"عاوزين صورة إعدامه”.. هكذا جاءت ردة الفعل الأولى لوالدة أحد المجندين المصريين.
"عاوزين صورة إعدامه”.. هكذا جاءت ردة الفعل الأولى لوالدة أحد المجندين المصريين، الذين قُتلوا في أحداث عُرفت إعلاميًا بـ"أحداث رفح الثانية"، هي وآخرين من أهالي المجندين، بعد ساعات من تنفيذ حكم الإعدام بحق الإرهابي المُدان بقتل ذويهم في هذه المذبحة.
وعلى مقربة من غرفته، تجلس والدة السيد صالح السيد، وهي تنظر إلى صورته، لتكرر ما كانت تقوله على مدار 3 سنوات و4 أشهر: لماذا قتلوك يا ضنايا.. لماذا فعلوا بك ما فعلوه.. عندما أحب أن أنظر لك للمرة الأخيرة هل أنظر لصورة أنت ملقى فيها على الأرض.
تمسح دموعها وتتابع لمراسلة "العين" الإخبارية: أريد أن أرى صورة حبارة.. نعم هذا المجرم.. أراه وهو يعدم.. هذا حقي قلبي لم يبرد بعد.. وكل شيء يذكرني بذلك اليوم.. شعر رأسي مازال يطأطئ كان اليوم هو البارحة.. وكان خبر وفاته يأتيني من جديد.
تضيف أم السيد، كما تحب أن يناديها الجميع: أريد أن أعرف مات أم مازال مستيقظا.. أريد أن أعرف هل شعر بالألم مثلما جعل ابني يشعر به.. لو كان الأمر بيدي لفعلت به كل ما فعله بابني وزملائه.
تدخل الأم المكلومة في نوبة من البكاء، لا يقطعها سوى تذكرها ليوم أبلغها صغيرها في نبرة حزن، بأنه سيذهب، فتلتقط منه العبارة وترد "لفين؟" (إلى أين) فيرد: لا تقلقي سأسلم العهدة (الخاصة بالجيش كمجند).
يكمل زوجها الحديث: قضى ابني عامين في الجيش، أحبه بإخلاص، كلنا شعرنا أنه حزين يوم تسليمه عهدته، لأنه شعر أنه جزء من الجيش، لكن سبحان الله ربنا كتب له الشهادة وأصبح من أهل الجنة. وبالنسبة لنا كله فداء لمصر.
يضيف الأب: كنا نريد أن نراه وهو يعدَم (يقصد المتهم المُدان حبارة).. ربنا أكرمنا بالعدالة وهو ما هوّن علينا الفاجعة على قلوبنا بعد سنوات من العذاب والحيرة.. لكن كان نفسي يصوّروه زي ما صور عيالنا ووجع قلبنا.. صدام كان رئيس دولة وصوروه ما بالنا بإرهابي خسيس.
والد المجند عفيفى سعد عفيفي، قال لبوابة "العين" الإخبارية: كنت أنتظر رؤية صورته، ومازال عندي أمل في أن أراه معدوما، مقهورا، مذلولا، كما فعل بابني.. الحكم جاء متأخرا لكنه أفضل من ألا يأتي... مررنا بلحظات تصورنا فيها أن الحكم لن ينفذ، لكن قضاء الله وقدره رحمة بنا.
يتابع والد المجند: اليوم بالنسبة لي أسعد يوم في حياتي، لأني يوم مقتله كان أصعب وأسود يوم في حياتي، وليرتاح أبناؤنا في قبورهم.
رغم أن بعض الأهالي استطاعت أن تعبر عما بداخلها، كان قرار البعض الآخر الدخول في صمت مطبق، كان منهم حسن عبد المحسن الديب، والد المجند عبد الرحمن، الذي لم يكفّ عن تكرار كلمات متفرقة "حبارة اتعدم.. الحمد لله" لبوابة "العين" الإخبارية.
دموع حسن وزوجته المنهمرة، كانت بديلًا عن حديث طويل أفصحت به أعينهم وهم يقررون أن يأخذوا عزاء ابنهم اليوم، ويستقبلون الأقارب والجيران، الذين جاؤوا للتعزية بعد مرور 3 سنوات و4 أشهر.
محمد فرج قابيل والد الشهيد عبدالناصر محمد صابر، قال: تمنيت لو رأينا إعدامه وحضرنا تنفيذ الحكم حتى يرتاح قلبنا.. كما تمنيت لو صدر نفس الحكم على الباقي، متسائلًا عن بقية المتورطين في قتل أولادنا.
وفي وقت سابق صباح اليوم، نفّذت مصلحة السجون المصرية، حكم الإعدام شنقا في حق المحكوم عليه الإرهابي عادل حبارة المُدان بقتل 25 مجنداً في "مذبحة رفح الثانية"، وذلك بعد استنفاد كل درجات التقاضي.
وتعود المذبحة إلى 19 أغسطس/آب 2013، عندما كان المجندون في طريقهم إلى مقر قطاع الأمن المركزي برفح، وعند إحدى النقاط في الطريق أوقفت العناصر الإرهابية سياراتهم، وأنزلت المجندين بالقوة بعد التهديد بالسلاح، وأوقفتهم صفاً واحداً وكأنهم أسرى، وفتحت عليهم النيران من الخلف بعد توثيق أيديهم، في مشهد لا يحدث إلا مع أسرى الأعداء.
aXA6IDMuMTM5LjEwOC40OCA= جزيرة ام اند امز