بذاءات نجل القرضاوي.. فشل مبكر للإخوان قبل 11 نوفمبر
ما إن انفض الناس من حولهم، وتأكد فشلهم في الحشد لإثارة الفوضى في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لجأت الجماعة لسلاح جديد.
لم يتحمل الإخوان تجاهل المصريين المتزايد لهم فعادوا إلى سيرتهم الأولى واستعانوا بقصيدة مليئة بالبذاءة بالصوت والصورة للإخواني عبدالرحمن القرضاوي ضد زعماء العرب.
رفع أعضاء التنظيم الإرهابي "سلاح الانحطاط" فوق رؤوسهم كشعار للمرحلة المقبلة، وبات عبدالرحمن نجل يوسف القرضاوي القائد الروحي للإخوان ومؤسس ما يعرف بالاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، في صدارة المشهد الآن.
تمخض "القرضاوي الابن" فأنجب وصلة من السباب أسماها "قصيدة" تحمل بين طياتها كلمات سيئة، في رد فعل متوقع لفشل إخواني جديد في الحشد ليوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني ومتسق مع أخلاقهم.
فشل إخواني جديد
عندما تحدث القرضاوي الصغير بلسان الإخوان رآه العالم أجمع هو وجماعته خاليا من أي فضيلة ومن أي خلق حميد، وظهر وظهروا معه على حقيقتهم، مجرد فاشلين هاربين مدعين، وسيلتهم للتعبير السباب والشتائم.
حقيقة أكدتها الأيام مجددا.. إن استخدام الإخوان المفردات المتدنية تشير إلى أنهم لم ينالوا أي قسط من حسن الخلق، سواء في التنظيم أو بين أسرهم وعلى رأسهم القرضاوي نفسه.
فجماعة كتلك تربي أمثال هؤلاء هي خطر على الأخلاق والقيم، وربما لم يكن من الصحة في الأساس السماح لها بالعمل في العالم العربي، أو ترك قادتها يفسدون ضمائر الشباب العرب.
واليوم أحسن القرضاوي الصغير صنعا ووفر عناء إثبات حجم السقوط الأخلاقي الذي وصلت إليه عناصر الجماعة وحجم الضرر الذي سببته في منظومة القيم، فيكفي الاستماع لبعض كلمات من تلك القصيدة حتى تشمئز النفس عن استكمالها، ويتأكد المستمع أنها جماعة لا تعطي لأخلاق بالا.
تساؤلات حول القصيدة
قصيدة إخوانية مزعومة يحمل توقيت ظهورها عدة تساؤلات، لعل أبرزها: هل جاءت القصيدة كتفريغ لكم السخائم التي يحملها التنظيم المصنف إرهابيا في قلوب أعضائه وفقط، أم استباق لفشل حتمي لدعوات التظاهر في 11 نوفمبر/تشرين الثاني؟!
ولكونها لا تتجاوز الحسابات الإخوانية على مواقع التواصل الاجتماعي، وربما قنواتهم، فإن الحقيقة المجردة أن "قصيدة القرضاوي" فضحت خوفهم من أن يكونوا محل سخرية من الجميع، لكم الأكاذيب التي روجوها خلال الأيام الماضية.
واليوم يحاول قادة الإخوان الهروب من محاسبة أتباعهم ومؤيديهم بعد رفع سقف الطموحات لديهم باقتراب دحر ما يعتبرونه انقلابا على الإخوان، مع تأكيدهم بعودتهم للحكم مرة ثانية، والأهم وعدهم لأتباعهم بالكثير من الأحلام في مصر.
تعمد القرضاوي ومن خلفه ذيول الإخوان أن تكون القصيدة متخمة بـ"القذارة اللغوية والسلوكية" لتشغلهم قليلًا، وليجدوا ما يتحدثوا فيه، وليستمتعوا بسباب من يرون أنهم السبب في هزيمتهم وشتاتهم.
ربما يحمل توقيت نشر القصيدة أهدافا أبعد من مجرد شحن الجماهير للثورة والغضب، فكلماتها لا تتحدث عن ثورة ولا حراك شعبي ولا تطالب بالحرية، ولا دعوة للتغيير، بل لا تحمل بصمة شعارات جماهيرية مثل: "عيش حرية كرامة إنسانية"، كتلك التي رفعت في يناير/كانون الثاني 2011 ولا" يسقط حكم المرشد" كتلك التي رفعها ثوار 30 يونيو/حزيران 2013، إنما القصيدة البذيئة لا تحمل سوى ألفاظ سوقية متدنية للغاية.
ركزت القصيدة على إهانة ثلاثة قادة من كبرى الدول العربية ليصبح السؤال الآن: هل هي رد على موقف هؤلاء القادة الموحد بالقمة العربية في الجزائر ضد تهديدات دولة إقليمية جارة لدول الخليج العربي؟.. وهل حقًا ما يثار في كواليس التنظيم أن القرضاوي الصغير على علاقة تماس بنظام تلك الدولة.
مصادر مطلعة أوضحت أن هذه العلاقة المشبوهة هي السبب الرئيسي في سوء علاقة عبدالرحمن بوالده يوسف القرضاوي، ليصبح السؤال الآن: هل يمكن أن يكون لسانهم المأجور في معركتهم المعنوية ضد القادة العرب؟ ربما.. لكن المؤكد أن القصيدة كشفت حقيقته وحقيقة التربية الإخوانية.
سلاح البنا
رغم أن "قصيدة القرضاوي" لا تمثل أي قيمة فنية أو ثورية ولا تندرج تحت شعر الهجاء، ونحن نثبتها هنا ليس لقيمتها ولا ردًا أو دفاعًا عمن تطاول عليهم، إنما لأنها كاشفة لحقيقة أخلاق الإخوان والمستوى المتدني في استخدام البذاءة في النيل من الخصوم.
سلاح ومنهج إخواني بامتياز، فكل معارضيهم أو مخالفيهم إما متهمون في عقيدتهم وإما في نيتهم وفي أخلاقهم، وهي لعبة بدأها مؤسس الجماعة "حسن البنا" عندما استخدم "الشتائم" منهجا في النيل من خصومه، فقديما أصدر جريدة الكشكول التي كانت تحتوي على الكثير من السفاهات حول رجال السياسة بمختلف اتجاهاتهم.
لم يجد الإخوان حرجا في تشويه صورة المختلفين معهم ونسجوا حولهم الأكاذيب الأخلاقية، ليصرفوا الناس عن الالتفاف حولهم، ولجأوا إلى هذا المنهج على وجه الخصوص مع القادة أصحاب الزعامات، مثل رئيس وزراء مصر في العهد الملكي مصطفى النحاس باشا ثم الرؤساء الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات وصدام حسين وغيرهم.
ثم فعلوها بعد توليهم الحكم، فشوهوا كل السياسيين المعاصرين والإعلاميين وعلماء الدين من رجال الأزهر، ثم وصلوا إلى مستوى متدن بعد ثورة ٣٠ يونيو/حزيران 2013 وعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، عندها اتهموا كل أسر القضاة ورجال الشرطة بكل التهم دون أدنى وازع من دين.
وبات واضحا أن احتفاء الإخوان بتلك القصيدة عبر منصاتهم الإعلامية وصفحاتهم على فيسبوك وعلى تويتر وتليجرام، كشف رغما عنهم سوء وتدني أخلاقهم حتى مع المتعاطفين معهم، فعندما اعترض الكثيرون من غير الإخوان على أسلوب القصيدة غير الأخلاقي انقض عليهم لجان الإخوان "الذباب الإلكتروني" بحملة من السباب والشتائم.
كما أن العديد من النقاد يرون شاعر الإخوان متواضع الموهبة الشعرية، فغالب قصائده في رأيهم متواضعة فنيا، وأن الترويج لها جاء بسبب دعم التنظيم له جماهيريا باعتباره ابن مرشدهم الروحي، فقدموه كشاعر مناضل مقاوم معارض، وبعد عشرة أعوام من ثورة يناير/كانون الثاني لم يقدم شاعر الإخوان أي قصيدة ولو متوسطة القيمة.
ولم يستطع القرضاوي الابن أن يشارك في أي فعل ثوري أو فعل معارض سياسي محترم أو أن يقدم نفسه كصاحب فكر، كل الذي فعله أن عاد بإطلالة جديدة، فأطال شعر رأسه ولحيته، وأطلق لسانه بكلمات منحدرة.
aXA6IDUyLjE0LjEwMC4xMDEg
جزيرة ام اند امز