تصدير الغاز لأوروبا يشعل الصراع بين أمريكا وروسيا
مسؤول أمريكي كبير عزا انتقاد روسيا جهود أمريكا لتزويد أوروبا بالغاز الطبيعي إلى "خشيتها" من المنافسة في سوق حرة.
"غاز الحرية" لقب أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إمدادات الغاز الطبيعي المسال الواردة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحلفاء الأوروبيين، والتي ستتيح بديلا عن الطاقة الروسية، مما أثار انتقادات المسؤولين بالكرملين، واعتبروه تضييقا أمريكيا للمنافس.
وبينما تسعى أمريكا لتضييق الخناق على روسيا من خلال زيادة الإنتاج من الحقول الصخرية وتوجيهه إلى أوروبا عن طريق "ممر الغاز الجنوبي"، تواصل روسيا تنفيذ مشروع خط الأنابيب "نورد ستريم 2" الذي تقوده جازبروم، رغم رفض حكومتي ترامب وأوباما له.
وعزا مسؤول أمريكي كبير انتقاد روسيا جهود الولايات المتحدة لتزويد أوروبا بالغاز الطبيعي إلى "خشيتها" من المنافسة في سوق حرة، وذلك في تصريحات تسلط الضوء على التوترات المتنامية مع موسكو بشأن سياسة "هيمنة الطاقة" التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب.
وأصبحت الولايات المتحدة مصدر الغاز الطبيعي المسال الأسرع نموا في العالم وهي بصدد أن تصبح ثالث أكبر شاحن للمُنتَج هذا العام، بفضل تنامي الإنتاج من الحقول الصخرية الأمريكية.
ويقول ترامب: إن الإمدادات ستتيح بديلا عن الطاقة الروسية للحلفاء الأوروبيين في حين وصف ريك بيري وزير الطاقة الأمريكي، الصادرات بأنها "غاز الحرية"، مما أثار انتقادات من المسؤولين الروس.
وقال فرانك فانون مساعد وزير الخارجية الأمريكي لموارد الطاقة، جرت في ساعة متأخرة أمس الخميس: "لا تعجبهم فكرة المنافسة، ولا حتى مفهومها، لأنها تجبرهم على تغيير سلوكهم" مضيفا أنها أجبرت القطاع الذي تسيطر عليه الدولة الروسية على تعديل التسعير. وقال: "يفضلون العمل تحت أوضاع تعوزها الشفافية، في ظلام الليل، فهم يخشون الطاقة التي تنتجها الولايات المتحدة وصادراتها".
وفي أحدث انتقاد روسي لشحنات الطاقة الأمريكية، اتهم إيجور سيتشن، الرئيس التنفيذي لعملاق الطاقة الحكومي الروسي روسنفت وأحد أقرب حلفاء الرئيس فلاديمير بوتين، الولايات المتحدة يوم الخميس بتدشين "حقبة من الاستعمار بالطاقة" وباستخدام الطاقة كسلاح سياسي.
ولطالما وجه المسؤولون الأمريكيون أنفسهم تهما مماثلة لروسيا، التي عمدت أحيانا إلى قطع إمدادات الغاز عن أوكرانيا في الشتاء أثناء نزاعات على السعر.
وقال سيتشن: إن جهود واشنطن لشحن الغاز الأمريكي إلى أوروبا تتزامن مع تهديد مشرعين أمريكيين بفرض عقوبات على روسيا، تشمل مشروع خط الأنابيب (نورد ستريم 2) الذي تقوده جازبروم.
وتعارض إدارة ترامب خط الأنابيب، مثلما فعلت إدارة أوباما قبلها، قائلة إنه سيحكم قبضة روسيا الاقتصادية على أوروبا ويحرم أوكرانيا من رسوم العبور.
وقال سيتشن خلال منتدى في سان بطرسبرج: "التضييق على المنافسين أصبح السمة السائدة للسياسة الاقتصادية والخارجية الأمريكية."
ورفض فانون تصريحات سيتشن، قائلا إن إدارة ترامب تدفع باتجاه أسواق شفافة وحرة.
وقال فانون، الذي عمل سابقا لدى مجموعة "بي.إتش.بي" العالمية للتعدين والطاقة ولدى ميرفي أويل: "ما نعكف عليه هنا هو تطوير وتصميم سوق مفتوحة وشفافة وذات كفاءة.. نحن على ثقة من أنه إذا حدث ذلك فإنه، نعم، الشركات الأمريكية ستبلي بلاء حسنا."
وقلص ترامب القواعد التنظيمية التي تحكم عمل شركات التنقيب والاستخراج للمساعدة في تعزيز صادرات النفط والغاز إلى الحلفاء والشركاء، في إطار ما يسميها بسياسة هيمنة الطاقة.
وقال فانون: إن روسيا تبدي قلقا إزاء مشاريع تدعمها واشنطن منذ 10 سنوات لنقل الغاز الطبيعي بخطوط الأنابيب من حقل شاه دنيز الأذربيجاني إلى الأسواق في أوروبا عن طريق "ممر الغاز الجنوبي".
ومن المقرر الانتهاء من المرحلة الأخيرة من الممر الذي يتكلف 40 مليار دولار، خط الأنابيب العابر للأدرياتي (تاب)، أوائل العام المقبل.
وأضاف فانون أن روسيا تخشى أيضا من تكنولوجيا وحدات المفاعلات النووية الصغيرة التي تعكف عليها الولايات المتحدة، والتي قال إنها قد تدخل الخدمة التجارية في غضون أقل من 10 سنوات، ويعمل على هذه المفاعلات مشروع "نو سكيل" المشترك بين "لايتبريدج كورب" و"فراماتوم" وشركات أخرى.
aXA6IDMuMTQ1LjEwNi43IA== جزيرة ام اند امز