بالصور.. "نظرة صيف" معرض فني في جمال الطبيعة الجزائرية
"نظرة صيف" معرض للفن التشكيلي في الجزائر العاصمة بمشاركة 5 فنانين، لتأمل جمال وألوان الصيف في فصل الخريف
انتعشت في السنوات الأخيرة في الجزائر معارض الفن التشكيلي، التي ساهمت في إعادة بعث الفن التشكيلي الجزائري من خلال رواده الأوائل، وأعطت الفرصة لفنانين لإبراز مواهبهم الفنية، وكانت أيضا مرآة للعالم تُعرف من خلالها هوية الفن التشكيلي الجزائري.
- بالصور: صناعة الخشب التقليدية في الجزائر.. روح الماضي بلمسة معاصرة
- بالصور.. "النحت على المعادن" فن صاعد يقتحم معارض الجزائر
ومن معارض الفن التشكيلي المقامة حالياً بـ "رواق الفن محمد راسم"، معرض "نظرة صيف"، بمشاركة 5 فنانين تشكيليين جزائريين.
قد يكون الأمر غريباً، أن يقام معرض بموضوع صيفي في فصل الخريف، غير أن أصحاب المعرض أرادوا من خلال فكرة المعرض، أن يكون فسحة للزائرين في الفصل الذي يحبونه، على أن يشاهدوا من خلال تلك اللوحات ما غاب عنهم من جمال الصيف، أو يستذكرون أجمل لحظاتهم.
دقمان عمر إدريس، واحد من الفنانين التشكيليين المشاركين في المعرض بمجموعة من اللوحات، والذي بدأ مشوراه الفني منذ 1995 في عز الأزمة الأمنية التي عاشتها الجزائر، على غرار كثير من فناني الجزائر التشكيليين.
وهي الأزمة التي أجبرته على الهروب إلى فرنسا خوفاً على حياته من "قاتلي الفن" كما قال، كما أن حكاية الفن التشكيلي بالنسبة لعمر إدريس تختصر في "عشق ومصدر رزق".
"العين الإخبارية" حاورت الفنان التشكيلي الذي حرص على التواجد في المعرض، ليرى ويسمع بنفسه كيف يهتم الجزائريون بفنه، وكيف ينظرون لفصل الصيف وهم في الخريف.
لوحات قال الفنان عمر إدريس "إنها تعبر عن تعابير الوجه، وهي التعابير التي أحاول من خلالها توجيه رسالة أو مجموعة رسائل للمشاهد أو المهتم، وجوه أعرفها من حياتي اليومية".
ويضيف "لوحاتي هذه ليست للديكور أو لتحسين صورة شخص أو لانتقاده، هذا فن راق، أحاول الإبداع مثل الكاتب في كتاباته، ولكل لوحة قصة أو شيء داخلي، هذه الرسومات ليست واقعية بل هي تعبيرية لقصة قد تكون واقعية أو خيالية، لكن البدايات دائمة تكون من موضوع واقعي، وبعدها لا توجد حدود أو قوانين محددة للفنان التشكيلي ".
دقمان عمر إدريس، استعمل في لوحاته الكثير من الألوان خاصة الزاهية منها، وهنا يقول "هناك تأثيرات للبيئة وللوسط الذي يعيش فيه الفنان، إضافة إلى تأثيرات الطبيعة على نفسية الفنان، وبالتالي فإن الألوان المختارة في اللوحات تكون حسب المكان، حسب طبيعة نفسية الفنان".
ليعود عمر إدريس في حواره مع "العين الإخبارية" إلى فترة العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر سنوات التسعينيات، ويقول "في تلك الفترة رسمت كثيراً الأشجار، لأن الإرهابيين في ذلك الوقت كانوا وكأنهم لا يحبونها، كانوا يحرقونها، رسمت أيضا على الرقص، لأنه في وقت الإرهاب كان ممنوعاً، رسمت حلم منزل لأنني لا أملك منزلاً، وبالتالي فإن لوحاتي هي عبارة عن يوميات الفنان التي يعيشها بشكل يومي".
وفي اللوحات الحالية – يقول الفنان – "رسمت تقريباً 765 وجهاً، وهناك بعض اللوحات اشترتها مني مدرسة الفنون الجميلة الخاصة بتعابير الوجه، وفي كل مرة تتطور، ووسيلتي التعبيرية باستعمال اللون".
وعن تعابير تلك اللوحات، يرى الفنان أنه "في الفن الحديث فإن الفنان لا يمكنه ترجمة أو الحديث عن تلك اللوحات، ونظرة الآخر هي الأهم، فالفنان يبدأ من حكاية، لكن بالنسبة للآخر فهي لا تخص الفنان، بل هي نظرته الخاصة".
دقمان عمر إدريس أعطى رأياً نقدياً لنظرة الجزائري للوحات الفن التشكيلي، وقال "مشكلة الجزائري أنه دائم القلق، لا يعرف كيف ينظر للوحة، لا يأخذ وقته كاملاً لرؤية وترجمة أي لوحة فنية".
- "التراث التصويري".. معرض للوحات مؤسسي الفن التشكيلي الجزائري الحديث
- صورية قريشي لـ"العين الإخبارية": المجتمع الجزائري همّش الفن التشكيلي
ويضيف "في اعتقادي لا يوجد هناك ذوق فني عند كثير من الجزائريين، والسبب في ذلك يبدأ من المدرسة، أولياء التلاميذ، التهميش الرسمي، وأتساءل دائماً عن دور الذي تلعبه هيئات الشباب في بلادنا".
ويستمر قائلاً "في سنوات الإرهاب عملت مدرساً في التربية الفنية، كان المدارس ترفض تحمل مسؤولية نقل التلاميذ إلى المتاحف والمعارض الفنية، كنت أتحمل ذلك، وأنقلهم إليها على مسؤوليتي الشخصية، واليوم وجهنا دعوة لبعض المدارس لزيارة هذا المعرض لكنهم لم يلبوا الدعوة، كما أن الأستاذ سيواجه تعقيدات إدارية كبيرة إذا طلب نقل التلاميذ، وهذا أمر غير طبيعي".
وسبق للفنان التشكيلي دقمان عمر إدريس أن شارك في معظم معارض الفن التشكيلي التي أقيمت في مختلف المحافظات الجزائرية طوال مشوراه الفني، إضافة إلى معارض دولية في تونس، ألمانيا، فرنسا، إسبانيا.