خبراء: الجيش الليبي سيكسر غرور تركيا ولن يسمح بغزو سرت
الخبراء يرون أن رفض المليشيات لمبادرة القاهرة سيؤدي إلى تصعيد عسكري لإجبارهم على الالتزام بها وإخراج المرتزقة الأجانب
قال عدد من الخبراء السياسيين والعسكريين الليبيين إن رفض المليشيات لمبادرة القاهرة لحل الأزمة الليبية سيؤدي إلى تصعيد عسكري لإجبارهم على الالتزام بوقف إطلاق النار وإخراج المرتزقة الأجانب.
وتابع الخبراء في أحاديث خاصة لـ"العين الإخبارية" أن مبادرة القاهرة هي الحل والخيار الوحيد للتوصل لتسوية سلمية للأزمة الليبية.
وأكدوا أن الجيش الليبي لن يسمح للمليشيات بالتقدم تجاه مدينة سرت، وأنه قد يتجه نحو مصراتة إن لزم الأمر لكسر غرور تركيا بشأن وهم الانتصارات التي ادعتها بعد التزام الجيش الليبي والتراجع عن تمركزاته داخل الحدود الإدارية لطرابلس.
- ميركل للسيسي: مبادرة مصر حول ليبيا امتداد لمؤتمر برلين
- سلاح الجو الليبي يستهدف تمركزات المليشيات غرب سرت
سلاح ردع
ومن جانبه برى العميد الركن شرف الدين بن سعيد العلواني، الخبير العسكري الليبي، أن الجيش الوطني مستمر في محاربة الإرهاب وتطهير البلاد من كل تهديد محتمل، وأن مبادرة القاهرة كانت الفرصة الأخيرة أمام المليشيات لإبراء الذمة ووضع العالم أجمع أمام مسؤولياته.
وأوضح لـ"العين الإخبارية" أن الجيش الليبي سيعمل كل ما يجب للمحافظة على السيادة الوطنية والحفاظ على المدنيين والقصف المدفعي العشوائي من الأعداء برا وبحرا وجوا من جهة، ومن جهة أخرى الحفاظ على المقاتلين في حرب استنزاف للمليشيات لإجبارهم على الموافقة على المبادرة بكل بنودها.
وأشار إلى أن الجيش الليبي لن يرضى أن تكون ليبيا قاعة للهاربين من عدالة القضاء وساحة لتحقيق أمجاد المحتل التركي، وأن الجيش الوطني ملزم بالرد على أي خروقات لقفو إطلاق النار، وهذه المرة بموافقة كل الدول وبخاصة أعضاء مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة.
وأشار العلواني إلى أن الجيش الليبي ليس أمامه إلا إجبار تركيا على مغادرة ليبيا وسيكون عليه التحرك مع التيار وليس عكسه للهجوم نحو الهدف الرئيسي مباشرة عبر الساحل من سرت إلى أبوقرين والسدادة ثم تاورغاء ومنها إلى مصراته - حيث رأس الأفعى.
وأشار إلى أن وصول القوات إلى مصراتة سيجفف أطرافها فيما بعدها سواء "زليطن أو الخمس أو مسلاته" أو غيرها من القاربولي حتي تاجوراء.
ونوه إلى أن الجيش الليبي سيعمل على تقوية سلاح ردع للمليشيات بالحشد والتجهيز وإعداد أسراب طيران قوي وأسطول بحري قادر علي المناورة والهجوم وإعادة تشكيل وتنظيم الكتائب والسرايا.
كسر الغرور
ومن جانبه يرى المستشار حامد فارس، الخبير في الشؤون العربية، أن المبادرة المصرية ستدفع تركيا إلى الانسحاب من الداخل الليبي بضمانات دولية وأنها ستكون مجبرة عن التراجع ولو متأخرة بعض الوقت.
وتابع فارس لـ"العين الإخبارية" أن تركيا تعدت الخطوط الحمراء ولم تلتزم بأي من تعهداتها وأن محاولتها الاقتراب من سرت والهلال النفطي التي بها مصالح نحو ٩ دول على أقل تقدير سيكون نهاية تحركاتها في ليبيا.
وأضاف أن تركيا ستجد نفسها مضطرة إلى إخراج مرتزقتها وستسحب مستشاريها وستعود المليشيات من النقاط خارج التفاهمات الدولية بالانسحاب من طرابلس وإلا فإنها قد تخسر المعركة نهائيا وستقوم حرب عالمية عليها، ما يؤكد أن المبادرة المصرية لم تفشل ولكنها ستأخذ وقت لتحقيق أهدافها.
وتابع أن القوى الدولية الصامتة لن تصمت في حالة تحول أمنها القومي أو مصالحها الاقتصادية للضرر بسبب أطماع أردوغان، وقد يفقد رأس الأفعى مصراتة نفسها ويتلقى درسا قويا بداخلها لكسر غرورها ويعلم ان انسحاب الجيش من طرابلس لم يكن هزيمة وانما كان احتراما لمطالب دولية، بحسب قوله.
مستقبل غامض
ومن جهته أكد دكتور يوسف الفارسي، أستاذ العلوم السياسية جامعة عمر المختار بدرنة الليبية، أن مبادرة القاهرةلحل الأزمة اللليبية تواجه رفضا من قبل المليشيات سواء من خلال البيانات المتتالية أو من خلال واقع الاشتباكات على الأرض.
ويرى الفارسي، وهو باحث متخصص في شؤون الأمن القومي والإقليمي، أنه حال عدم تطبيق المبادرة أو الاستجابة إليها فإننا سنكون أمام سيناريوهين محتملين، أحدهما: سياسي، والآخر: عسكري وهو الأقرب.
وأوضح أن المليشيات التي رفضت المبادرة التي تم الإعلان عنها في القاهرة رغم الدعم الدولي لها، قد تتقدم من خلال طرف ما لسيناريو الحل السياسي التقسيمي، بتقسيم البلاد إلى أقاليم ثلاث والعودة إلى ما قبل الدولة الموحدة.
ونوه إلى أن هذا السيناريو لمستقبل ليبيا السياسي الذي سيفرضه المجتمع الدولي وإن كان أمرا يصعب تحقيقه على الأرض وذلك بسبب عوامل داخلية وخارجية، إضافة إلى أن التقسيم أصلا ليس في صالح تركيا والغرب الليبي.
وأوضح أن "آبار النفط كلها في الشرق، وأيضا خرائط المذكرة البحرية بين أردوغان- السراج تجعل الشرق الليبي هو الجار المائي لتركيا وليس الغرب، ما يمحي هذه الاتفاقية ويجعلها عديمة الأثر".
وأشار إلى أن السيناريو العسكري هو الأقرب حال استمرار حالة الاقتتال والفوضى وانتشار فوضى السلاح في ظل ضعف وهشاشة مؤسسات الدولة الرسمية وانتشار الفساد والمحاصصة.
إضافة إلى استمرار الصراعات بين القبائل والمناطق ضد التشكيلات المسلحة والارهابية التي لاتعترف بوجود الدولة مع انتشار ثقافة سحق الخصم وغياب ثقافة التعايش السلمي والتداول السلمي على السلطة من قبل حكومة الوفاق غير الشرعية.
ونوه إلى أن كل ذلك سيؤدي إلى إضعاف وتفتيت الهوية الوطنية وهذا يعني فشل الخطط المعلنة للإصلاح والمصالحة، ولن يكون هنالك حل إلا إجبارهم على المبادرة بالقوة.
ودخل قرار وقف إطلاق النار في ليبيا، صباح الإثنين، باقتراح مصري ورعاية وترحيب دولي وأممي، إلا أن المليشيات لا تزال تنتهك القرار، ما دفع سلاح الجو الليبي لاستهداف عدة أرتال متحركة تابعة للمليشيات قرب سرت والجفرة.
والسبت، طرحت القاهرة مبادرة بحضور رئيس مجلس النواب اللليبي عقيلة صالح والقائد العام للجيش اللليبي المشير خليفة حفتر، تضمن العودة للحلول السلمية في ليبيا حيث لاقت تأييدا دوليا وعربيا واسعا.
وتضمنت المبادرة المصرية التأكيد على وحدة وسلامة الأراضي الليبية واستقلالها، واحترام كافة الجهود والمبادرات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والعمل على استعادة الدولة الليبية لمؤسساتها الوطنية مع تحديد آلية وطنية ليبية ليبية ملائمة لإحياء المسار السياسي برعاية الأمم المتحدة.
وسبق ذلك أن دعت البعثة الأممية للدعم في ليبيا إلى العودة للمسار التشاوري العسكري 5+5 مرحبة بقبول الليبيين لهذه الخطوة.