خبراء: فرماجو يتخلى عن جنسيته الأمريكية لتصفية خصومه
الخبراء يؤكدون أن فرماجو يريد الترشح للانتخابات القادمة، ويستغل الخطوة لتقديم نفسه لاستعادة شعبيته المنهارة وابتزاز المرشحين الآخرين
أكد خبراء ومحللون سياسيون صوماليون أن الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو تخلى عن جنسيته الأمريكية لتحقيق عدة مكاسب من أهمها إنقاذ شعبيته المنهارة، وتصفية خصومه داخل مؤسسات الدولة، وضرب محاولات البعض الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة 2020.
- بموضة "صنع في الصومال".. مصممون يتحدّون أزمات السياسة
- تسريب قطر ورد الصومال.. تواطؤ يفضح فرماجو و"الحمدين"
وأعلنت الرئاسة الصومالية الخميس الماضي تخلي فرماجو عن جنسيته الأمريكية، وقالت في بيان إن الرئيس فرماجو اختار التخلي عن الجنسية الأمريكية رغم أن الدستور الفيدرالي الصومالي الانتقالي يسمح بازدواج الجنسية للمواطنين.
وشدد خبراء في تصريحات لـ"العين الإخبارية" على أن فرماجو يبحث عن استعادة شعبيته المنهارة بعد التفجيرات الدامية التي ضربت قلب مقديشو، والكشف عن تورط الدوحة ومسؤولين كبار في الدولة بتفجيرات ميناء بوصاصو، وتنسيقهم مع حركة الشباب والسفير القطري في مقديشو.
وأشاروا أيضا إلى أن فرماجو يريد تصفية خصومه وأغلبهم من أصحاب الجنسية المزدوجة، بجانب رغبته في تمرير قانون التخلي عن الجنسية المزدوجة في البرلمان كشرط لتولي المناصب الحساسة في الدولة.
وبحسب إحصائيات رسمية، فإن ثلث الصوماليين لديهم جنسية أخرى.
وكشفت صحيفة "صوم تريبون" الصومالية عن أن فرماجو سعى من وراء الخطوة وضع شريكه في القيادة رئيس الوزراء حسن علي خيري الحاصل على الجنسية النيرويجية، في موقف حرج بعدما تحدثت الأنباء عن رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية 2020.
وأوضحت أن موقف خيري أصبح صعبا خاصة مع سعي فرماجو لتمرير قانون يشترط التخلي عن الجنسية المزدوجة لتولي المناصب الحساسة في الدولة، ويسمح له بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقالت الصحيفة إن خيري عزز شعبيته في الآونة الأخيرة بعدما قاد مفاوضات بدت ناجحة مع بعض حكام الأقاليم المناوئين لفرماجو، وكشف رغبته لحكام الولايات الترشح في الانتخابات القادمة وطلب دعمهم.
إخفاقات فرماجو
وقال المحلل السياسي الصومالي محمد نور سيدو، إن فرماجو يريد تحقيق عدة أهداف أهمها استعادة شعبيته المنهارة، بعد فشله في محاربة الشباب الإرهابية، وضعف موقفه السياسي وعدم قدرته على حسم الخلافات مع حكام الولايات، بل وتأجيجها.
وأضاف سيدو أن فرماجو يريد ابتزاز قادة المعارضة عبر التلويح بورقة الجنسية المزدوجة، كون أغلب السياسيين الصوماليين لديهم جنسية أخرى، وتحقيق نصر سياسي لتغطية فشله في الملفات الأمنية والاقتصادية.
وتابع أن توقيت اختياره للتخلي عن الجنسية بعث رسالة للرأي العام مفادها أن فرماجو لا يريد التخلي عن الحكم، وينوي الترشح للانتخابات القادمة رغم الرصيد الكبير من الإخفاقات.
وقلل المحلل السياسي الصومالي من فائدة خطوة فرماجو، لأن شعبيته سببها فشله الشخصي في الاحتفاظ بالدستور الفيدرالي، وتراجعه عن جميع تعهداته السابقة.
وبدوره قال السياسي الصومالي عبدالرحمن عبدالشكور القيادي في حزب ودجر إن فرماجو لم يعد يملك أي أدوات لإقناع الصوماليين خصوصا بعد فشله في ملف الأمن.
وأضاف أن الخطوة كانت مطروحة منذ فترة داخل أروقة الرئاسة، ولكن فرماجو يقوم بتأجيلها وأقدم على إعلان تخليه عن الجنسية كمحاولة للفت انتباه الشارع.
وشدد المحلل السياسي الصومالي عبدالرحمن سعيد على أن فرماجو يسعى من وراء هذه الخطوة تصفية خصومه داخل مؤسسات الدولة، والتشكيك في نزاهة بعضهم.
وقال إن الرئيس يريد الترشح للانتخابات القادمة، ويستغل الخطوة لتقديم نفسه وابتزاز المرشحين الآخرين، متسائلا لماذا لم يقدم فرماجو على هذه الخطوة قبل فوزه بالرئاسة أو بعدها مباشرة.
وتابع أن فرماجو يريد قطع الطريق على عدد كبير من الخبرات الصومالية المتواجدة خارج البلاد، والتي تستطيع خدمة الصومال ويريد أيضا تصفية جهاز الدولة من بعض المناوئين تمهيدا لتعيين من يستطيع التحكم فيهم، فهو يعمد دائما لاستخدام الحلول الإقصائية للتخلص من خصومه السياسيين.
aXA6IDMuMTQyLjI1NS4yMyA= جزيرة ام اند امز