فيديو.. خبراء يشرحون لـ"العين الرياضية": كيف يوقف الأهلي إصاباته
خبراء في الطب الرياضي يشرحون لـ"بوابة العين الرياضية" كيف يوقف الأهلي المعاناة من الإصابات.. تعرف على التفاصيل
يعاني النادي الأهلي المصري من شبح الإصابات الذي يطارد لاعبيه منذ بداية الموسم، والذي اعتبره النقاد والمحللون أحد أسباب ابتعاد المارد الأحمر عن المنافسة على الدوري المصري.
وتجاوزت نسبة الإصابات في الأهلي الفترة الأخيرة الحد المعقول، حتى أصبح خروج الفريق من أي مباراة دون حدوث إصابة لأحد لاعبيه أمرا يثير الاستغراب والسخرية من جانب الجماهير.
وتعددت أنواع الإصابات بين اللاعبين في الأهلي إلا أن الإصابات العضلية باتت الشبح الأكبر، كذلك لم تقتصر الإصابات على اللاعبين الموجودين في الفريق منذ بداية الموسم، بل وصل الأمر لإصابة أغلب من انتقلوا للأهلي في موسم الانتقالات الشتوي في يناير/كانون الثاني، بواقع 6 من 7 لاعبين.
وضمت قائمة الإصابات في الأهلي ٢١ لاعبا هم: سعد سمير ومحمد نجيب وعلي معلول وحسام عاشور وأحمد فتحي وباسم علي وهشام محمد وجونيور أجايي ووليد أزارو وصلاح محسن ومروان محسن ووليد سليمان وعمرو السولية ومحمد الشناوي وعمرو جمال، بالإضافة إلى الوافدين الجدد حسين الشحات ورمضان صبحي وجيرالدو دي كوستا وياسر إبراهيم ومحمد محمود وحمدي فتحي، فضلا عن تجدد إصابة رامي ربيعة خلال المران الذي يغيب عن الفريق منذ يناير 2018.
واستعاد الأهلي في الفترة الأخيرة معظم اللاعبين المصابين، ويتبقى فقط وليد سليمان ومروان محسن ومحمد نجيب وأزارو ومحمد محمود وياسر إبراهيم وعمرو جمال.
الأهلي يسعى لحل الأزمة
واتخذ مجلس إدارة الأهلي عدة خطوات من أجل الوقوف على أسباب الإصابات وحل الأزمة والنهوض بالجهاز الطبي في قطاع الكرة، حيث وقع المجلس عقدا جديدا من أجل شراء جهاز استشفاء جديد "كرايو" ويعد هذا الجهاز الأحدث في المجال الطبي، فيما يتعلق بعملية إعادة وتأهيل واستشفاء اللاعبين عقب التدريبات والمباريات، وتعتمد عليها المنتخبات والأندية العالمية في عمليات الاستشفاء بالشكل العلمي الدقيق والناجح.
وقرر محمود الخطيب، رئيس مجلس إدارة النادي، تشكيل هيئة لتطوير المنظومة الطبية برئاسة الدكتور أحمد عبدالعزيز كبير أطباء العظام في مصر، وعضوية كل من الدكتور ياسر المليجي أستاذ إصابات الكتف، والدكتور أحمد خليف أستاذ إصابات الكاحل، وينضم إليهما أستاذ قلب وأوعية دموية.
ووفقا لما جاء في قرار مجلس الأهلي، فالهيئة الطبية ستقوم بتشخيص الإصابات بالتنسيق الكامل مع الجهاز الطبي بالفريق، على أن تكون هناك رعاية متكاملة للاعب المصاب من الاتجاهات كافة، بما يضمن عدم تكرار الإصابة وتقليص فترة العلاج.
كما كلف خالد مرتجي، عضو مجلس إدارة النادي، بتشكيل لجنة لدراسة ملف أرضية ملعب التتش الذي يقام عليه مران الفريق.
كيف يرى الطب الرياضي أزمة الإصابات؟
وفي هذا الإطار، تواصلت "بوابة العين الرياضية" مع الدكتور محمد القباري اختصاصي التأهيل والمتخصص في إصابات الملاعب، الذي أكد في تصريحات خاصة لـ"بوابة العين الرياضية" أن الإصابات لها أكثر من عامل متسبب بها، أهمها ثقافة اللاعب والنمط الحياتي، مشددا على أن هناك بعض اللاعبين لا يعترفون بشعورهم بألم خوفا من استبعادهم من المباريات أو القائمة.
وأضاف القباري أن الضغوط النفسية التي يعاني منها بعض اللاعبين الناتجة عن ضغط المباريات ورغبتهم في الظهور بشكل مشرف أمام المدرب والجماهير، يعتبر أحد الأسباب التي تؤدي إلى كثرة الإصابات وتفاقمها، حيث يبذل اللاعب مجهودا أكبر من قدرته ويتحامل على نفسه فيتعرض للإصابة.
وأكد اختصاصي التأهيل أن التعاقد مع اللاعبين وتعامل الأجهزة الطبية والأحمال معه دون معرفة خلفية عن تاريخه الطبي يؤدي إلى حدوث العديد من الأزمات، فمن الممكن أن يكون اللاعب، قد أصيب إصابة سابقة فيكون لها تعامل مختلف في التأهيل أو الإحماء أو حتى مدة وجوده في الملعب.
ومن ناحية أخرى، تحدث الدكتور شريف عزمي استشاري التغذية وعضو الاتحاد الإفريقي للطب الرياضي، في تصريحات خاصة لـ"بوابة العين الرياضية"، عن أن إجراءات الوقاية من الإصابات خير من البحث عن علاجها، مؤكدا أنه على جميع الأندية أن تبحث أولا عن أسباب الإصابة لا علاجها، مشيرا إلى أن الأندية تدفع أموالا باهظة في شراء اللاعبين والأجهزة الفنية، إلا أنها لا تبحث عن التعاقد مع جهاز طبي كامل للعمل بشكل صحيح من أجل عدم الوقوع في فخ الإصابات المتكررة.
وقال عزمي إنه لا يعقل أن يكون هناك 17 إصابة عضلية خلال 3 أشهر في صفوف أكبر نادٍ بأفريقيا، مؤكدا أنه يشفق على الأجهزة الطبية بالأندية لأنها تعمل منقوصة.
وأوضح عضو الاتحاد الأفريقي للطب الرياضي، أن أي جهاز طبي، خاصة في المنتخب والأندية الكبيرة مثل الأهلي والزمالك والذين يعانون من ضغوط المباريات المحلية والأفريقية، لابد أن يحتوي على طبيب مسؤول عن العظام وآخر عن الإصابات، ومسؤول عن التأهيل وطبيب تغذية، وآخر مسؤول عن التأهيل النفسي للرياضيين.
وأضاف عزمي أن الطب الرياضي في مصر لا يعاني نقصا في الأجهزة، مشددا على أن الأجهزة متوفرة وتكلفتها ليست كبيرة، وإنما الأزمة في استيعاب أن هناك متخصصين في كل أمر يجب الاستعانة بهم.
وأشار إلى أنه خلال عمله بأحد الأندية أوضحت القياسات أن هناك 4 لاعبين يعانون من الإجهاد وعلى مشارف التعرض للإصابة ويجب إراحتهم، إلا أن الجهاز الفني اعتبر ذلك تدخلا في عمله.
وأكد عزمي أن النظام الغذائي الخاص بكل لاعب ومعدل شرب الماء، والابتعاد عن المنشطات ومشروبات الطاقة التي تحدث ضررا أكثر من تحقيق منفعة تعتبر من أكثر العوامل المؤثرة في الحفاظ علي اللاعب بعيدا عن شبح الإصابات.
واختتم بأن السفر والإرهاق وقيادة السيارات لمسافات بعيدة قبل المران وضغط المباريات، والإحماء غير الصحيح أيضا من العوامل التي تؤثر على اللاعب وتعرضه للإصابة.