خبراء: 6 ملفات أمام السيسي في ولايته الثانية
الحرب على الإرهاب، والإصلاحات الاقتصادية، وملف سد النهضة، ومشروع الضبعة النووي، والسياسة الخارجية.. أبرز الملفات أمام السيسي.
تزخر طاولة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالعديد من الملفات التي تواجهه خلال ولايتة الرئاسية الثانية، عقب فوزه بالانتخابات التي جرت في 26 -28 مارس/اّذار الماضي.
- 4 ملفات اقتصادية تمنح السيسي ورقة حسم الانتخابات الرئاسية
- فوز السيسي بولاية ثانية.. نهاية إرهاب "الإخونجية"
وفي مقدمة تلك الملفات، بحسب خبراء استطلعت "العين الإخبارية" اّراءهم يأتي ملف الحرب على الإرهاب والإصلاحات الاقتصادية وسد النهضة، وغيرها من القضايا الاجتماعية.
الإرهاب و"سيناء 2018"
وقال اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي: إن أبرز الملفات التي تواجه الرئيس المصري، وتتطلب جهودا كبيرة، هي مكافحة الإرهاب.
وتابع الحلبي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أنه رغم النجاحات التي حققتها الدولة المصرية في القضاء على ظاهرة الإرهاب، والتي تتوج بالعملية الشاملة "سيناء 2018"، إلا أنه لابد من تضافر الجهود في محاربة تلك الظاهرة، خاصة مع استمرار وجود الجماعات الإرهابية في كثير من دول الإقليم.
وفي ذات السياق، أكد السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون العربية، ضرورة مكافحة الإرهاب الناجم عن انتقال الأفراد أو التمويل المقدم للجماعات الإرهابية من عواصم بعض الدول.
وكانت القاهرة أطلقت في فبراير/ شباط 2015، خطة لمحاربة الإرهاب في سيناء وإعادة إعمارها، وذلك مع تخصيص ميزانية قدرها 1.4 مليار دولار لهذين الغرضين.
وعملية "سيناء 2018" هي عملية شاملة لمحاربة الإرهاب وإحكام السيطرة على الحدود المصرية، واستخدم فيها السلاح البري والبحري والجوي.
ملف سد النهضة
لطالما كانت مقولة "مصر هبة النيل" راسخة في عقول المصريين منذ الفراعنة حتى الآن، الأمر الذي يجعل أي محاولة للإضرار بحصة مصر المائية من نهر النيل، تتطلب اهتماما ومواجهة.
وقال السفير هاني خلاف: إن مصر تولي اهتماما كبيرا بملف سد النهضة، وتعمل على "توسيط الشقيق السوداني والتعاون معه في ضوء البوادر الطيبة التي أبداها الرئيس عمر البشير في زيارته الأخيرة إلى مصر الشهر الماضي".
واقترح "خلاف" إمكانية الاستفادة من حلول يمكن أن يقدمها وسطاء دوليون، في حال تم استقدامهم للتعاون في هذه المشكلة، داعيا لتطوير القدرات المائية لمصر.
وخلال فترته الرئاسية الأولى، قام السيسي بـ4 زيارات لإثيوبيا لحل الأزمة، ويعد ملف سد النهضة، الذي تصر إثيوبيا على بنائه دون تقديم ضمانات كافية تحفظ الحقوق المائية المصرية، من أبرز الملفات الأمنية التي تواجه القطر المصري.
وفي حين نقول القاهرة إن سد النهضة سيؤدي إلى تدمير مساحات من الأراضي الزراعية، ويجور على الحصة التاريخية المصرية من مياه النيل المقدرة بنحو 55 مليار متر مكعب، تؤكد أديس أبابا أن السد ضرورة لتطوير البلاد، وعلى دولتي المصب (مصر والسودان) عدم التخوف بشأنه.
الحلم النووي المصري
في ديسمبر/ كانون الأول الماضي شهد الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، توقيع عقد إنشاء أول محطة نووية مصرية سلمية في منطقة الضبعة، شمال غرب القاهرة، بتمويل روسي، وذلك كخطوة إجرائية بعد الإعلان عن المشروع منذ عام 2002.
وتتكون المحطة من 4 مفاعلات نووية سلمية، بقدرة إنتاجية 1200 ميجاوات للمفاعل الواحد، وذلك بهدف توليد الكهرباء.
وحول حجم التمويل، يمول الجانب المصري 15% من مجموع كلفة المشروع، البالغة 21 مليار دولار، في حين تمول روسيا 85% من التكاليف كقرض سنوي بفائدة 3%، يسدد الجانب المصري أول قسط منه عام 2029.
ومن المتوقع الانتهاء من محطة الضبعة بحلول 2028- 2029، علي أن تقدم الشركة الروسية الخدمة للمفاعلات الأربعة لـ60 عاما، وفقا لأليكسي ليخاتشيوف، رئيس شركةروس اّتوم حيث تتولى هذة الشركة إنشاء المحطة.
رؤية 2020
تستهدف القاهرة من خلال خطة التنمية متوسطة المدى (2018 – 2020) إلى زيادة معدل النمو الاقتصادي من 4% إلي 4.6%عام 2018، ليصل إلى 6% خلال عام 2020.
وفي هذا السياق، شدد طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، على ضرورة أن يشعر المواطن المصري بثمار الإصلاحات الاقتصادية، فتتوازى المؤشرات والخطط مع الطموحات الشعبية.
وبدوره، توقع هشام الحلبي استمرار الرئيس السيسي في الإصلاحات الاقتصادية، موضحا أنه استطاع خلال الفترة الأولى تحقيق عدد من المشروعات في مدة قصيرة مثل اكتشاف حقل ظهر ومشروع شق تفريعة جديدة من قناة السويس، وذلك رغم صعوبة الوضع الاقتصادي.
وحول العاصمة الإدارية الجديدة التي أعلنتها الحكومة المصرية في مارس/ اآذار 2015، من المتوقع أن يؤدي إعادة انتخاب السيسي للتقدم بخطى أكبر في ذلك المشروع الذي يقع بين القاهرة الكبرى وقناة السويس على مساحة 170 ألف فدان.
القضايا الاجتماعية
"البطالة والأمية والجهل من أهم التحديات التي تواجه مصر".. بهذه الكلمات لخص الرئيس السيسي أبرز القضايا المجتمعية التي تواجه الدولة، وتسعى الحكومة لحل مشاكلها.
وفي جلسة حول تحديات تواجه الشباب في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أوضح السيسي أن النمو على مدى 50 عاما يعيق تحسن أحوال المصريين، خاصة أن "النمو السكاني بهذه الزيادة يأكل كل الجهود التي تصنعها الدولة ولكي يتحقق لابد ألا يقل عن 7.5 فيما فوق".
وتابع أن قضية الزيادة السكانية لم تواجه بشكل مناسب؛ لأنها قضية مجتمعية، ولا يقتصر مواجهتها على مؤسسات الدولة فقط، مضيفا: "إننا نريد إنسانا راقيا ومتعلما وليس مسألة عدد، حيث إن هناك أسرا غير قادرة على الإنفاق على 4 أفراد".
ملفات أخرى
وعلى أجندة السيسي أيضاً هناك ملفات أخرى تطرح نفسها بقوة خلال فترته الثانية، منها الأزمة الفلسطينية والليبيبة والسورية، فضلا عن المقاطعة العربية مع قطر لدعمها الإرهاب.
وفي هذا الصدد، أشار مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون العربية هاني خلاف إلى أن القضية الفلسطينية هي أحد أركان أي سياسة خارجية مصرية بغض النظر عن من هو الرئيس، موضحا أن الأزمة الليبية ملف مهم أيضا "لما تعسكه تلك الشقيقة المجاورة من فوضى أو استقرار على الأمن القومي المصري".
وتابع أن أمن الخليج على رأس أولويات السياسية الخارجية المصرية، لافتاً إلى أن العنت القطري وعدم الاستجابة لمطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، يسهمان في استمرار الأزمة مع الدوحة.