منتدى الاتصال الحكومي بالشارقة يناقش تمكين القوى العاملة
خبراء اتصال مشاركون في منتدى الاتصال الحكومي يقولون إن 47% من الوظائف التي نعرفها اليوم ستختفي خلال الـ30 عاماً.
أكد خبراء اتصال محليون وإقليميون في جلسة حوارية رئيسية شهدتها فعاليات اليوم الثاني من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2019 في الشارقة، أن الوظائف الروتينية والوظائف الخالية من المشاعر لن يكون لها مكان في وظائف المستقبل خلال الأعوام العشرة المقبلة نتيجة التطور التكنولوجي السريع الذي تشهده البشرية، حيث سعت الجلسة إلى تقديم رؤية استشرافية حول الوظائف المتوقع أن تزداد الحاجة إليها في المستقبل مع مراعاة الخصوصية الاقتصادية والاجتماعية لكل دولة.
- "منتدى الاتصال الحكومي".. منصة ملهمة للأجيال الناشئة
- منتدى الاتصال الحكومي يدشن أكبر قاعدة معلوماتية لخدمة الطلبة والباحثين
وبحثت الجلسة، التي جاءت تحت عنوان "ثقافة مهارات المستقبل: التصدي لظاهرة اختفاء الوظائف"، دور الاتصال الحكومي في التوعية بشأن وظائف المستقبل والتنسيق مع مؤسسات القطاع الخاص تمهيداً للتغييرات الهيكلية المتوقعة في سوق العمل وأهمية بناء الشراكات وتوزيع الأدوار لمواجهة التحدي الناجم عن الحاجة إلى مهارات ووظائف المستقبل والدور المطلوب من وسائل الإعلام لدعم الحملات الحكومية الرامية إلى التوعية بهذه الفرص.
وتحدث في الجلسة كل من حسين محمد المحمودي الرئيس التنفيذي لشركة الأعمال التجارية للجامعة الأمريكية في الشارقة الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا، والدكتور علي المري الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، والدكتور عبداللطيف محمد الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا، والدكتور عدي الطويسي أستاذ مساعد ومدير مركز التعلّم الإلكتروني في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا في الأردن، وأدار الجلسة حسن يعقوب المنصوري أمين عام مجلس الشارقة للإعلام.
وركزت الجلسة على مهمة الاتصال الحكومي في تمكين كل من القوى العاملة وأصحاب العمل في التصدي لهذا التحدي التنموي الكبير وذلك عبر 5 محاور تضمنت رؤية استشرافية لوظائف المستقبل والاتصال الحكومي ومهن المستقبل ودور الاتصال الحكومي في توعية مؤسسات القطاع الخاص بمهارات المستقبل وبناء الشراكات وتوزيع الأدوار لمواجهة هذا التحدي وكيفية وضع استراتيجية إعلامية وطنية لمواجهة بطالة المستقبل.
وأجمع المتحاورون على أن الحكومات تواجه تحدياً كبيراً في التعامل مع التغيرات الجذرية التي ستنتج عن الانخراط المتزايد للتكنولوجيا في الاقتصاد في ظل الثورة الصناعية الرابعة، مضيفين أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي والروبوتات والمركبات ذاتية القيادة وتكنولوجيا النانو وغيرها تركت الحكومات أمام معضلة كبيرة لا مفر منها وهي ظاهرة اختفاء الوظائف التي تنبئ بخطر المزيد من البطالة وتنامي التفاوت الاقتصادي والاجتماعي وبالتالي تفاقم الفقر.
وأشاروا إلى أن 47% من الوظائف التي نعرفها اليوم ستختفي خلال الـ30 عاماً المقبلة وفق الكثير من الدراسات المتخصصة، موضحين أن الروبوتات اليوم بدأت تتولى مطاردات الشرطة والحفاظ على أمن المنشآت وإيصال طلبيات من المطاعم وقيادة سيارات الأجرة والقيام بالأعمال المنزلية، إضافة إلى مظاهر الأتمتة التي نشهدها في الكثير من القطاعات والاستعاضة عن البشر في المهام المتكررة في جميع أنواع الصناعات والزراعة.
وذكر المحمودي أن الإمارات بدأت منذ عدة سنوات بخطوات مهمة للتأسيس لمهارات المستقبل عبر مخرجات التعليم، مشيراً إلى ريادة إمارة الشارقة في الاستثمار بتعليم المستقبل عبر الكثير من الخطوات، ومنها تأسيس شركة تجارية تابعة لجامعة الشارقة لتطوير البيئة البحثية والابتكارية بشكل كامل إضافة إلى مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا الذي يعد حاضنة لريادة الأعمال.
من جانبه، قال عبداللطيف محمد الشامسي: إن استشراف وظائف المستقبل أمر مهم لكن الأهم معرفة المهارات المطلوبة لهذه الوظائف وضرورة بناء الشراكات وتوزيع الأدوار لمواجهة التحدي المشترك عبر تشجيع المبادرات الفردية والمؤسسات الداعمة للشباب على نشر الوعي حول مهارات ووظائف المستقبل ووضع استراتيجيات إعلامية ضد بطالة المستقبل وتشجيع مختلف شرائح المجتمع على المساهمة في الحل.
ولفت الشامسي إلى تجربة مجمع كليات التقنية العليا في إدخال برامج مهنية واحترافية تواكب التطور التكنولوجي الذي تشهده البشرية والتركيز على المهارات المستقبلية من خلال القطاعات التجارية.
من جانبه، أكد علي المري أن تنبؤ الحكومات باختفاء الكثير من الوظائف في المستقبل والعمل على مواجهة هذا التحدي أمر غاية في الأهمية، مشيرا إلى أن الأهم من ذلك هو ما يجب على الأفراد فعله عبر تغيير سلوكياتهم ونظرتهم للتعليم وجعله أسلوب حياة، وانتقالهم من متلقين للتعليم إلى ساعين له في كل زمان ومكان.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEwNCA= جزيرة ام اند امز