فشل لقاء ترامب وكيم.. هل يعني اندلاع الحرب؟
خبيرة من معهد بروكينجز للأبحاث تؤكد أن فشل المحادثات بين الطرفين الأمريكي والكوري الشمالي سيشعل الحرب إن لم تلتزم بيونج يانج بوعودها.
قالت خبيرة دولية في مجال العلاقات الدولية إنه لا توجد أي خطوط رجعة إذا ما فشلت المحادثات المرتقبة بين كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، حيث إن ذلك الفشل سيؤدي إلى إشعال الحرب في منطقة شرق آسيا بالكامل.
- تشكيك وتشاؤم.. أجواء سلبية تسبق قمة ترامب وكيم
- صحيفة: ترامب يريد تفكيك أسلحة بيونج يانج النووية قبل تخفيف العقوبات
وقالت جون باك، باحثة في شؤون العلاقات الدولية والسياسة الخارجية بمعهد "بروكينجز" الأمريكي بواشنطن، إن هناك حالة من القلق تعم مراقبي شؤون آسيا، حيث إن القمة المرتقبة بين الزعيمين الأمريكي والكوري الشمالي هي الأولى من نوعها، حيث إن نجاحها قد يفتح الفرص لخفض كبير للتوتر في منطقة شرق آسيا بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. جاء ذلك خلال مقابلة تليفزيونية مع قناة "إم إس إن بي سي" الأمريكية.
وتابعت باك، قائلة إنه في حالة فشل تلك المحادثات فإن التوتر قد يقفز إلى حد التوتر الشديد، الأمر الذي قد يعد استفزازا لواشنطن، بسبب عدول بوينج يانج عن رغبتها في الوصول إلى حل دبلوماسي سلمي للأزمة الكورية التي ظلت مستمرة لعقود عديدة منذ الحرب الكورية التي اندلعت عام 1950.
وأضافت باك أن هناك انتقادات للرئيس ترامب حول قبوله لقاء الزعيم الكوري الشمالي، حيث إن الإدارة الأمريكية الحالية لم تقم بعمل خطوات مسبقة للمحادثات والترتيب لها بشكل منهجي، مما يضع المحادثات والوضع الكوري برمته في مهب الريح.
وأكدت باك أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جون أون متمسك بعمل المحادثات، إضافة إلى أنه يحاول وضع أسس للدفع بلقاء إيجابي بين الطرفين الأمريكي والكوري الشمالي، لكن في الوقت نفسه يحاول كيم تقييد وإلزام الأجندة الخاصة بالمحادثات على الجانب الأمريكي.
وتقول الباحثة إن موافقة ترامب على اللقاء تضع الكفة في يد الكوريين الشماليين، لذلك من الضروري أن تحاول الإدارة الأمريكية الحالية بالعمل على عكس تلك الكفة وتحويل اللقاء إلى نفوذ أكبر بالنسبة للولايات المتحدة في هذا الملف، لأن كيم سيحاول بشتى الطرق العمل على تحقيق أكبر مكاسب ممكنة من هذا اللقاء، الأمر الذي قد يغضب الأمريكيين بشدة.
وبالنسبة للمنظور الدولي للقاء، قالت باك إن المجتمع الدولي يترقب بشدة هذا اللقاء، إلا أن حالة من قلق تسود المجتمع الدولي أيضا، حيث قام رئيس الوزراء الياباني شينزو آبى بالتعبير عن قلق بلاده الشديد من فشل المحادثات الأمريكية – الكورية الشمالية، خصوصا مع عدم وجود خطة واضحة للقاء المرتقب، إضافة إلى رفض كيم القاطع للقاء اليابانيين.
وأضافت باك أن لقاء كيم مع الرئيس الصيني شي جين بينج كان من أجل ضمان الدعم الصيني للموقف الكوري الشمالي، في حال فشل المحادثات، إضافة إلى لعب دور كبير في تخفيض العقوبات المفروضة على بيونج يانج.
جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي يعتزم لقاء الزعيم الكوري الشمالي خلال الشهرين المقبلين، حيث سيكون اللقاء الأول من نوعه بين زعيمي البلدين منذ بداية الحرب الكورية عام 1950.
وأعلن الزعيم الكوري الشمالي، السبت، أن بلاده لم تعد في حاجة إلى إجراء تجارب نووية أو إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات؛ لأنها استكملت تسليحها النووي.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن تلك الاستراتيجية كانت مركز دعاية الحكومة، وكفلها ميثاق الحزب الحاكم، لكن كيم قال إنه حان الوقت الآن لتبني "خط استراتيجي جديد"، وتركيز موارد البلاد على إعادة بناء اقتصادها.