خبراء: تأثير محدود لقرار جوجل على هواوي
خبراء اتصالات وتكنولوجيا معلومات يؤكدون أن مبيعات هواوي ستنخفض على المدى القريب، وأنها ستعجل من خطواتها لاستحداث بدائل لمنتجات جوجل.
أكد خبيران في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن قرار جوجل تعليق بعض أعمالها التجارية مع هواوي سيكون له أثر محدود عليها، وسيعجل من خطواتها لاستحداث بدائل لمنتجات جوجل وغيرها من الشركات الأمريكية.
وأعلنت شركة جوجل، عملاق الإنترنت الأمريكية، الأحد، عن تعليق بعض أعمالها التجارية مع هواوي، في خطوة من شأنها عرقلة أنشطة الشركة الصينية في الأسواق الخارجية.
يقول الدكتور أحمد بهاء، أستاذ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بجامعة حلوان، إن وقف جوجل التعامل مع هواوي سيكون أزمة خارج الصين وليس داخلها، وأن مبيعات هواوي ستتأثر على المدى القريب.
وحسب ما ذكرته صحيفة "تشاينا تايمز" الصينية، قد تؤدي الخطوة إلى تعطيل عمل شركة هواوي خارج الصين؛ حيث ستفقد إمكانية الوصول إلى تحديثات نظام تشغيل "أندرويد" المقدم من "جوجل".
وأضاف بهاء في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن هواوي ستتخذ خطوات أسرع لاستحداث بدائل لمنتجات جوجل وغيرها من الشركات الأمريكية، وعلى المدى المتوسط ستكون منافسا قويا لها.
وقّع الرئيس ترامب، في الأسبوع الماضي، على أمر تنفيذي بمنع الشركات الأمريكية من شراء المنتجات والتقنيات التي تهدد الأمن القومي للبلاد في استهداف مباشر للشركة الصينية.
وأوضح بهاء أن بدائل جوجل متاحة بالفعل داخل الصين، لكن الأزمة لن تكون داخل الصين بل خارجها، لأن كل المنصات البحثية الكبيرة في الصين تستخدم اللغة الصينية، وهو ما يعني أنها ستأخذ وقتا لتحديثها.
وأدرجت وزارة التجارة شركة هواوي الصينية في "القائمة السوداء" التي تحظر على عملاق الاتصالات الصيني شراء قطع الغيار والمكونات من الشركات الأمريكية دون موافقة الحكومة الأمريكية.
وأضاف بهاء، أن هذه الأزمة قد تفيد السوق العالمي للاتصالات والإنترنت على المدى المتوسط بمنتجات جديدة وجيدة صينية لأن الصين لديها إمكانيات فنية وعلمية ومادية للرد على الشركات الأمريكية.
وتوقع، أن تتبع جوجل شركات أمريكية أخرى ذات أهمية مثل مايكروسوفت، وهو ما يشكل حربا كاملة على الصين.
وترددت أصداء تهديدات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخنق شركة "هواوي" في أرجاء أسواق الإمداد العالمية، الإثنين، وامتدت آثارها إلى أكبر شركات تصنيع المكونات والتكنولوجيا الأمريكية.
وقالت وكالة "لومبرج" الأمريكية، إن مصنعي الرقاقات الإلكترونية ومنهم "إنتل"، و"كوالكوم" و"زيلينكس" و"برودكوم"، أخطرت موظفيها بأنها لن تزود "هواوي" حتى إشعار آخر، وفقا لمصادر مطلعة.
ومن جانبه، يقول المهندس زكريا عيسى، خبير تكنولوجيا المعلومات، منتجات جوجل لا تمثل كل هذه الأهمية بالنسبة للصينيين القادرين على استخدام منصات إلكترونية أخرى لتطوير بدائل لها.
وأضاف عيسى في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الصين تمتلك منصات رقمية كبرى مثل علي بابا، ووي شات.
وأعلنت شركة هواوي، الأسبوع الماضي، إنها قضت السنوات القليلة الماضية في إعداد خطة للطوارئ من خلال تطوير التكنولوجيا الخاصة بها في حالة حظرها من استخدام المنتجات والتقنيات الأمريكية، وأنها استخدمت بالفعل بعض هذه التقنيات في المنتجات التي تباع في الصين.
وأوضح عيسى، أن التطبيقات المتاحة لمستخدمي هواتف هواوي وغيرها في متجر "بلاي ستور"، يتحكم فيها صانعوها ومبتكروها ولا تملك شركة جوجل سوى إتاحتها عبر متجرها لأنظمة التشغيل أندرويد وتحقق أرباح عن ذلك، لكن تطوير التطبيقات والتحكم فيها ليس مهمة جوجل.
وأضاف، أن حجب الخدمات التكنولوجية يؤثر سلبا على المشغلين والمنتجين للخدمة الذين يتكبدون خسائر كبيرة أيضا وليس المستخدمين فقط.
ومن جهته يري المهندس وليد جاد رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باتحاد الصناعات المصرية، أن وقف جوجل تعاملها مع هواوي سيؤثر بالسلب على مبيعاتها.
وأضاف جاد، في تصريحات "للعين الإخبارية" إن سوق الصين كبير جدا ومن الممكن أن يتأثر بهذا القرار ولكن هواوي تستطيع أن تغطيها بنظام تشغيل جديد مزود بإضافات يجذب المستهلك.
ولن تتمكن هواتف هواوي الذكية من تقديم تطبيقات جوجل في المستقبل، وأهمها البريد الإلكتروني gmail،، وبلاي ستور، وجوجل كروم وغيرها من منتجات جوجل التابعة مثل يوتيوب.
وتشتري هواوي من أمريكا سنويا مكونات رقمية ونُظما تكنولوجية بقيمة 11 مليار دولار.
aXA6IDMuMTQ0Ljk2LjEwOCA= جزيرة ام اند امز