرالية لمراكز البيانات ومصانع الذكاء الاصطناعي، موضحا أن شركات التكنولوجيا الكبرى أصبحت اليوم أكبر المستثمرين في البنية التحتية الطاقية الأمريكية.
وفي ما يخص العلاقات الدولية، أثنى بورغوم على العلاقة الاستراتيجية مع دولة الإمارات، مشيرا إلى توافق الرؤى الاقتصادية، والشراكات السيادية، والرغبة المشتركة في بناء "مصانع ذكاء اصطناعي وطنية"، تضمن السيادة الرقمية وحماية القيم الوطنية من الانحيازات الخوارزمية.
كما تناولت المقابلة قضايا عالمية أخرى مثل الدور الروسي في سوق الطاقة، وتأثيرات الحرب في أوكرانيا، وواقع صناعة النفط الصخري، مؤكدا أن الولايات المتحدة قادرة على تلبية الطلب العالمي المتصاعد، بفضل بنيتها التحتية، وسياساتها الاستثمارية، وقدراتها الابتكارية.
وختم بورغوم حديثه بالتأكيد على أن الولايات المتحدة، بدعم من رؤى اقتصادية متجددة، ومبادرات طاقة مدروسة، وعلاقات دولية متينة، تتجه نحو مرحلة جديدة من النمو والاستقرار، تتجاوز مفهوم الاستهلاك إلى مفهوم "الهيمنة الإنتاجية"… التي تصنع السلام.