خبراء في فعالية ضد الإرهاب بفرنسا: الجماعات المتطرفة آفة تهدد أوروبا
جامعة بوردو تكرم خلالها الدكتور جمال سند السويدي
المشاركون يؤكدون أن منع انتشار وباء الإرهاب واجب على المثقفين عبر نشر التعليم والكتابات التي تكافح الأفكار المتطرفة الهدامة.
أكد خبراء في مكافحة الإرهاب أن الجماعات المتطرفة أصبحت آفة حقيقية تهدد أوروبا، وأن منع انتشار وباء الإرهاب واجب على المثقفين عبر نشر التعليم والكتابات التي من شأنها مكافحة هذه الأفكار المتطرفة الهدامة.
جاء ذلك في يوم عمل بحثي استضافته جامعة بوردو مونتانين الفرنسية المرموقة، الأربعاء الماضي تناول "الجهود الفكرية في مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة"، في إطار الحملة الأوروبية لمكافحة التطرف والإرهاب.
وشارك في يوم العمل البحثي عدد كبير من الأكاديميين والباحثين والمختصين من عدة دول أوروبية وعربية مثل المغرب، الإمارات العربية المتحدة، فرنسا، إسبانيا، بلجيكا، من أبرزهم: الدكتور جمال سند السويدي مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي.
وركز يوم العمل الذي عقد بقاعة "جان بورد" في مقر "مركز علوم الإنسان" في الجامعة الفرنسية ونُظم من قبل "جمعية الصحافة الأوروبية للعالم العربي" في باريس ودائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس، بالتعاون مع مركز الأبحاث والدراسات "ميكا" في جامعة بوردو مونتانين؛ على موضوعات مهمة، بينها أهمية الفكر في مواجهة التطرف والإرهاب، ودور المفكرين في محاربة انتشار التطرف، والدعم الذي يحتاج إليه المفكرون في مواجهته، ومحاربة الفكر المتطرف بالأفكار المعتدلة.
كما شارك أيضا في الفعالية البروفيسور جان جاك شوفال الأستاذ في جامعة بوردو مونتانين، الدكتور نوبل أكام الأستاذ المشارك في جامعة بوردو مونتانين، الدكتور مختار بن هندا الأستاذ المشارك في جامعة بوردو مونتانين، الدكتورة رندة صايغ أستاذة الثقافة واللغة العربية بجامعة ألفونسو العاشر في مدريد،
وكان من بين الحضور الدكتور محمد علي بن هويدن رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، الدكتور عبدالحق عزوزي أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية في المغرب، الدكتور أحمد علي محمد المرزوقي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، جان فالير بالداكينو رئيس دائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس.
وأكد الدكتور نضال شقير رئيس جمعية الصحافة الأوروبية للعالم العربي في باريس، خلال الكلمة التمهيدية لهذا اليوم، أن "هذا النشاط هو أساسي في إطار دعم وتشجيع الجهود الفكرية في مواجهة الأفكار المتطرفة التي غزت واستحوذت على عقول الكثيريين خاصة من الشباب في المجتمعات الأوروبية، وعليه فإن التوعية الفكرية أمر واجب، كما هو واجب محاربة الفكر بالفكر، للحد من خطورة تلك الأفكار المتطرفة".
وفي القسم الأول من اليوم ناقش المشاركون الدور الذي يجب أن يضطلع به المفكرون في مكافحة ظاهرة التطرف، التي تفاقمت خطورتها بشكل غير مسبوق، وأصبحت من أكبر التهديدات التي تواجه المجتمعات الإنسانية في كل مكان، حيث أكد المشاركون أن التخلص من هذه المشكلة المعقَّدة مسؤولية الجميع.
وشدد الدكتور نوبل أكام الأستاذ المشارك في جامعة بوردو مونتانين على أهمية تكوين الإنسان قبل تدريب المهنيين، وضرورة أن تكون للمثقف مواقف مدروسة وملتزمة في مواجهة التطرف لأنه ناتج عن جهل وسوء الفهم والخوف من الآخر.
وعبر الدكتور أحمد علي محمد المرزوقي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الإمارات العربية المتحدة عن أسفه لأن المجموعات المتطرفة تتزايد يوما بعد يوم، واعتبر أن من واجب المثقف أن يمنع انتشار هذا الوباء عبر نشر التعليم والكتابات التي من شأنها مكافحة هذه الأفكار المتطرفة الهدامة.
وفي السياق ذاته، اعتبرت الدكتورة رندة صايغ أستاذة الثقافة واللغة العربية بجامعة ألفونسو العاشر في مدريد أن للتعليم والثقافة دورين كبيرين في منع التطرف من خلال فهم الخلفيات الثقافية، فالإرهاب نوع من السلوك تصعب دراسته، ومن المهم منعه قبل تفاقمه، لأنه تهديد قائم على الكراهية وسوء التأويل.
من جهته، اعتبر البروفيسور جان جاك شوفال الأستاذ في جامعة بوردو مونتانين أن الكتابة هي السلاح الفكري للمثقف، مشددا على ضرورة التزام الفكر في حظر اللامبالاة التي تبرر التطرف.
وتحدث الدكتور عبدالحق عزوزي أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية في المغرب عن الخطوات اللازمة لمحاربة التطرف، ومنها مراجعة الكتب المدرسية والجامعية، وتكوين المعلمين، وكذلك إعادة صياغة الفكر الديني العام وتنقيحه من الأفكار المتطرفة والمضللة، مشيدا بأهمية كتاب "السراب" كمرجع يسهم في تصحيح هذا المسار من خلال ما يقدمه من طروحات في نشر التسامح وشرح لطريقة عمل الجماعات المتطرفة.
وفي القسم الثاني من اليوم البحثي ناقش المشاركون كتاب "السراب" للدكتور جمال سند السويدي مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي، الذي شدد في كلمته على أهمية ثقافة التسامح التي هي نقيض عقيدة الجماعات المتطرفة.
أما الدكتور محمد علي بن هويدن رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الإمارات العربية المتحدة فاعتبر أن هذا الكتاب العلمي يقدم بشكل تجريبي بعض النتائج، وأنه أكثر الكتب شمولية حول الجماعات المتطرفة.
من جهته، شدد جان فالير بالداكينو رئيس دائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس على أهمية هذا اليوم البحثي، واعتبر أن "الإرهاب المتطرف هو آفة كبيرة باتت تضع المجتمع الأوروبي في خطر كبير، لأنه أصبح حقيقة ملموسة وواقعية. وبالتالي تجب مواجهة هذا الخطر فكريا أولاً وقبل أي شيء".
كما أثنى رئيس دائرة البحث والتحليل الجيوسياسي على أهمية كتاب "السراب"، ووصفه بأنه مرجع مهم يحتذى به في إطار هذه المواجهة الفكرية وتوعية المجتمعات من خطر الجماعات المتطرفة. وقدم في نهاية هذا اليوم الدرع التقديرية الخاصة بالدائرة إلى الدكتور جمال سند السويدي مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي لجهوده في إطار مكافحة التطرف.