توسيع البعثة الأممية في الحديدة.. رد دولي يقلص هامش المناورة الحوثية
التزام التحالف والشرعية بمبدأ ضبط النفس مكّنهما من الحصول على ثقة المجتمع الدولي.
قال خبراء يمنيون: إن توسيع البعثة الأممية لمراقبة وقف إطلاق النار بالحديدة، يمثل إحدى ثمار رصد الحكومة اليمنية والتحالف العربي بالأدلة الدامغة لخروقات المتمردين الحوثيين للهدنة، مشيرين إلى أنه من شأن الخطوة الإسهام في الحد من أي محاولات التفاف مستقبلية.
وذكر الخبراء في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن موافقة مجلس الأمن على نشر 75 مراقبا دوليا في الحديدة، سيشدد الضغوطات الدولية على عصابة الحوثي الإرهابية التي اخترقت الهدنة بأكثر من 500 خرق راح ضحيتها 40 قتيلا.
- اليمن يرحب بنشر مجلس الأمن 75 مراقبا دوليا في الحديدة
- حكومة اليمن تتحفظ على نتائج مؤتمر نظمته ألمانيا حول السلام دون تشاور معها
ونص "اتفاق ستوكهولم" على وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 18 ديسمبر، والانسحاب الحوثي من الموانئ الثلاثة لمدينة الحديدة، وإعادة الانتشار خارج المدينة، على أن يجري العمل على إزالة التحصينات والمظاهر العسكرية.
واعتبر الباحث اليمني في الشؤون العسكرية، مروان عبدالواسع، أن قرار توسيع بعثة المراقبين الدوليين سيكون اختباراً حاسماً للانقلابيين، كما سيقلص هامش المناورة والتهرب من الالتزامات، وبالتالي زيادة في الضغوطات الدولية على المتمردين المدعومين من إيران.
ولفت عبد الواسع في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن القرار يعد بمثابة صفعة لمليشيا الحوثي التي كانت تعتقد أن مسرحية الانسحاب من ميناء الحديدة قد انطلت على اللجنة الأممية، كما جاء رداً على تمادي الحوثيين في انتهاكهم للهدنة.
وحول توقعاته من التزام مليشيا الحوثي هذه المرة بتنفيذ الاتفاق، يرى الباحث اليمني أن هجوم الانقلابيين، اليوم الخميس، على موكب رئيس لجنة المراقبين الدوليين الجنرال باتريك كاميرت يؤكد عدم التزامهم بالسلام، مشيراً إلى أنهم سينصاعون للقرارات الأممية مع العمل في الوقت ذاته على إفشالها عبر وضع المزيد من العراقيل أمام البعثة الدولية.
التحالف والشرعية والالتزام بمبدأ ضبط النفس
القيادي في المقاومة التهامية اليمنية إبراهيم محمد، قال هو الآخر: إن تحالف دعم الشرعية سجل بمسؤولية كبيرة الهجمات التي شنها الحوثيون في أوقات متفرقة من وقف إطلاق النار في محاولة منهم لفرض خارطة سيطرة جديدة، واختراق وتهوين سيطرة القوات اليمنية المشتركة.
وذكر قائد القوة البشرية بألوية النخبة التهامية لـ"العين الإخبارية"، أن الجيش والمقاومة المشتركة تمسكا بالهدنة على الرغم من الانتهاكات الحوثية، مشيراً إلى أنهما عملا بهدوء حذر على دعم تثبيت السيطرة في الأحياء الشرقية والشرقية الشمالية للمدينة على مسافة 4 كيلومترات من ميناء الحديدة الاستراتيجي، وهي خطط أحبطت هجمات الحوثيين.
وأشار المسؤول العسكري إلى أن زيادة عدد البعثة الأممية سيمكن من رصد هجمات العصابات الحوثية بالمديريات الجنوبية للحديدة، والذي تعذر على الفريق الأممي المصغر الذي يرأسه كاميرت، التحقق منها.
وأكد أن مليشيا الحوثي لم توقف أعمالها الإجرامية التي كشفت للعالم سوء نيتها،منذ تطبيق سريان وقف إطلاق النار، بينما التزمت بالمقابل القوات اليمنية بدعم من التحالف العربي بمبدأ ضبط النفس وعدم الرد على أي استفزازات.
ونوه محمد إلى أن التزام التحالف والشرعية بالاتفاقية، أسهم في تعزيز مصداقيتهم لدى الأمم المتحدة، بالإضافة إلى ما قاموا به من رصد دقيق ومفصل لخروقات الحوثي بواسطة طائرة مراقبة حديثة ورادار من التحالف العربي.
استنساخ سطوة الحديدة
وبشأن الردع الدولي للجرائم الحوثية، أكد خبراء دوليون أن الأمم المتحدة تأخرت كثيراً في ردع جرائم الحوثيين نظير الجرائم الإنسانية التي لا تحتاج إلى تحقيق أو مراقبين دوليين، وتعد ضرورة لسكان الحديدة الذين عزلوا عن العالم بعد قطع التواصل بالإنترنت منذ أكثر من شهرين.
ويرى مراقبون أن مليشيا الحوثي بدأت تستنسخ سطوة الحديدة في التعتيم على جرائمها في المحافظات الجبلية المطلة على الساحل، وقد بدأت فعليا خلال اليومين الماضيين بقطع خدمة الإنترنت عن محافظة حجة ومديرية الظاهر في المحويت، وهي بصدد عزل المناطق الخاضعة لسيطرتها واستثمارها كورقة سياسية.
وكان المندوب اليمني الدائم لدى الأمم المتحدة قد طالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي بمراقبة الخروقات التي ارتكبتها وترتكبها مليشيا الحوثي؛ لمحاولة عرقلة ما تم الاتفاق عليه في السويد، وممارسة المزيد من الضغط لإخضاعها لتطبيق الاتفاق.
aXA6IDE4LjE5MS4yMzcuMjI4IA== جزيرة ام اند امز