بالصور.. "النحت على المعادن" فن صاعد يقتحم معارض الجزائر
الفنان الجزائري عبدالغني شلوش يقيم معرضاً للنحت على المعادن من خلال أشكال مختلفة، في محاولة لإنعاش هذا الفن في الجزائر.
لا تخلو دور العرض الجزائرية من معارض للفن التشكيلي، تعرض فيها لوحات لمؤسسي الفن التشكيلي الجزائري أو للأجيال الجديدة، والتي تضم تقنيات مختلف المدارس يعبر بها الفنان التشكيلي عن واقعه وبلغته الخاصة.
- صورية قريشي لـ"العين الإخبارية": المجتمع الجزائري همّش الفن التشكيلي
- الجزائري أحمد إسطنبولي يعبر عن دواخله الدفينة في معرض "نظرة طفل"
لكن أن نجد في معرض للفن التشكيلي بالجزائر "أشكالاً منحوتة" بجانب لوحات تشكيلية فهذا هو الاستثناء، وهو ما صادفته "العين الإخبارية" في أحد معارض الفن التشكيلي المقامة حالياً بالعاصمة الجزائرية.
بنظرة مشابهة وتقنية مغايرة اقتحم الفنان عبدالغني شلوش، معرض "نظرة صيف" وهي "النحت على المعادن" التي جسدها في مجموعة من الأشكال، غالبيتها وجوه شخصيات مجهولة وأشكال أخرى، تخفي من ورائها حقيقة ذلك الشكل.
شلوش شرح لـ"العين الإخبارية" تفاصيل هذا الفن التشكيلي النادر في الجزائر، أو ذلك الفن القديم الذي لم يفرض نفسه ولم يجد له مكاناً بعد في الساحة الفنية الجزائرية، رغم أن عمر شلوش في هذا المجال فاق الـ20 عاماً، والذي يرى أن "النحت على المعادن" هي "مهنة وفن" في آن واحد.
ويقول الفنان عبدالغني شلوش: "هذا الفن ليس شائعاً في الجزائر رغم وجود عدد كبير من النحاتين الجزائريين الذين يعتمدون على تقنيات أخرى ومختلفة، وهو نحت على كل المعادن، يعتمد على تقنيات الحدادة وينتمي إلى نوع النحت"، مضيفا: "أتبع في هذه المهنة طرقاً تقليدية في النحت، والذي يرتكز على العمل اليدوي، ولا يتم إلا بتوفر دكان حدادة، ومجموعة من المطارق الخاصة، ولا يسمح في هذه المهنة بأي آلة كهربائية حديثة، وقد نلجأ لها أحياناً في الرتوشات الأخيرة، وعوض نفض الغبار بالفرشاة، فإننا نلجأ إلى آلة لذلك".
أشكال مميزة ومختلفة لكن بلون واحد، يقول عبدالغني "إن لكل واحدة منها ترجمتها وقراءتها الخاصة بها، أنا شخصياً أعرف ماذا يُقصد بكل شكل، لكن الأهم هي نظرة الآخر لذلك الشكل وكيف يراه ويعبر عنه، وهو الأمر ذاته بالنسبة للوحات الفن التشكيلي".
ويتابع قائلاً: "للنحت على المعادن منهجان أو طريقتان؛ الأولى ترتكز على تجميل شيء ما، أو تجسيد شخصية قد تكون تاريخية مثلاً أو شخصية معبرة، مثل الموجودة في المعرض، ولكل واحدة منها رسالة خاصة بها".
"النحت على المعادن" رغم ندرته في الجزائر، فإنه نوع من أنواع الفن التشكيلي، الذي يتطلب، بحسب عبدالغني، الكثير من الدقة والجهد، لكن ماذا عن الوقت؟
سؤال طرحته "العين الإخبارية" على النحات الذي تمكن من اقتحام معارض الفن التشكيلي الجزائرية بلوحات منحوتة، ويقول الفنان: "لكل منها وقتها الخاص بها، حيث يتطلب كثير منها يوما كاملاً وأخرى ما بين 10 و12 ساعة، لكن الأمر يتعلق بحذف الجزء الأكبر من المعدن قبل الوصول إلى الشكل النهائي، ثم تأتي مرحلة نحت وصناعة أطراف أخرى للشكل وقاعدة التمثال والرتوشات الأخيرة، والتي تأخذ وقتاً قد يكون أطول من نحت الشكل".
ومن خلال جولة "العين الإخبارية" في المعرض، وجدت إقبالاً لافتاً من الجمهور على تلك الأشكال، اتفقت على جمالها وعلى غرابتها في الوقت ذاته، من بينهم السيدة حميدة التي جاءت إلى المعرض برفقة ابنها الصغير "نسيم" ذي الأعوام الـ7.
حميدة اعترفت في حديثها مع "العين الإخبارية" بأن دخولها في البداية كان بإصرار من ولدها، بعد أن جذبته ألوان المعرض، وأضافت: "بعد دخولي شد انتباهي أنا وابني هذه الأشكال الغريبة والرائعة، صراحة لم أر من قبل هذا النوع من الفن في معارض الجزائر العاصمة، لكنني متأكدة أن لكل وجه وشكل منها ميزة أو تعبيرا خاصا".