ما قام به النظام الإيراني يندرج أيضا تحته الحليف الآخر له رجب طيب أردوغان الذي استمر في إطلاق الشعارات واستغلال انشغال العالم بالفيروس
بينما العالم يعيش حالة سجن وعزلة عامة بأمر "كورونا" الذي فتك بالآلاف ويعزل مئات الملايين في العالم بعدما كتب عليهم الفيروس أن يلزموا بيوتهم، امتثالا "للحجر المنزلي"، وبعد أن توقفت الأعمال وكاد الشلل يضرب الحياة العامة خوفا من حدوث الكارثة، وبدأ العالم يتحدث عن كيفية قتل الملل المنزلي، وأصبحنا نتساءل: هل لهذه العزلة خسائر مادية ومعنوية ورضوخ أم هناك مستفيد ومستثمر في أزمة فيروس كورنا ويعمل على تحقيق مصالحه؟
بعيدا عن المكاسب التجارية وطمع وجشع التجار لاستغلال هذه الأزمة والجائحة بعد تفشي الفيروس وفي التصارع لصناعة اللقاح والترويج له لاسيما وأنه باتت تسود مختلف دول العالم مخاوف من تأزم الاقتصاد العالمي على نحو مماثل أو أشدّ وطأة ممّا حصل بعد أزمة عام 2008 ، وبينما اتجهت الآراء والتحاليل في الأيام الأولى إلى تفشي الوباء لكون هذه الأزمة سيتم توظيفها في الحروب التجارية والأمن الغذائي، فإن هناك من حاول الاستثمار بعيدا عن البعد الاقتصادي واتجه نحو المنحنى السياسي والحزبي والديني.
ما قام به النظام الإيراني يندرج أيضا تحته الحليف الآخر له رجب طيب أردوغان الذي استمر في إطلاق الشعارات واستغلال انشغال العالم بالفيروس، وهو ما يذكّرنا باستغلاله سابقا للانقلاب العسكري باعتقال الآلاف وإغلاق مئات وسائل الإعلام في البلاد، حيث عاد أردوغان إلى هذه الممارسات
البداية كانت من نظام الملالي في طهران الذي حاول بكل الوسائل الاستثمار والاستغلال في هذا المرض والموت، وانطلقت بإطلاق الشعارات والاتهامات من خامنئي وروحاني نحو أمريكا، وأنها المتسببة في نقل الفيروس إلى إيران، ثم بنهب الأموال في مناطق سيطرة مرتزقتها وبسرقة المساعدات الدولية والتي تقدر بأكثر من مليار يورو كانت مخصصة للإمدادات الطبية وفِي تخزين الأقنعة والقفازات والمعدات الطبية لبيعها في السوق السوداء، كما أنها عملت على استغلال المواطنين في فترة الخوف والقلق من الوباء في أحقر فعل وممارسة إنسانية
ما قام به النظام الإيراني يندرج أيضا تحته الحليف الآخر له رجب طيب أردوغان الذي استمر في إطلاق الشعارات واستغلال انشغال العالم بالفيروس وهو ما يذكّرنا باستغلاله سابقاً للانقلاب العسكري باعتقال الآلاف وإغلاق مئات وسائل الإعلام في البلاد، حيث عاد أردوغان إلى هذه الممارسات وأضاف عليها عزل واعتقال العديد من رؤساء البلديات المعارضين له، من أجل وضع حد للانتقادات الواسعة التي يواجهها من الشعب، خاصة أن الإجراءات المفروضة في البلاد كانت ضعيفة، وظروف الحجر الصحي للأتراك القادمين من الخارج سيئة، كما أنه لم يتوقف عن إرسال المرتزقة والأسلحة إلى ليبيا رغم الهدنة .
في العموم استغلال الكوارث والمصائب لتحقيق أهداف ومصالح شخصية أو اقتصادية أو سياسية أو دينية ليس من الإنسانية في شيء، وهذا ما لمسناه في استغلال أزمة كورونا للتكسب الحزبي الرخيص أو الانتخابي كما يفعل حزب الديمقراطيين في أمريكا، والإخوان في العديد من الدول العربية، أو ما يفعله بعض رجال الدين في عدة دول من ممارسات حمقاء، أو ما يفعله بعض المشاهير بالخروج عن المألوف أو بالترويج لفحوصات تجارية غير مرخصة أو إطلاق البعض للشائعات والأكاذيب كما يفعل نظام الحمدين .
هذا النموذج المشوه، وهذا الاستغلال الرخيص حتى في الجائحات من البشر، قابله مواقف مشرفة من قيادة هذه البلاد العظيمة يجعلنا دائما وأبدا نفخر ونفاخر بهم لأنهم جعلوا شعبهم أولا، ولأنهم طالبوا العالم أجمع بأن يكون "الإنسان أولا" في قمة مجموعة العشرين الافتراضية التي تتولى المملكة إدارتها ورئاستها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة