بالصور.. معرض ألماني لتوثيق ذكرى "مجزرة 1988" بطهران
معرض فرانكفورت يعتبر فرصة لعائلات الضحايا بهدف إحياء ذكرى تلك المجزرة التي ارتكبها النظام الإيراني لتصفية معارضيه قبل 30 عاماً.
نظم عدد من عائلات ضحايا مجزرة وقعت ضد معارضين بحقبة الثمانينيات في إيران، معرضاً مصوراً داخل جدران سجن سابق في مدينة فرانكفورت الواقعة وسط ألمانيا، لتوثيق تلك الواقعة بالتزامن مع حلول ذكراها الـ30، مطالبين نظام طهران بالتوقف عن قمع معارضيه وإصدار أحكام مغلظة ضدهم بالسجن.
وكست لافتات يظهر بها صوراً لبعض ضحايا تلك المجزرة جدران المعتقل الألماني الذي دشن عام 1886 لاستقبال السجناء السياسيين ثم تحول عام 2003 كمقر لإيداع اللاجئين المرحلين من برلين، قبل أن يخضع لسيطرة جماعات يسارية تخصصه كملتقى لعرض الأعمال الفنية والدعاية السياسية بشكل مجاني.
وتحولت إحدى الغرف المغلقة داخل معتقل فرانكفورت إلى صالة رئيسية لعرض لوحات ولافتات لمعارضين إيرانيين عايشوا تلك التجربة التي وقعت عام 1988 في طهران وأقاليم إيرانية مختلفة، في الوقت الذي نشرت عوائل الضحايا وثائق وصوراً تؤرخ تلك المرحلة إضافة إلى عرض مشغولات يدوية مثل القلائد والأسورة من صنع السجينات الإيرانيات آنذاك في معتقل إيفين سيئ الصيت.
- إيرانيون يتفاعلون مع هاشتاق "مجزرة 88" ويدعون لتقديم المتورطين للعدالة
- مؤتمر للمعارضة الإيرانية يعد قائمة بالمتورطين في مجزرة 1988
والمقتنيات التي شوهدت ضمن المعرض المصور عبارة عن هدايا تذكارية صنعتها السجينات المعتقلات خلال تلك الفترة لتقديمها لعوائلهن وأبنائهن، بعد أن استخدمن خامات بسيطة لصنعها مثل قطع القماش، والجوارب، والعملات الورقية، والجلود وغيرها.
ويعتبر معرض فرانكفورت فرصة لعائلات الضحايا بهدف إحياء ذكرى تلك المجزرة التي ارتكبها النظام الإيراني لتصفية معارضيه قبل 30 عاماً؛ فيما أعرب أحد الزوار عن إعجابه بتلك المقتنيات البسيطة التي لم يعد ينظر إليها باستخفاف مثل ذى قبل، بينما بٌثت مقاطع مصورة لشهادات ضحايا عاصروا تلك الفترة وكذلك جرى عرض ألبومات صور تذكارية التقطها عائلات المعارضين التي تمت تصفيتها في الثمانينيات.
وذكر "راديو زمانه" الناطق بالفارسية أن بعض شهود العيان على تلك المجزرة قد زاروا المعرض مثل الكاتبة الإيرانية "منيرة برادران"، والتي سبق لها تنظيم حدث مشابه قدمت فيه شواهد ونصب تذكارية تخص السجناء الذين أعدمتهم السلطات الإيرانية قبل سنوات.
وتتضمن لائحة الاتهام في تلك المجزرة، التي وقعت أحداثها عام 1988، العشرات من المسؤولين الإيرانيين البارزين، يشغل بعضهم حالياً مناصب رفيعة ضمن تركيبة نظام الملالي، يتربع على رأسهم المرشد الإيراني علي خامنئي، ورجل الدين المتشدد المقرب له إبراهيم رئيسي الذي كان أحد أعضاء ما عرفت بـ"لجان الموت" آنذاك في إيران.
وكشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية النقاب قبل عامين عن قائمة متهمين من نظام الملالي تضم نحو 59 شخصية بارزة، لافتاً إلى أن السجل الإجرامي للمتورطين ظل طي الكتمان طوال 3 عقود، في الوقت الذي يحتلون فيه مناصب سيادية حالياً نظير اشتراكهم في "لجان الموت" بطهران و10 محافظات أخرى حينها.