خبراء لـ"العين الإخبارية": البعثة الأممية منحازة لمليشيا طرابلس
خبراء سياسيون وحقوقيون ليبيون يرون أن إحاطة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، ناقضت إحاطته السابقة حول الفساد المالي بحكومة الوفاق.
اتهم خبراء سياسيون وحقوقيون ليبيون المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة بالانحياز لمليشيا طرابلس، خلال إحاطته بمجلس الأمن، الثلاثاء.
وقال الخبراء إن الإحاطة ناقضت نفسها حين تعارضت مع إحاطته السابقة حول الفساد المالي والإداري بحكومة الوفاق.
وأغفلت إحاطة سلامة، الثلاثاء، "التورط التركي في دعم الإرهابيين بالسلاح وخرق حظر التسليح المفروض على ليبيا من لجنة العقوبات بمجلس الأمن".
وقال الخبراء، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، إن البعثة الأممية تعمل على إدارة الأزمة الليبية وليس حل الأزمة، كما انحازت البعثة، بحسب الخبر اء، إلى طرف المتشددين والمتطرفين التابعين لمليشيات حكومة الوفاق.
شرعنة المليشيات
ويرى مصطفى الزائدي، أمين الحركة الشعبية الليبية والخبير السياسي الليبي، أن البعثة الأممية إلى ليبيا تفتقد للخبرة الدبلوماسية وأدوات المتابعة واتخاذ القرار، ما يجعل إحاطاتها منحازة ومتخبطة، وتعمل على إدارة الأزمة وليس حلها.
وتابع الزائدي: "الحركة تقيم عمل البعثة الأممية بالسلبية، وسبق أن نبهت سلامة، ونائبته ستيفاني مباشرة أو بالرسائل، لعدم الانحياز إلى أحد الأطراف".
وأوضح الزائدي أن البعثة عملت على فرض اتفاق الصخيرات على الواقع السياسي الليبي، وأن مؤتمر غدامس الفاشل كان يراد منه شرعنة المليشيات وإعطاء دور كبير لجماعات الإسلام السياسي.
كما استنكر الزائدي تجاهل البعثة الأممية للدور التركي المشبوه في ليبيا واختراق قرارات مجلس الأمن وإيواء قادة التنظيمات الإرهابية.
سلامة يضع يده في يد المتطرفين
ويتفق معه عثمان بن بركة الخبير في الشؤون الليبية، قائلا "البعثة الأممية تضع يدها في يد الجماعات المتطرفة والمليشيات الإجرامية، لفرض الإخوان الإرهابية والجماعة المقاتلة على طاولة الحوار السياسي الليبي، تحت غطاء اتفاق الصخيرات".
وأوضح بركة، لـ "العين الإخبارية"، أن سلامة رفض طلبا من الليبيين بالقاهرة بالعمل على أن يكون المؤتمر الجامع مؤتمرا تأسيسيا واعتبار الصخيرات ملغية، إلا أن سلامة رفض ذلك الطلب بذرائع واهية.
وطالب بركة حركات المجتمع المدني الليبية والمنظمات الحقوقية برفع شكوى تظلم من الحكومة التركية لدعمها الإرهاب في ليبيا.
إدارة الأزمة.. وتناقض الإحاطات
وفي السياق ذاته يرى الحقوقي والسياسي الليبي محمد صالح جبريل اللافي أن البعثة الأممية إلى ليبيا أثبتت من خلال إحاطة غسان سلامة بمجلس الأمن، الثلاثاء، أنها خلال 8 سنوات تدير الأزمة ولا تسعى لحلها.
وتابع الحقوقي الليبي في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، "غسان سلامة ناقض إحاطته السابقة" والتي قال فيها: "إن الفساد المالي والإداري متفشٍ في كل أركان الدولة، في إشارة إلى حكومة الوفاق".
وأوضح اللافي أن الإحاطة السابقة أثبت صحتها بسحب السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المؤيدة للمتطرفين في طرابلس، مليارين وأربعمائة مليون دينار دعما للمليشيات و العصابات الموجودة في طرابلس، رغم طوابير المواطنين أمام مصارف طرابلس دائما بحجة عدم وجود سيولة نقدية.
واستنكر الحقوقي الليبي تجاهل المبعوث الأممي انتهاكات المليشيات الإجرامية لحقوق الإنسان المرتكبة من قبل المليشيات الموجودة في الغرب الليبي، وكونها السبب الرئيس في وصول الأسلحة لتنظيم داعش الإرهابي.
وأدان اللافي السكوت المتعمد من البعثة الأممية على اختراق تركيا لحظر التسليح المفروض على ليبيا، رغم ثبوته من خلال الاعترافات الرسمية لمليشيات السراج والأسلحة المضبوطة وتصريح أردوغان بدعمه لمن سماهم بالثوار في طرابلس.
وتابع اللافي: "إن الشحنات التركية المهربة للمليشيات كشفت أمام دول العالم الوجه الحقيقي لهذه الدول الداعمة للجماعات الإرهابية بعد سنوات من دعمها لهم في الخفاء".
وأكد الحقوقي الليبي أن تركيا بهذا الدعم المباشر للإرهابيين تضع نفسها تحت طائلة العقوبات الدولية بعد أن تتم عملية تحرير العاصمة طرابلس وعودة التحالفات الدولية مع الإدارة الجديدة لدولة الليبية، والتي قد تصل إلى العقوبات الاقتصادية الكبرى.
وأردف اللافي أنه من حق المجتمع الدولي أن يصدر مذكرات اعتقال بحق المسؤلين الليبيين الذين ثبت تورطهم في إثارة الفوضى وتهديد الأمن الليبي والإقليمي بتوفير الدعم اللوجستي والمادي للإرهابيين وتوصيل الشحنات العسكرية التركية لليبيا لتقع في أيدي المليشيات الإجرامية الجهوية والجماعات الإرهابية المتطرفة كالقاعدة وداعش.
وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة أدلى، الثلاثاء أمام مجلس الأمن الدولي، بشأن الأوضاع في ليبيا.
وأثارت إحاطة سلامة، غضب كثير من الليبيين الذين رأوا أن سلامة انحاز إلى أحد الأطراف دون الآخر.
وطالب المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة بمنع التدخل الخارجي في ليبيا، خاصة من الدول التي تنتهك حظر التسليح المفروض على حكومة الوفاق.
ويأتي ذلك بعد أيام من الكشف عن وصول سفينة تركية، إلى ميناء طرابلس، تحمل اسم "أمازون" ومحملة بنحو ٤٠ مدرعة، غير أن سلامة لم يذكر تركيا بالاسم.
وكان العميد خالد المحجوب، قد قال لـ"العين الإخبارية" الأحد: إنه بجانب هذه المدرعات، فإن الشحنة التركية تحمل أيضاً مقاتلين مرتزقة وإرهابيين سوريين وعراقيين.