تعيش ليبيا حالة انتظار للإجابة عن إمكانية إجراء الانتخابات المنتظرة في 24 ديسمبر المقبل، والتي يعول عليها لخروج ليبيا من أزمتها.
وعلى مدار الستة أشهر الماضية، فترة تولي الحكومة الانتقالية، التي يقودها عبد الحميد الدبيبة، بدا بقوة تجاوز المليشيات الإخوانية، التي تطالب كل الأطراف الفاعلة في أزمة ليبيا داخليا وخارجيا بحلّها، من أجل عودة الاستقرار إلى ليبيا، فيما أكد المتحدث باسم مجلس النواب الليبي أنه لا يوجد أي شيء يؤثر سلبيا على موعد الانتخابات المقررة أواخر ديسمبر المقبل، لكن هناك تخوفات من عدم التوصل حتى الآن إلى قاعدة دستورية تُقام عليها تلك الانتخابات، ولا يزال التباحث بشأن حل لذلك جاريا.
بيان بعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا يحذر من استبدال الحكومة الانتقالية في ظل وضع هشّ تعيشه ليبيا، وذلك حتى إجراء الانتخابات قبيل نهاية العام، فهل ستنجح ليبيا في الوصول إلى هذا الاستحقاق بسلام أم ستتغلب المناكفة السياسية ويتم تفويت فرصة الاستقرار، سواء من أطراف داخلية أو قوى خارجية؟
يرى البعض أن أهم عقبة تواجه العملية الانتخابية -حتى لو أقيمت في موعدها- هو وجود المرتزقة بدعم تركي، ومليشيات الإخوان، المستمرة في انتهاكاتها سيادة ليبيا، فهي تؤثر بشكل سلبي على أمن ليبيا القومي واستقرارها الداخلي، عبر المماطلة في تمرير الانتخابات الرئاسية، إلا إذا ضمن إخوان ليبيا حظا بها، عكس ما يقوله الواقع بأنهم حتما خاسرون، فالإخوان على يقين من أن أي خسارة لهم مجدداً تعني نهايتهم للأبد في المنطقة كلها، وليس في ليبيا فقط.
المجتمع الدولي كثيرًا ما دعا لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية، خشية تعطيل الحل السلمي واستكمال خارطة الطريق، وعدم عرقلة الانتخابات المرتقبة.
كانت وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، قد صرحت مؤخرا وهي في الكويت، بأن بعض المجموعات من المقاتلين الأجانب غادرت ليبيا، لافتة إلى أن بلادها لا تزال تسعى إلى إخراج جميع المرتزقة وفق جدول زمني محدد.
والثلاثاء الماضي، أعلن مصدر ليبي أن حافلات وطائرة تركية وصلت إلى مطار معتيقية لنقل مرتزقة.
كل هذا يعني أن الدعوات داخليا وخارجيا في الفترة الأخيرة تسارع في اتجاه واحد، في محاولة لإنقاذ خارطة الطريق وإجراء الانتخابات المقبلة في موعدها.
إن استعادة الأمن والاستقرار أمنية عزيزة للشعب الليبي، فيما هي خسارة فادحة للإخوان المنتفعين من الأزمة المستمرة منذ 10 سنوات، إذ يحاول إخوان ليبيا إعادة تدوير أنفسهم وتحسين حظوظ مرشحيهم في الانتخابات المقبلة، من خلال الالتفاف على انهيار شعبيتهم أمام المجتمع الليبي، لكنهم يواجهون واقعا شعبيا يرفض وجودهم وعمالتهم للخارج، ما يعني أن نبرة الرفض الشعبي للإخوان تجعلنا نتفاءل بأننا نعيش آخر أيامهم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة