إكسبو 2020 دبي.. كيف غيرت الخدمات الرقمية حياة الناس للأفضل؟
أكد خبراء في التحول الرقمي خلال إكسبو 2020 دبي أن جائحة كوفيد-19، عززت الخدمات الرقمية في القطاع الصحي العالمي خلال العامين الماضيين.
واعتبر الخبراء خلال الجلسة النقاشية التي أقيمت بعنوان "الشمول الرقمي خارطة طريق لتحقيق النمو" ضمن منتدى الأعمال في إكسبو 2020 دبي، أن الخدمات الرقمية في القطاع الصحي العالمي شهدت تطورا بنحو 50% خلال تلك الفترة، مؤكدين أن التحول الرقمي في تحسين حياة الكثير من الأفراد حول العالم.
- إكسبو دبي في أسبوع.. حراك عالمي لتعزيز التسامح وابتكارات للمستقبل
- محمد بن راشد يزور جناحي المغرب والمملكة المتحدة في إكسبو 2020 دبي
وأشار الخبراء المهتمون بالخدمات الرقمية الموجهة لفئة أصحاب الهمم، بأن التطبيقات الذكية، ساعدت على خدمة هذه الفئة بشكل أفضل، قياساً بالسابق، مشيرين إلى أن إكسبو 2020 دبي يعد المكان الأفضل لمناقشة هذه القضايا ذات البعد العالمي.
تحول مهم
وقال فرانكو أتاسي، الرئيس التنفيذي لقطاع البنية التحتية الذكية في شركة سيمنس الشرق الأوسط: "سارعت الكثير من الدول المتقدمة وحتى الدول النامية، إلى اعتماد الكشف الطبي الرقمي أو الكشف عن بعد، فلم يعد المريض بحاجة الى الذهاب إلى المستشفى أو الطبيب، وهذا التحول خفف من الضغط على الأطباء ومكّنهم من توجيه المزيد من الجهود نحو المصابين بالفيروس".
وأوضح فرانكو، أن الشمولية الرقمية تمكن أهل المصابين بالأمراض المزمنة من معرفة كافة المعلومات المتعلقة بحالتهم الصحية، وبالتالي رعايتهم في البيت بشكل أفضل، مؤكدا أهمية تسريع عملية التحول الرقمي في العالم، وعدم ترك الدول النامية تتخلف عن هذا الامر، قائلا: "ينبغي مساعدتها في تحديث بنيتها التحتية لتواكب التطور".
وطالب فرانكو بضرورة إشراك القطاع الخاص، الذي يعد مهما جداً في نجاح العملية، لما له من دور كبير في النمو الاقتصادي وتحقيق الثروة، مؤكدا: "بدون القطاع الخاص لن نحقق الشمولية الرقمية".
من جانبه قال أبورف كولكارني، المدير المساعد في معهد أولا موبيليتي الهندي، في مداخلته الافتراضية: "إن الخدمات الرقمية التي جاءت بعد كوفيد 19 كانت مهمة للغاية، وساهمت في حل الكثير من المشاكل، بل كان لها دور كبير في التصدي للجائحة من خلال تقديم خدمات مميزة للناس عن بعد".
وألمح أبورف إلى أن عملية التحول الرقمي التي تمت بعد الجائحة، تغاضت عن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين استمرت معاناتهم اليومية بسبب عدم الاهتمام بتوفير الخدمات الملائمة لهم مثل المصابين بالعمى.
وطالب بالاهتمام بهذه الفئة عند إقرار أية خدمات إلكترونية أو رقمية، فضلاً عن ضرورة تدريبهم على كيفية استخدام الخدمات الرقمية والتفاعل معها.
وأوضح أبورف، أن الشمولية الرقمية تسهل حياة الأفراد في الدول النامية والمجتمعات المهمشة، فالشمولية الرقمية تعني أننا نقول لهؤلاء الناس إن أصواتكم مسموعة.
الذكاء الاصطناعي للتوظيف
من جهتها أوضحت نينا لاغ سوي، مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أكزوبا آي، وهي شركة متخصصة في معالجة السير الذاتية من أجل منح فرص متساوية للجميع، إن التوظيف من أهم القطاعات التي ينبغي لها أن تسهم في الشمولية الرقمية من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي في اختيار الموظفين.
وأكدت أن تقنيات الذكاء الاصطناعي مهمة جداً في هذه العملية مقارنة مع البشر، نظرا لأن الذكاء الاصطناعي لا توجد لديه مشاعر وأحاسيس، ولا توجد لديه معرفة مسبقة بالأفراد المتقدمين إلى الوظيفة.
فيما أوضحت ميديا نوسنتيني، رئيس شركة المشاريع العالمية أن شركتها دعمت من خلال خدماتها إجراء نحو 2000 عملية جراحية عن بعد، أجريت في نحو 70 دولة خلال الجائحة، مشيرةً إلى أن الرعاية الصحية لا تزيد من خلال بناء المستشفيات، بل من خلال الشمولية الرقمية التي توفر فرصا متساوية للجميع، وتوفر الخدمات الصحية بإمكانيات بسيطة في الدول الفقيرة.
وسلطت باقي الجلسات التي أقيمت في جناح إكسبو لايف، الضوء على الخدمات الرقمية والتطبيقات الذكية، التي تخدم فئة أصحاب الهمم، وشارك فيها رواد أعمال قادمين من عدة دول كسلطنة عمان واليابان والدنمارك.
وفي هذا الإطار قالت ثريا الحارثي، كبيرة الأخصائيين في وزارة النقل العمانية إن الابتكارات الجديدة المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة، ساهمت في جعل حياة هذه الفئة أكثر سهولة في المجتمع، فاستخدام التكنولوجيا والتطبيقات الرقمية للخير والتسامح والشمولية أمر مهم جدا.
وأضافت الحارثي: "التسامح أمر جميل جداً، خاصةً مع وجود التعدد في المجتمعات التي نعيش فيها، من المهم جداً أن تعيش بود وانسجام مع الكل، دون نسيان أصحاب الهمم، مضيفةً أن إكسبو 2020 دبي هو المكان المناسب لطرح مثل هذه الموضوعات الهامة.
وقالت ريم الفرنجي، مؤسسة المنصة الرقمية "حبايبنا"، إن تأسيس المنصة كان بهدف تقديم خدمات رقمية شاملة لأطفال الذين يعانون من التأخر في النمو، بهدف تمكين الأهالي ومقدمي الرعاية الطبية من تطوير مهارات هؤلاء الأطفال عبر دروات تدريبية رقمية ثرية.
وقال كريستيان إيرفورت، مؤسس شركة بي آت ماي آيز: "نركز على تقديم خدمات رقمية لذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، ونعمل على مساعدتهم في مقار أعمالهم، من خلال ابتكار وتطوير التطبيقات الرقمية التي تخدمهم".